بريطانيا في العاصفة.. جدل داخلي بين مخاطر بريكست واحتمالية عودة داعش

الجمعة 18/أكتوبر/2019 - 09:52 ص
طباعة بريطانيا في العاصفة.. شيماء حفظي
 
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس 17 أكتوبر 2019، التوصل لاتفاق مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، قبل ساعات من انتهاء المهلة التي تسمح بإنجاز البريكست في موعده المحدد بنهاية الشهر الجاري.



مخاطر وتحذيرات

وبعيدًا عن حالة الجدل الداخلية بشأن الاتفاق، أصبحت بريطانيا تواجه حاليًا مخاطر مواجهة الإرهاب حال تم تطبيق الخروج من الاتحاد الأوروبي، في وقت تزداد التحذيرات من خطر عودة تنظيم داعش مرة أخرى في سوريا، بالتزامن مع العدوان التركي على قوات الأكراد.



وعلى مدار سنوات ازدهار تنظيم داعش ودولته المزعومة، كانت بريطانيا هدفًا واضحًا ومستمرًا للتنظيم؛ إضافة إلى دول أوروبية أخرى، سواء من خلال العمليات الإرهابية المنظمة أو هجمات الذئاب المنفردة.



وينتظر البريطانيون، موقف البرلمان، بشأن الاتفاق، الذي من شأنه تقليل خطورة الخروج البريطاني دون اتفاق، والذي ربما يشمل تعاونًا أمنيًّا مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة الإرهاب، وتبادل الأعمال الاستخباراتية والمعلومات الأمنية.



وسبق أن حذرت حكومة المملكة المتحدة، العام الماضي، من العواقب الأمنية لإتمام «بريكست» دون صفقة؛ حيث يقول التقرير الذي نقلته صحيفة فوربس حينها، إنه في حال الخروج دون صفقة، «لن تكون هناك فترة للتنفيذ.. وهذا يعني أن أي تعاون تشغيلي يعتمد على أدوات الاتحاد الأوروبي عند نقطة الخروج سيتوقف».



وقال التقرير إنه على الرغم وجود آليات غير تابعة للاتحاد الأوروبي بصورة بديلة لمواجهة التطرف، فإنها لن توفر المستوى نفسه من القدرات، بل تخاطر بضغط متزايد على أمن المملكة المتحدة وسلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية.

 بريطانيا في العاصفة

وحذر كبير ضباط مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة من أن وكالات إنفاذ القانون أخفقت في مواكبة التهديد الإرهابي المتطور، وأصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن هناك عاصفة كاملة في المملكة المتحدة في الوقت الحالي.

وأشار إلى أن التهديد مستمر أيضًا بسبب عودة عناصر داعش- ذوي الأصول البريطانية- من العراق وسوريا، إضافة إلى صعود اليمين المتطرف الذي شهد زيادة كبيرة في عدد الجرائم منذ مقتل النائب جو كوكس في عام 2016، وأكثر من أي وقت مضى تحركات استفزازية من قبل الاستخبارات العسكرية الروسية.

وكان المدير العام لجهاز الأمن البريطاني أندرو باركر، حذر من أن أوروبا تواجه تهديدًا إرهابيًّا دوليًّا مكثفًا لا يلين ولا يتعدى الأبعاد.. الإرهاب ليس جديدًا. ولكن مع تضخم وتسارع تلك التهديدات بفعل مدى التغير التكنولوجي، فإنها أكثر عالمية ومتعددة الأبعاد ومنظومة مختلفة.. ويتم تقاسم مشهد التهديد في جميع أنحاء دول أوروبا، وهذه هي الطريقة التي نتصدى بها.

سارة ثورنتون، رئيسة مجلس رؤساء الشرطة الوطنية في المملكة المتحدة (NPCC)، قائلة: «تسمح لنا أدوات الاتحاد الأوروبي بالاستجابة بسرعة وذكاء للجريمة والإرهاب في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي».

ويقول المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب (ECTC) الذي يوجد داخل يوروبول، ويهدف إلى تزويد الاتحاد الأوروبي بردٍّ مُعزز للإرهاب الدولي عبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عبر موقعه على الإنترنت: إن أوروبا تواجه في الوقت الحالي شكلًا شريرًا جديدًا من أشكال الإرهاب الدولي.

بريكست والتعاون مع اليوروبول

ويضيف المركز أن التحول الواضح في استراتيجية الدولة داعش المتمثل في تنفيذ هجمات على غرار القوات الخاصة في البيئة الدولية، مع التركيز بشكل خاص على أوروبا، فضلًا عن العدد المتزايد من  الإرهابيين الأجانب، يُظهر التحديات الجديدة التي تواجه الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.

ومهما كان الأمر خلاف ذلك، فإنه بعد عملية بريكست لا توجد حجة ذات مصداقية بأنها ستحسن حماية مواطني المملكة المتحدة من هذه التهديدات للسلامة العامة، بحسب المركز.

وتسعى بريطانيا إلى توقيع اتفاق أمني ضمن عملية البريكست، يخول لها استمرار التعاون مع اليوروبول (وكالة تطبيق القانون الخاصة بأوروبا، وظيفتها حفظ الأمن في أوروبا عن طريق تقديم الدعم للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مجالات مكافحة الجرائم الدولية الكبيرة والإرهاب)، وإتاحة إرسال والحصول على المعلومات الأمنية، التي تدعم مكافحة الإرهاب.

وبريطانيا واحدة من أكبر 3 مستخدمين لبيانات يوروبول، بينما تستفيد الدول الأوروبية أيضًا من المعلومات التي تحصل عليها من بريطانيا من خلال اتفاق «العيون الخمس» القديم لتبادل معلومات المخابرات بينها وبين الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

ووفقا لتقرير «يوروبول» السنوي، الصادر من المنظمة نهاية أغسطس 2018، فإن عدد الهجمات الإرهابية على أوروبا سجلت، خلال العام الماضي، 205 عمليات إرهابية، مقارنة بـ142 عملية خلال 2016.

واقتربت الهجمات الإرهابية خلال العام الماضي من معدلات الهجمات الإرهابية في عام 2014 (التي سجلت 226 هجومًا) في عام الصعود القوي للتنظيم، وفقًا للتقرير.

وسجلت المملكة المتحدة البريطانية أعلى معدل للأعمال الإرهابية خلال 2017، بنحو 107 عمليات مسلحة، وفقًا لتقرير اليوروبول السنوي.

وتنتظر بريطانيا عودة 80 أرملة من مناطق نزاع تنظيم داعش في سوريا والعراق، وهن السيدات اللاتي سافرن إلى العراق وسوريا للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي، أو ذهبن مع أزواجهن المتطرفين.

شارك