تركيا تستعين بالدواعش لخرق وقف إطلاق النار في شرق الفرات
الأحد 20/أكتوبر/2019 - 10:11 ص
طباعة
سارة رشاد
كشفت «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصارًا بـ«قسد» عن اتساع الاعتماد التركي في الأيام الراهنة على عناصر تنظيم «داعش» الفارين من السجون لتنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع ومدن شرق الفرات، ضمن محاولة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار الجاري منذ ليل الخميس الماضي.
ونشرالناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، لقطات فيديو مصورة لعناصر قال إنهم دواعش محسوبين على تركيا، يستعدون لشن هجمات على المدن بشرق الفرات، وتابع أن التزام تركيا بوقف إطلاق النار لن يحدث بدون وجود ضامن يجبرها على ذلك.
وظهر في الفيديو الذي تصل مدته لـ33 ثانية، مسلحون يستقلون سيارات دفع رباعي، ويشير أحدهما إلى أنهم بقرب أحد مدن شرق الفرات صباح السبت 19 أكتوير لعام 2019، قائلًا: «جئناكم يا ملاحدة البي بي كا».
وتعمد بالي إظهار التاريخ في الفيديو للتأكيد على حداثته، وتسجيله بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن ذلك يوضّح أن عمليات مرتقبة سينفذها الدواعش باتجاه «قسد».
وفي تغريدة سابقة كان المتحدث باسم «قسد» وجه اتهامًا مباشرًا لتركيا، قائلًا: «على الرغم من الاتفاق على وقف القتال، تواصل الهجمات الجوية والمدفعية استهداف مواقع المقاتلين والمستوطنات المدنية»، متابعًا «تنتهك تركيا اتفاق وقف إطلاق النار بمواصلة مهاجمة البلدة منذ الليلة الماضية».
وتكشف الاتهامات الكردية لتركيا وجهًا جديدًا للتعاون بين أنقرة وتنظيم داعش.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نفس المعلومات، إذ نشر عبر موقعه تفاصيل عن دور الفصائل التي وصفها بالموالية لتركيا في منع وصول القوافل الطبية لمدينة رأس العين.
وقال الموقع، قبل قليل، إن ستة أشخاص فارقوا الحياة في مدينة رأس العين، متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها جراء العمليات العسكرية في المدينة، وذلك بعد منع الفصائل الموالية لتركيا من دخول القافلة الطبية لإخلاء الجرحى، على الرغم من الاتفاق الأمريكي – التركي.
وتابع: «يبلغ عدد المصابين في المدينة بين مدنيين ومقاتلين 38 شخصًا، فارق 6 منهم الحياة، كما أن جزءًا من القافلة الطبية التابعة للهلال الأحمر الكردي ومنظمة إنسانية أمريكية عادت إلى تل تمر، بينما لا تزال بقية القافلة تنتظر على أمل دخولها رأس العين لإخلاء المصابين»، مضيفًا«فيما تشهد مدينة رأس العين استمرار القصف بشكل متقطع من قبل الفصائل على مواقع قسد».
وأوضح المرصد أن القوات الموالية لتركيا لم تكتف بذلك، بل تقوم على غلق الطرق ومنع الوصول أو الخروج من رأس العين، معتبرًا أن في ذلك خرقًا تركيًّا للاتفاق، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري، لحماية المصابين.
وكان المرصد قال الجمعة 18 أكتوبر إن تركيا اخترقت الاتفاق للمرة الثانية، عندما قتلت 14 مدنيًا جراء القصف على شمال شرق سوريا.
وكان ضرب تركيا للسجون الكردية الحاوية لعناصر تنظيم «داعش»، بداية عملية نبع السلام، قد طرح تساؤلات حول الهدف التركي من ذلك، إذ تسببت الواقعة في تصاعد تخوفات من تخطيط أنقرة لاستخدام هؤلاء في سياساتها الداعمة للإرهاب.
وفيما إذا كانت تركيا تعتمد على الدواعش بالفعل في خرق الاتفاق، قال عمر رحمون، الناشط السوري: إن ذلك ليس غريبًا، مشيرًا إلى أنه من اللحظة الأولى للاتفاق وهو يعلم أنه وضع للقضاء على مزيد من قوة الأكراد.
وتوقع في تصريح لـه ألا تتحرك أمريكا باعتبارها طرفًا في الاتفاق لحماية الأكراد، أو التثبت من صحة الخرق التركي، معتبرًا أنها لا يعنيها أن يسير الاتفاق إلى نهايته.
وشدد على أن الولايات المتحدة عقدت هذا الاتفاق لتجريد الأكراد من سلاحهم، بعدما كانت قد تخلت عنهم بسحب قواتها الحامية لهم من سوريا.
ومن جانبه، قال الباحث السياسي محمد فراج أبو النور: إن تركيا بالتأكيد ستستخدم الدواعش في تنفيذ عملياتها الخارقة للاتفاق، مشيرًا إلى أنها لا تحتاجهم لخرق الاتفاق، إذ تقوم بعمليات مباشرة، لكن الاستعانة بالدواعش من باب الزيادة.
وشدد على أن تركيا لن يوقفها شيء في شرق الفرات؛ خاصة أن أمريكا راضية ضمنيًّا على التحركات التركية، ودلل على ذلك بأن أنقرة لو كان لديها شك في رفض واشنطن للعمليات لما كانت قد بدأتها من الأساس.