«داعش».. «الخروج السهل» من رحم الغزو التركي
السبت 19/أكتوبر/2019 - 11:23 ص
طباعة
شيماء حفظي
تزداد المخاوف من هروب الدواعش المحتجزين في سوريا والعراق، بالتزامن مع خلخلة الحالة الأمنية في مخيمات الاعتقال الكردية، بالتزامن مع الهجوم التركي على الشمال السوري.
وهناك عدد من الطروحات التي تفرض نفسها، نتيجة هذا الهروب المتوقع – والذي بدأت مقدماته – وجاء أبرزها بطرح عودة المقاتلين الأجانب المحتجزين إلى بلادهم، وما يحيط من مخاطر للدول الأوروبية.
وطرح الكاتبان «بريان كاتز»، و«ميكل كاربنتر»، فرضية مختلفة قليلًا في مقال في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، تتوقع عودة سوريا إلى ما كانت عليه قبل بضع سنوات من الفوضى والصراع بسبب تصاعد حدة الإرهاب.
وفي مقال بعنوان «عودة داعش من الرماد» نشر بالمجلة الأربعاء 16 أكتوبر، يقول الكاتبان، إن المزيد من الصراع بين الأكراد والأتراك في سوريا ومع الانسحاب الأمريكي، لا يترك أي قوة لمواجهة انتعاش التطرف .."الآن داعش في شرق سوريا والقاعدة في غرب البلاد".
وأضافا: "المزيد من الصراع لن يؤدي إلا إلى تأجيج التطرف، الأمر الذي سيؤدي مرة أخرى إلى زعزعة استقرار المنطقة ويشكل تهديدات لأوروبا وحتى الولايات المتحدة، للأسف بعد بضع سنوات من الآن، ستعود سوريا إلى ما كانت عليه قبل الحملة ضد داعش: المعاناة من الفوضى".
عاصفة التجمع
يقول الكاتبان بريان كاتز، وميكل كاربنتر إنه ومع القضاء على آخر معاقل "داعش" في "الباغوز" السورية، لقي عشرات الآلاف من المقاتلين حتفهم وهم يدافعون عن معاقله في وادي نهر الفرات، لكن آلاف آخرين تراجعت إلى ملاذات آمنة في الريف السوري والعراقي ونجت، ومن بين هؤلاء زعيم داعش «أبوبكر البغدادي».
ويضيفان أن خلايا "داعش" تجمع معلومات للتخطيط لعمليات اغتيال وهجمات انتحارية وعمليات اختطاف، وتلك العمليات تهدف إلى الضغط على زعماء العشائر العربية للعمل مع "داعش" بدلاً من قوات الأمن.
ويمكن القول إنه وخلال التمهيد للانسحاب الأمريكي من الشمال السورى والذي لوح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع العام، يعد تنظيم "داعش" ساحة المعركة عسكريًّا وسياسيًّا ونفسيًّا حتى يتمكن من المضي في الهجوم بمجرد إتمام الانسحاب الأمريكي.
في سوريا لا يكمن الخطر فقط من تنظيم "داعش"، فتنظيم "القاعدة" أيضًا حصل على الوقت الكافي لإعادة ترتيب صفوفه.
وعلى مدار سنوات، تمكن تنظيم "القاعدة" من التكيف وتجميع قوته في غرب سوريا، خاصة في "إدلب" التي تعتبر الآن معقلًا للجهاديين السلفيين، بحسب التقرير.
الصعود المتطرف
يؤكد تقرير "فورين افيرز" ان الغزو التركي للشمال السوري يجعل "قيامة" داعش حقيقة واقعة، وبالفعل يبدو أن قوات سوريا الديمقراطية غير قادرة على تأمين الآلاف من مقاتلي التنظيم المحتجزين لديها، كما لا يمكنها الاحتفاظ بعشرات الآلاف من أفراد عوائلهم في مخيم "الهول" للاجئين تحت حراسة أمنية مشددة ودون دعم دولي.
وهذا التهديد يعني أنه إذا اجتاحت الفوضى شمال شرق سوريا في الأشهر المقبلة، فبإمكان «داعش» مرة أخرى الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي من أجل بعث «الخلافة الجديدة» المزعومة، وإرسال مقاتلين عبر الحدود غير المؤمنة لتنفيذ هجمات إرهابية.
ويرى الكاتبان، بريان كاتز، وميكل كاربنتر أنه سيكون لدى "داعش" هذه المرة تبريرًا جديدًا للعودة، بأن يضع نفسه كقائد للمقاومة العربية السنية - سواء ضد الأتراك أو الأكراد أو النظام السوري أو كل ما سبق.