خرق الهدنة وقتل المدنيين.. أردوغان يواصل غزو سوريا بمزيد من الدماء

الجمعة 18/أكتوبر/2019 - 01:19 م
طباعة خرق الهدنة وقتل المدنيين.. أميرة الشريف
 
ما زال امبراطور الإرهاب والشر  يخرق القوانين والأعراف وحتي الإتفاقيات التي توصل إليها امس مع أمريكا، حيث أكد المتحدث الإعلامي باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي الجمعة أن القوات التركية مستمرة باستهداف المدنيين والمناطق العسكرية في بلدة رأس العين، على الرغم من اتفاق وقف النار.
في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 5 مدنيين بغارة جوية تركية على شمال شرق سوريا.
ورغم أن أنقرة أعلنت أمس تعليق العملية العسكرية في سوريا، إلا أن الفصائل الكردية السورية قالت إن الجيش التركي يواصل قصف المدن الواقعة شمال شرقي سوريا، وذلك رغم الهدنة التي تم إعلانها مساء أمس الخميس
وأعربت قوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق عن استعدادها للالتزام بوقف إطلاق النار، عقب الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وأنقرة، والذي أعلنت تركيا بموجبه تعليق العملية العسكرية في شمال سوريا.
وقال مدير المرصد لوكالة فرانس برس إن المدنيين قتلوا في غارة على قرية باب الخير التي تبعد نحو عشرة كيلومترات شرق مدينة رأس العين الحدودية، حيث تدور اشتباكات متقطعة. وأشار إلى إصابة 20 مدنياً آخرين بجروح.

وكانت وكالة رويترز أكدت في وقت سابق استمرار القصف وإطلاق النار في منطقة رأس العين في شمال سوريا بعد يوم من اتفاق لوقف إطلاق النار، تعهدت به تركيا للولايات المتحدة. وأوضحت أنه سمع دوي قصف وإطلاق للأسلحة النارية في منطقة رأس العين الجمعة، وذلك بعد يوم من اتفاق تركيا مع الولايات المتحدة على وقف هجومها في سوريا لمدة خمسة أيام للسماح بانسحاب القوات التي يقودها الأكراد.
بدوره أفاد المرصد باستمرار الاشتباكات والقصف في رأس العين وعين عيسى رغم اتفاق وقف النار، موضحا أن القوات التركية والفصائل الموالية لها نفذت عمليات قصف صاروخي على مدينة رأس العين عند الشريط الحدودي.
إلى ذلك، أكد أن الفصائل الموالية لأنقرة هاجمت قافلة إمدادات طبية كانت متجهة إلى رأس العين.
يذكر أن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، كان أعلن الخميس، التوصل إلى اتفاق بين أميركا وتركيا حول الوضع شمال سوريا، وأكد بنس من داخل السفارة الأميركية في أنقرة، أن واشنطن وتركيا اتفقتا على وقف إطلاق النار في سوريا.
وقال إن العمليات العسكرية ستتوقف 120 ساعة، وستتولى أميركا تسهيل عملية انسحاب قوات الحماية الكردية، مشددا على التزام تركيا بوقف كامل لوقف إطلاق النار، ومساعدة الأقليات في تلك المناطق المنكوبة.
في السياق نفسه، قال مسؤول تركي كبير وفق CNN ، إن تركيا حصلت على "ما يريدونه بالضبط" من الاجتماع مع نائب الرئيس مايك بينس.
وأضاف المسؤول التركي الكبير، أن "الإرهابيين" سوف ينسحبون من "المنطقة الآمنة" في غضون خمسة أيام وأن تركيا ستفرض سيطرتها على المنطقة بعد ذلك.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس أردوغان بالرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي في وقت قريب من سريان مفعول وقف إطلاق النار.
كما تعهد نائب الرئيس الأميركي بإلغاء العقوبات المفروضة على تركيا فور إتمام الانسحاب من الشمال السوري، مشيرا إلى أنه لن يتم فرض المزيد من العقوبات على أنقرة.
إلى ذلك، أوضح أن القوات الكردية ستنسحب من المنطقة الحدودية مع تركيا بعمق 20 ميلا.
وقال وزير الخارجية التركي، تشاويش أوغلو، إن أنقرة أكدت خلال الاجتماع مع مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، على وحدة الأراضي السورية، مشددا على أن إخلاء المناطق الحدودية من من وصفهم بـ "الإرهابيين" شرط لتنفيذ اتفاق وقف القتال، مشيراً إلى أن تركيا لم تلغِ العملية العسكرية في سوريا.
وأضاف تشاويش أوغلو في مؤتمر صحافي، عقب مباحثات أردوغان وبنس، أنهم مصرون على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، وأنهم اتفقوا مع واشنطن على أن تسيطر تركيا على المنطقة الحدودية.

كما قال إنه تم التأكيد على تعليق العملية العسكرية وليس وقفها بشكل تام لمراقبة انسحاب التنظيمات المسلحة، مضيفا  أن أنقرة اتفقت مع الجانب الأميركي على سحب الأسلحة الثقيلة من القوات الكردية وتدمير مواقعها.
وتخوض القوات التركية وفصائل سورية موالية لها، منذ أسبوع، عملية في سوريا ضد المقاتلين الأكراد، الذين تصفهم أنقرة بـ"الإرهابيين"، رغم الدور الأساسي الذي لعبوه بدعم من الغرب في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال أردوغان، الأربعاء 16 أكتوبر الجاري: "العملية العسكرية ستنتهي عندما تكمل تركيا إقامة المنطقة الآمنة من منبج، حتى الحدود مع العراق، مضيفا: "أسرع حل للقضية السورية، هو أن يلقي جميع المسلحين أسلحتهم وينسحبوا خارج المنطقة الآمنة في شمال سوريا، الليلة".
وفي مواجهة التقدم التركي، طلب أكراد سوريا وبعد تخلي حليفتهم واشنطن عنهم من قوات النظام الانتشار على طول الحدود، وباتت قوات النظام موجودة في مناطق عدة أبرزها منبج وكوباني (عين العرب) وعين عيسى.
وأثار الهجوم التركي تنديدات دولية كثيرة ورغم ذلك، رفض أردوغان الضغوط الدولية لحضه على وقف عمليته العسكرية، فيما أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب نائبه مايك بنس الى أنقرة لإقناع تركيا بوقف إطلاق النار.
وتسبب الغزو التركي في نزوح أكثر من 300 ألف شخص، من بينهم أكثر من 70 ألف طفل، بحسب الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.
وتهدف أنقرة من هجومها الأخير إلى إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها وإقامة منطقة عازلة تنقل إليها قسماً من 3.6 مليون لاجئ سوري موجودين على أراضيها.
وباتت تسيطر على شريط حدودي على طول نحو 120 كيلومتراً وفق المرصد، ويصل عمق المنطقة تحت سيطرتها إلى أكثر من 30 كيلومتراً في بعض النقاط.

شارك