«مقاتلون غير رسميين».. تقرير جديد يكشف خفايا شبكات الذئاب المنفردة في أوروبا

السبت 19/أكتوبر/2019 - 02:21 م
طباعة «مقاتلون غير رسميين».. أحمد سلطان
 
خلال سنوات الحرب على الإرهاب، دعا تنظيم داعش أنصاره في الغرب -في أكثر من مناسبة- لشن هجمات إرهابية في الدول التي يقيمون فيها، واستجابة لدعواته المتكررة نفذ «ذئاب منفردون» هجمات عدة في مختلف الدول الأوروبية.

وعقب كل هجوم، كان التنظيم يسارع لتبني العملية الإرهابية، معلنًا أن من يصفهم بـ«جنود الخلافة» نفذوا الهجوم استجابة لدعوات استهداف رعايا التحالف الدولي، وتكرر الأمر، في نوفمبر 2018، عندما صدم سائق في ملبورن بأستراليا واجهة عدد من المحلات التجارية ثم ترجل من سيارته، وبدأ في طعن المارة؛ ما أسفر عن مقتل أحدهم قبل أن تنجح قوات الأمن في قتل المهاجم، وعقب الواقعة أصدرت وكالة أعماق (أحد أذرع داعش الإعلامية) بيانًا تتبنى فيه الهجوم، لكن صحيفة النبأ الداعشية الأسبوعية كشفت أن المهاجم لم يلتقِ أو يتواصل قبل الهجوم مع أحد مقاتلي التنظيم.



وفي تقرير جديد نشره المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي بهولندا، حلل أحد أعضاء المركز البيانات والمرات التي تبنى فيها تنظيم داعش هجمات الذئاب المنفردة منذ 2016: 2018.

بداية التحريض

بدأ تنظيم داعش تحريض الذئاب المنفردة على شن هجمات إرهابية منذ عام 2016، وكانت بعض تلك الهجمات تتم بتنسيق وتواصل مسبق بين «عناصر داعش» وبين منفذي الهجمات، لكن في أحيان أخرى تركت المبادرة لـ«الذئاب المنفردة».



وكان عناصر الأمن الخارجي المنتمين لديوان الأمن العام الداعشي هم المشرفون والمنسقون لعمليات الذئاب المنفردة، وأتاح لهم هذا التكتيك تجنيد عناصر غير مرصودة أمنيًّا قبل تنفيذ الهجمات الإرهابية، كما كانوا يرسلون بيانات تبني الهجوم الإرهابي لوكالة أعماق، عقب التنفيذ.



ولجأ الأمنيون إلى تجنيد «الذئاب المنفردة» عبر عدد من منصات التواصل الاجتماعي، وألعاب الفيديو والهواتف الجديدة، وذلك للتهرب من التعقب والملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية والاستخبارية.



وذكر تقرير المركز الدولي لمكافحة الإرهاب أن القائمين على مجلة النبأ الداعشية كانوا يراجعون «الأمنيين» في تنظيم داعش قبل نشر أخبار العمليات الإرهابية، وذلك ضمن استراتيجية إعلامية للحفاظ على «مصداقية النبأ» في أوساط الإرهابيين وأنصارهم.



لكن الأمور تغيرت في عام 2017، إذ تبنى تنظيم داعش عبر وكالة أعماق عددًا من الهجمات الإرهابية، منها محاولة تفجير مطار شارل ديجول بفرنسا، والهجوم على مركز ثقافي شيعي في مالمو بالسويد، لكن صحيفة النبأ الداعشية لم تتبن الهجمات أو تشير إليها.



وأوضح تقرير المركز الدولي لمكافحة الإرهاب أن تنظيم داعش كان يدرس الهجمات عقب وقوعها، فإن كانت هجمات تحفز المسلمين في الغرب على شنِّ هجمات أخرى في بلدانهم، تبناها وإذا لم تحقق هذا الغرض تجاهلها.



وفي أواخر عام 2017، كان الجهاز الدعائي لداعش يعاني متأثرًا بحملة التحالف الدولي لحرب التنظيم، ومقتل عدد من كوادره، وهو ما دفع التنظيم لتبني عدد من الهجمات ثبت في النهاية أنها لم تكن مرتبطة به.



وتبنت وكالة أعماق حادث إطلاق النار الذي وقع في 2 أكتوبر 2017، وقالت إن منفذه أحد «جنود الخلافة»، لكن هذا الادعاء دحض لاحقًا، كما قالت وكالة أعماق إن محاولة تفجير شبكة قطارات لندن نفذتها كتيبة أمنية تابعة لداعش، في حين كشفت الأحداث والتحقيقات لاحقًا أن منفذ الهجوم هو لاجئ عراقي وحيد يبلغ من العمر 17 عامًا.



وأوضح المركز الدولي لمكافحة الإرهاب أن داعش يعتمد استراتيجية المصلحة في تبني الهجمات داخل الغرب، مؤكدًا أن هناك شبكات غير رسمية تعمل على تنفيذ الهجمات الإرهابية بدون أن يكون لها ارتباط بداعش مباشرة، بينما يوجد في مقابلها شبكات رسمية تعمل مع التنظيم الإرهابي، وتتبادل الخبرات في ما بينها.



واعتبر المركز في تقريره أن تهديد تنظيم داعش سيتواصل، وأن شبكاته الرسمية وغير الرسمية ستواصل تنفيذ الهجمات الإرهابية في الغرب، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن في الدول الأوروبية.

شارك