المغرب.. هل يطيح «التشرذم» و«التيه السياسي» بـ«العدالة والتنمية»؟

الأحد 20/أكتوبر/2019 - 10:10 ص
طباعة المغرب.. هل يطيح أسماء البتاكوشي
 
يتعرض حزب «العدالة والتنمية» في المغرب، (ذراع جماعة الإخوان)، لانتقادات عدة؛ آخرها دعوة نزار بركة، أمين عام الاستقلال المغربي المعارض، لحكومة سعد الدين العثماني، بترك الصراعات السياسية الانتخابية بين مكوناتها، والتركيز على تنفيذ الإصلاحات.

وقال بركة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر (13) لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، الذي انطلقت فعالياته الجمعة 18 أكتوبر الجاري، في مدينة بوزنيقة جنوبي الرباط، موجهًا حديثه للعثماني: «أرجوكم أن تتركوا الخلافات والصراعات السياسية الانتخابية، واعملوا من أجل الوطن».


وتأتي هذه الانتقادات بعد أيام من تبادل التلاسنات بين قيادات حزبي «العدالة والتنمية» و «التجمع الوطني للأحرار»، الحليفين الرئيسيين اللذين يتصارعان على تصدر المشهد السياسي بعد انتخابات 2021 البرلمانية.

وفي خروج جديد، هدد عزيز أخنوش رئيس حزب «التجمع الوطني للأحرار» بطريقة غير مباشرة، سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بنسف التحالف الحكومي في حالة استمرار الأخير في إطلاق التصريحات المسيئة تجاه أعضاء حزب الحمامة.


وقال «أخنوش» في كلمته خلال افتتاح أشغال مؤتمر الشبيبة التجمعية بمدينة فرانكفورت الألمانية: إن العثماني هاجم الحزب في كلمة له خلال افتتاح الملتقى الوطني للكتاب، إنه أصبح وزيرًا لقربه من الملك، متابعًا للعثماني: نحن شركاء في الحكومة، وساعدناه في الوصول وسهلنا له المأمورية، وسنتعاون معه؛ لكن يجب على كلام العثماني أن يكون متزنًا وصحيحًا.


والخلافات بين أخنوش وبين «العدالة والتنمية» ليست جديدة؛ إذ إنه في عام 2018 هاجم الأول الثاني، قائلًا: حزبه يتعرض لحرب شائعات مفتعلة، ووصف أخنوش ما تعرض له من هجوم على حزبه بـ«محاولات الترهيب» التي قال عنها إنها لن تمنع مناضلي الحزب من إسماع صوتهم للمواطنين.


وفي وقت سابق أيضًا، هدد «العدالة والتنمية»، «أخنوش» بفضح سياسته بوزارة الزراعة، والصيد البحري، والتنمية القروية، والمياه والغابات.


خلافات العدالة والتنمية

ويتعرض حزب العدالة والتنمية لخلافات عدة؛ إذ أطلقت مؤخرًا مؤسسة تابعة للحزب تحمل اسم «مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات»، وانتخب العثماني، رئيسًا لها، إضافةً إلى اختيار قياديين آخرين ووزراء محسوبين على تيار القيادة الحالية أعضاء فيها، وبذلك تم إقصاء الموالين للزعيم السابق عبد الإله بنكيران، الذي قاطع أعمال الاجتماع العام التأسيسي للمؤسسة، بعدما علم أنه ليس ضمن مجلس قيادتها.


وفي سابقة الأولى من نوعها، فتح عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البلاد، الذي شغل منصب رئيس الحكومة في الفترة من عام 2012 إلى 2016، النار في وجه العثماني، معلنًا في مقطع فيديو له أنه يفكر في مغادرة الحزب، بعد وقوع ما أسماه بـ«الفضيحة»، التي ارتكبها فريق العثماني بمجلس النواب، مشيرًا إلى أنه لا يشرفه الانتماء إلى حزب صوتت أمانته العامة على إسقاط العربية من تدريس العلوم، وتعويضها بالفرنسية، رغم أنه حزب يحمل مرجعية إسلامية، وفق تعبيره.

 مشهد انشطاري
يقول الباحث المغربي، منتصر حمادة: إن الانشطار يغلب على المشهد السياسي المغربي، في انتظار ما ستسفر عنه الخارطة الانتخابية المقبلة؛ إذ إن هناك صراعًا بين الأحزاب كافة؛ من أجل تصدر المشهد.


وتابع في تصريح لـه أن التحالف الحكومي المكون من 6 أحزاب ينقسم قسمين، الأول يضم العدالة والتنمية إلى جانب التقدم والاشتراكية، والثاني يقوده أخنوش مع الأحزاب الـ4 التي تحالفت معه بعد 2016، وفاوض بها بنكيران من موقع قوة.

وأضاف أن هذا الرباعي يضم إلى جانب التجمع الوطني للأحرار، كل من حزب الحركة الشعبية المرتبط بالمجال القروي والثقافة الأمازيغية، وحزب الاتحاد الاشتراكي الذي قاد ما يُعرف بحكومة «التناوب» التي خوّلت الملكية انتقالًا سلسًا للعرش بين الملك الراحل الحسن الثاني وابنه الملك محمد السادس عام 1999، ثم حزب الاتحاد الدستوري اليميني، الذي يشترك مع حزب أخنوش في كتلة برلمانية واحدة.


وأشار الباحث المغربي إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يمر بمرحلة اقتسام الغنائم، مبينًا أن التناقضات الداخلية التي يعيشها الحزب وحالة التيه السياسي، وإفلاس المصداقية الشعبية والرصيد الانتخابي له، عوامل تؤكد اقتراب نهايته، خاصة مع حالة الصراع بين العثماني وبنكيران.

شارك