نصرالله.. يد إيران الخبيثة في لبنان لقمع المتظاهرين

السبت 19/أكتوبر/2019 - 01:49 م
طباعة نصرالله.. يد إيران أميرة الشريف
 
ما زالت دولة الملالي القمعية تتلاعب بميليشياتها في المنطقة عن طريق حزب الله،  لفرض هيمنتها بشكل أكبر والتوسع بنفوذها كما يحدث في العراق، وقد تكون المستفيد الأكبر من تظاهرات لبنان التي انطلقت منذ يومين في العاصمة اللبنانية بيروت، وسادت موجه من الغضب، العاصمة اللبنانية بيروت ومدن أخرى، منذ الخميس 17 أكتوبر وحتي اليوم السبت، حيث اجتاحت مظاهرات في أنحاء العاصمة، تخللتها اشتباكات على مدار اليومين الماضيين، وسط دعوات للتظاهر لليوم الثالث على التوالي.
وبدأت الاحتجاجات على نطاق واسع، الخميس، على خلفية قرارات اقتصادية تقضي بفرض ضرائب جديدة، ويطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة اللبنانية، ويرددون هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام".
ووفق تقارير إعلامية، تستمر طرق معظم المدن والبلدات مقطوعة، إذ لا تزال الطرق المؤدية إلى المطار الدولي مقطوعة بالإطارات المطاطية المشتعلة، مما يعيق حركة المسافرين ذهابا وإيابا.
وأغلقت المصارف والمدارس أبوابها في جميع أنحاء لبنان، كما هو حال معظم المؤسسات التجارية، لا سيما في العاصمة بيروت، وسط ترقب لتجدد الاحتجاجات اليوم، لا سيما أنه يصادف يوم عطلة نهاية الأسبوع.
وعلي الرغم من استخدام قوات الأمن القوة لتفريق المتظاهرين، إلا أنهم لم يغادروا ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت.
واعتدى متظاهرون على الممتلكات العامة والخاصة، لا سيما في وسط بيروت، حيث أقدم محتجون على تكسير وإحراق العديد من واجهات المحلات التجارية والمباني.
وأوقفت القوى الأمنية والعسكرية عشرات المحتجين، في حين أصيب العشرات من الطرفين، الجمعة، كما قتل شخصان على الأقل في مدينة طرابلس شمالي البلاد.
وتولى الجيش اللبناني، صباح السبت، إعادة فتح بعض الطرق الدولية، فيما كان شبان يجمعون الإطارات والمتاريس في بيروت ومناطق أخرى تمهيداً لقطع الطرق الرئيسية، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وبدا وسط بيروت صباحا أشبه بساحة حرب، تتصاعد منه أعمدة الدخان وسط تناثر الزجاج وانتشار حاويات النفايات وبقايا الإطارات المشتعلة في الشوارع.
وشهدت مدن عدة، أبرزها طرابلس شمالا والنبطية جنوبا تجمعا للمتظاهرين وواصل المحتجون اعتصامهم حتى منتصف الليلة الماضية.
وتصاعدت نقمة الشارع اللبناني خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة.
وفي محاولة منه لإرضاء وكسب ثقة المتظاهرين، منح رئيس الحكومة سعد الحريري، الجمعة، "شركاءه" في الحكومة، في إشارة إلى ميليشيات حزب الله والتيار الوطني الحر، مهلة 72 ساعة، "لتقديم جواب واضح (...) بأن هناك قرارا لدى الجميع للإصلاح ووقف الهدر والفساد.
وأطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين المحتجين في ساحة رياض، في أعقاب خطاب الحريري.
واستبق رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل كلمة الحريري، بإعلان رفضه استقالة الحكومة، معتبرا أن هذا الأمر قد يؤدي إلى وضع "أسوأ بكثير من الحالي".
في سياق متصل، خرج الأمين العام لميليشيا "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، اليوم السبت، في خطاب حاول فيه امتصاص غضب اللبنانيين الذين خرجوا في تظاهرات ضد الفساد السياسي وهيمنة الحزب المدعوم من إيران على مقدرات البلاد.
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية ، عن نصر الله قوله، خلال إحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين، إن البلاد أمام "خطرين كبيرين، الأول الانهيار المالي، ونصبح عندئذ مثل اليونان، والثاني الانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة". 
وأضاف، "نحن لا نحكي عن كل الضرائب، إنما الضرائب التي ترهق الناس، يضعوننا أمام الخيارين السابقين، وهذا الأمر مقاربة خاطئة، وإذا ما تصرفنا بمسؤولية لا نبقي الناس في الشارع، الأمر يحتاج إلى مسؤولية وصدق في المعالجة".
وعدا عن تلميحه بقمع التظاهرات الشعبية في لبنان، تنصل نصر الله من مسؤولية حزبه عن إغراق لبنان في أزمة حقيقية، بسبب سياساته الإرهابية الموجهة من قبل إيران، وحمّل الحكومة وحدها مسؤولية إساءة علاج الأزمة واعتماد فرض الضرائب.
وقال نصر الله في خطابه، إن وقت تظاهر حزبه ونزوله إلى الشارع لم يأت بعد، في تهديد مبطن يهدف إلى إرهاب اللبنانيين من سلاح ميليشيا حزب الله إن خرجت الأمور عن السيطرة.
وحذر مراقبون، من قمع ميليشيات إيران للاحتجاجات في لبنان على غرار العراق الذي شهد خلال الأيام الماضية إعدامات ميدانية وتفريقاً للمتظاهرين بالرصاص الحي واستخداماً مفرطاً للعنف من قبل الأجهزة الأمنية، والميليشيات المسلحة المحسوبة على إيران. 
وزعم نصر الله في خطابه، أن "الناس تتبرع بأموالها للمقاومة لأنها تثق بها وهذه الثقة مفقودة بين الشعب والدولة بكل مكوناتها"، في حين يستنكر اللبنانيون في هتافاتهم تلك الادعاءات، خاصة وأن نسبة كبيرة منهم تعاني من الفقر ونقص من الخدمات، وأن التبرعات تلك هي ابتزاز حقيقي يتم بالقوة.
ورداً على خطاب نصر، أكد وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي في تصريحات له اليوم السبت، أنه "لا يمكن لأحد أن يهدد المتظاهرين اللبنانيين بالأمن أو غيره"، مصراً على ضرورة إسقاط مؤسسات الدولة الثلاث.
وطالب ريفي في تصريحات تلفزيونية بضرورة تحقيق التوازن في لبنان، وإنهاء هيمنة "حزب الله"، موضحاً أن تمويل المشروع الإيراني هو من أهم أسباب الأزمة في لبنان.
وفشل نصر الله في محاولة تهدئة الأوضاع، ولقيت تصريحاته إدانتة كبيرة من قبل مسؤولين سابقين، إضافة إلى المتظاهرين الذين أكدوا في هتافاتهم الاحتجاجية اليوم السبت، "كلن يعني كلن..نصر الله واحد منن" وذلك رداً على خطاب نصر الله الذي لم يقدم حلولاً فعلية، خاصة وأن الأمين العام لميليشيا "حزب الله" أكد عدم تأييد استقالة الحكومة الحالية، قائلاً "لا نملك ترف الوقت لتشكيل حكومة جديدة"، متجاهلاً كل دعوات اللبنانيين بضرورة إنهاء الفساد وتحسين الأحوال المعيشية.

شارك