صوفان جروب: «القاعدة» يقوي شبكاته بمناطق الساحل الأفريقي

السبت 19/أكتوبر/2019 - 11:25 ص
طباعة صوفان جروب: «القاعدة» أحمد سلطان
 
في عام 2013، أطلقت فرنسا عملية سرفال العسكرية، لطرد الإرهابيين المتحالفين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من شمال مالي، لكن بحلول 2015 عاد الإرهابيون للوجود والانتشار من جديد في نفس المناطق التي انسحبوا منها جراء العملية الفرنسية.


خلال تلك الفترة، برز على الساحة 2 من أخطر الإرهابيين، هما الموريتاني حمودو خيري الذي عمل مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وأبو الوليد عدنان الصحراوي الذي غير ولاءه عقب بروز تنظيم داعش على الساحة العالمية، وأعطى البيعة لزعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي.


وفي عام 2017، قُتل حمودو خيري في غارة جوية شنتها طائرات أمريكية داخل ليبيا، بينما بقي أبو الوليد الصحراوي يقود مجموعته داخل مناطق غرب ووسط أفريقيا، مؤسسًا فرع تنظيم داعش في الصحراء الكبرى.


وفي نفس العام، هاجم «الصحراوي» مع مجموعته رتلًا للقوات الخاصة الأمريكية المكلفة بإجراء دوريات داخل إحدى المناطق الريفية في النيجر؛ ما أسفر عن مقتل 4 من الجنود الأمريكيين، ومنذ ذلك الحين واصلت مجموعة الصحراوي شن هجماتها في دول النيجر، ومالي وبوركينا فاسو.


وفي نفس الأثناء، كان حمادو كوفا الداعية السلفي، والقائد في جماعة التوحيد والجهاد الأفريقية يؤسس جبهة تحرير ماسينا المعروفة إعلاميًّا بكتيبة ماسينا.


نجحت كتيبة ماسينا في الالتفات على العمليات العسكرية التي تشنها القوات الفرنسية، عبر الاندماج داخل مجتمع الفولاني (إحدى الأقليات العرقية في غرب ووسط أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء).


قدمت كتيبة ماسينا نفسها كمخلص لشعب الفولاني الذي يعاني من اضطهادات عرقية ودينية، وصراع على الأرض مع قبائل أفريقية أخرى، وحصلت الكتيبة على دعم مباشر من فرع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ونفذت عددًا من الهجمات الإرهابية ضد الفنادق التي يرتادها الغربيون في مالي وبوركينا فاسو وكوت ديفوار، وضد المنشآت التابعة للأمم المتحدة في مالي.


وفي 2017 -أيضًا- انضمت كتيبة ماسينا لتحالف مكون من مجموعات جهادية عدة لتؤسس جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المحسوبة على تنظيم القاعدة.

التنسيق بين «القاعدة المركزية» وفروعها
وبحسب مؤسسة صوفان جروب المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي، فإن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين حصلت على دعم وتوجيه مباشر من فرع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، كما تتواصل بشكل مباشر مع القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في خراسان.

وقالت «صوفان جروب» إن فرع تنظيم القاعدة في المغرب لا يزال نشطًا، رغم أنه لم ينفذ أية هجمات إرهابية داخل الجزائر (معقله الأساسي) خلال عامي 2018، و2019، حتى في ظل انشغال قوات الأمن والجيش بالأوضاع الداخلية على خلفية المظاهرات التي أطاحت بالرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة.


وأضافت المؤسسة في تقرير استخباري صادر عنها أن إياد غالي (زعيم جماعة أنصار الدين وهو دبلوماسي مالي سابق) هو الزعيم الحالي لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، مشيرةً إلى أن الجماعة تضم مقاتلين وقادة من البربر والعرب.


واعتبرت «صوفان جروب» أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بمثابة التحالف الجهادي العالمي، موضحةً أنها لا تزال تواجه حربًا من قبل القوات الفرنسية، والجيش المالي، ومسلحي القبائل.


وأكدت «صوفان جروب» أن الجماعة غير قادرة على السيطرة على الأرض في المناطق التي تنشط -كما فعلت الجماعات الجهادية في مالي عام 2012- فيها بالرغم من قدرتها على شن هجمات إرهابية عنيفة، ملمحةً إلى وجود اختلافات بين الجماعة وبين تنظيم داعش في غرب أفريقيا المعروف بـ«ولاية غرب أفريقيا».


ولفتت المؤسسة إلى أن تنظيم داعش في غرب أفريقيا لن يتعاون بشكل مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، موضحًا أن هناك مؤشرات على وجود تنسيق بين الطرفين لمنع التصعيد أو الصدام بينهما.


وحذرت «صوفان جروب» من أن الأوضاع الحالية والفراغ الأمني في منطقة الساحل والصحراء قد يؤديان إلى تعاون حقيقي بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وفرع تنظيم داعش، وهو ما سيشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار في تلك المنطقة.


وأضافت المؤسسة أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ستبقى هي المسيطرة على العمل الإرهابي في منطقة الساحل والصحراء، بينما سيبقى فرع تنظيم داعش في غرب أفريقيا مسيطرًا على العمل الإرهابي في نيجيريا، ومنطقة بحيرة تشاد.

شارك