كربلاء رمز الشيعة المقدس في العراق.. بين التوترات السياسية والشعائر الدينية

السبت 19/أكتوبر/2019 - 03:01 م
طباعة كربلاء رمز الشيعة أميرة الشريف
 
مع حلول أربعينية الإمام الحسين (ع)، تواصل الحشود المليونية التوافد نحو كربلاء رمز الشيعة المقدسة في العراق، تزامنًا مع انتشار المواكب الحسينية على طول الطريق المؤدية إلى المحافظة لتقديم الخدمات للزائرين.
واستقبل العراق أكثر من 3 ملايين زائر أجنبي خلال الأيام الماضية، غالبيتهم من إيران، لإحياء ذكرى الأربعينية، ويقطع الزوار وهم نساء ورجال وأطفال متشحون بالسواد، سيراً على الأقدام كيلومترات طويلة للوصول إلى كربلاء والتوجه إلى منطقة تسمى "بين الحرمين"، فيختارون إما الدخول إلى مقام الإمام الحسين، أو إلى مقام أخيه العباس الملقب لدى الشيعة بـ "أبو الفضل" أو "قمر بني هاشم".
ومسيرة الأربعين تحتضن ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي والعالم، ولا سيما من إيران التي فاق عدد زوارها الثلاثة ملايين زائر لغاية اللحظة، الى جانب زوار باكستان وأفغانستان وجمهورية أذربيجان والكثير من دول العالم الأخرى في آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية.
ومن مختلف مناطق العراق، يسير الكثير من الزوار مشاة إلى كربلاء المقدسة، خاصة الطريق من النجف الأشرف، حيث مرقد الإمام علي (ع)، إذ يتشرف الزوار بزيارته للانطلاق  نحو العتبة الحسينية.
وهتف آلاف العراقيين اليوم السبت 19 أكتوبر 2019، بشعارات مناهضة للفساد في مواكب الزوار المشاركين بإحياء ذكرى الأربعينية في مدينة كربلاء، استجابة لدعوة الزعيم مقتدى الصدر إلى مواصلة حراك احتجاجي مطلبي أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص.
ووسط الزوار المتشحين بالسواد حداداً على الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد، تظاهر الآلاف من مؤيدي مقتدي الصدر لابسين أكفانهم، وهم يهتفون "كلا كلا للفساد، نعم نعم للإصلاح"، كما هتفوا أيضاً "بغداد حرة حرة، يا فاسد إطلع برّة".
وووفق تقارير إعلامية، ندد خضير نعيم، من مدينة البصرة الغنية بالنفط في جنوب البلاد، بـ "الفاسدين" الذين وفقاً للأرقام الرسمية، ساهموا بنهب أكثر 450 مليار دولار خلال الأعوام الـ16 الماضية، وقال إن "العراق أبرز منتجي النفط في منظمة أوبك، من أغنى البلدان لكن شعبه يعاني من الفقر"، وأضاف بلحيته البيضاء والقبعة السوداء "للأسف، تسلطت على رقاب الفقراء والناس، بعض الفئات الطاغية المجرمة".
وهزت الشارع العراقي مؤخراً تظاهرات احتجاجية تطالب بتوفير فرص عمل وخدمات عامة ومكافحة الفساد، وصولاً إلى إسقاط الحكومة بشكل غير مسبوق، ومن أول أكتوبر الجاري وحتي السادس، قتل 110 أشخاص وأصيب 6 آلاف بجروح، غالبيتهم من المتظاهرين، بحسب أرقام رسمية.
وتنطلق دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر في الـ 25 من الشهر الحالي، في ذكرى مرور عام على تولي رئيس الحكومة عادل عبد المهدي منصبه.
وتقام على طول الطريق المؤدي إلى كربلاء مئات المحطات التي تتولى تقديم خدمات مجانية بينها الطعام والشراب وتوفير مكان لراحة الزوار.
وفي هذا السياق، أعلن مسؤول في قوى الأمن الداخلي الإيراني أن زوارًا من 90 دولة دخلوا إيران خلال الفترة الأخيرة للتوجه إلى العراق للمشاركة في مسيرة أربعينية الإمام الحسين (ع) وزيارة العتبات المقدسة فيه.
بدوره، أعلن مدير عام شؤون الطرق والنقل الطرقي في محافظة إيلام غرب إيران نورالله دلخواه أن 5 ملايين و600 ألف زائر عبروا من منفذ مهران الحدودي في المحافظة منذ بداية شهر محرم لغاية 18 شهر صفر.
وقال دلخواه في تصريح إنه من هذا العدد دخل 2 مليون و211 ألفًا إلى البلاد، وخرج أكثر من 3 ملايين و388 ألفًا من البلاد.
وأغلقت إيران معبر خسروي الحدودي مع العراق بطلب من السلطات العراقية مع ارتفاع حدة التظاهرات في البلاد، لكنها أعادت فتحه أمام زوار العتبات المقدسة الأسبوع الماضي.
وكان رئيس هيئة المنافذ الحدودية كاظم العقابي توقع أن يبلغ عدد الوافدين الأجانب للزيارة أكثر من أربعة ملايين.
وتعد الأربعين من أكبر المناسبات الدينية في العالم، وتحيي ذكرى مرور أربعين يوما بعد العاشر من محرم، تاريخ واقعة الطف التي استمرت ثلاثة أيام في العام 61 للهجرة (680 ميلادية)، وقتل فيها الإمام الحسين (ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة) وحفيد النبي محمد، على يد جيش الخليفة الأموي آنذاك يزيد بن معاوية.

شارك