ضمن صراع الأجنحة.. ميليشيا الحوثي تعدم عناصرها الرافضين للقتال

السبت 19/أكتوبر/2019 - 01:59 م
طباعة ضمن صراع الأجنحة.. فاطمة عبدالغني
 
تتخذ المليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا من أحكام الإعدام وسيلة لإرهاب عناصرها وتشديد قبضتها الأمنية على المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وضمان عدم حدوث ثورات شعبية.
وفي هذا السياق أعدمت ميليشيا الحوثي 17 من عناصرها، كانوا يقاتلون في صفوفها، بمديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع جنوبي البلاد لرفضهم تنفذ أوامر مشرفيها في المحافظة للقتال في جبهة الفاخر بمديرية قعطبة، وأضحت مصادر محلية أن عناصر الميليشيا التي تم تصفيتها ينتمون لمحافظتي وإب وذمار.
من ناحية أخرى لقي قياديان في الميليشيا بمحافظة إب وسط اليمن مصرعهما ضمن صراع الأجنحة في صفوف ميليشيا الحوثي، فيما واصلت هذه الميليشيا خرق اتفاق الهدنة في محافظة الحديدة
حيث كشفت مصادر محلية يمنية أن مسلحين مجهولين يعتقد أنهم يتبعون أحد أجنحة ميليشيا الحوثي في محافظة إب أطلقوا الرصاص على مشرف الحوثيين في منطقة الدليل بمديرية المخادر سعد محروق، والقيادي الحوثي أمين حسان الشبيبي، المعين من قبل الميليشيا ضابط المباحث في إدارة أمن المديرية، ما أدى إلى مقتلهما وإصابة آخرين.
ورجحت المصادر أن تكون الحادثة تأتي في إطار عمليات التصفيات الداخلية لأجنحة الميليشيا الحوثية إثر خلافات على العائدات المالية والنفوذ، فيما تحدثت مصادر أخرى عن وجود ثأر مع أسرة بيت "الدغمري" وقيام المشرف الحوثي بقتل أحد أبنائها.
وتعيش محافظة إب صراعات حادة بين قيادات الميليشيا الحوثية وصلت في كثير من الأحيان حد المواجهات المسلحة وسقوط قتلى وجرحى بينهم قيادات ميدانية بارزة. وربما كان أبرز هذه الصراعات، المواجهات الدامية التي شهدتها المحافظة في يونيو الماضي والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر المليشيا أبرزهم القيادي الحوثي إسماعيل عبد القادر سفيان والمعين من قبل الحوثيين وكيلا للمحافظة.
وبحسب المتابعين للشأن اليمني، يتم الكشف بين حينٍ وآخر عن صراعات أجنحة داخل المعسكر الحوثي، وكثيرًا ما تحدث اشتباكاتٌ مسلحة، وتكون في الأغلب صراعًا على مراكز النفوذ والسلطة أو الاستحواذ على ما جمع من أموال الجبايات والإتاوات المنهوبة، ففي الأيام الأخيرة، ازدادت حدة الخلافات والصراعات بين قيادات المليشيات جراء اتهامات متبادلة بالوقوف وراء عمليات نهب لذخائر وأسلحة متنوعة، والاتجار بها في السوق السوداء.
وأصدر زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي توجيهات مشددة بحبس أربعة من القيادات الميدانية في جبهة صعدة؛ المعقل الرئيسي للحوثيين، بعد ثبات تورطهم بالاتجار بكميات من الأسلحة والذخائر في السوق السوداء.
ويقول المراقبون إن الأشهر الأخيرة على وجه التحديد، شهدت تزايدًا في حدة الصراعات الداخلية بين أجنحة مليشيا الحوثي، وقد شملت الجوانب الأمنية والصراع على النفوذ السياسي والعسكري.
وكان من أبرز تجليات هذا الصراع، في الفترة الأخيرة، الخلافات الحادة التي نشبت بين وزير داخلية الحوثيين عبد الكريم الحوثي ونائبه، بعد الوفاة الغامضة للوزير السابق عبد الحكيم الماوري في لبنان، وكان الصراع على وزارة الداخلية ومواردها المالية.
ومؤخرًا، أخذ الصراع الحوثي في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين أشكالاً جديدة ومناحي عدة، وبخاصةً بين ما يسمى جناح صنعاء والمحافظات الأخرى من جهة، وجناح المشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة.
ومعظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إمّا صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود مشروع وطني أو رؤية موحدة تجمعها.
هذا وتشهد مدينة رداع مركز محافظة البيضاء توتراً جراء تصاعد المواجهات بين قبائل ريام الهاشمية وميليشيات الحوثي الانقلابية المسيطرة على المدينة وسط البلاد.
وأشار مصدر قبلي أن مدينة رداع تشهد حشوداً كبيرة لميليشيات الحوثي عقب مقتل وإصابة عدد من عناصرها على يد مسلحين قبليين من أبناء منطقة ريام الهاشمية المعروفة بولائها للحوثيين منذ انقلابهم على السلطة، موضحاً أن الحوثيين استقدموا تعزيزات من صنعاء وذمار للدفع بهم لفرض السيطرة على مناطق ومواقع تسيطر عليها القبائل في ضواحي مدينة رداع.
وأشار المصدر إلى أن الميليشيات الحوثية بدأت استهداف حلفائهم من القبائل في المناطق التي يسطرون عليها وسط عمليات استهدافات متكررة للموالين لهم ومحاولة سحب أسلحة القبائل خشية حدوث أي انتفاضة قبلية ضدهم، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات جراء الاشتباكات المتصاعدة مع مسلحي القبائل في ضواحي رداع.
وأضاف أن القوات تمكنت من تدمير أطقم عسكرية تابعة للحوثيين والاستيلاء على 3 آليات أخرى إلى جانب عدد من الأسرى، موضحاً أن توتراً شديداً يسود مدينة رداع في ظل تجهيز الميليشيات لحملة عسكرية كبيرة لاقتحام أراضي قبائل ريام والسيطرة عليها.

شارك