رفضًا للتمييز.. انتفاضة لفناني موريتانيا «ضد التكفير»
الأحد 20/أكتوبر/2019 - 10:18 ص
طباعة
أسماء البتاكوشي
أثار انتشار مقطع صوتي مجهول المصدر على مواقع التواصل الاجتماعي، غضب الفنانين في موريتانيا الأسبوع المنصرم.
ودعا اتحاد الفنانين والموسيقيين الموريتانيين، إلى وقفة احتجاجية الثلاثاء 15 أكتوبر 2019، أمام مبنى الرئاسة الموريتانية؛ من أجل التنديد بما وصفوه بخطاب الإساءة والتكفير، الذي استهدف رواد الفن والموسيقى، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت الوقفة وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط؛ احتجاجا ضد خطاب التطرف والتكفير، على خلفية تداول مقطع صوتي مجهول، اعتُبر مسيئًا لشريحة الفنانين المعروفة شعبيًّا بـ«إيكَاون».
وكان للمظاهرة استجابة كبيرة، وتضامنًا ملحوظًا في أوساط النخب السياسية والثقافية الموريتانية.
وجاءت الوقفة الاحتجاجية تحت مبادرة «نهضة إيگاون»؛ شارك فيها العشرات من أبناء الأسر الفنية الموريتانية المعروفين محليًّا بـ«ايگاون» (التسمية التقليدية الاجتماعية لممارسي الموسيقى والغناء).
كما حضر الوقفة إلى جانب الفنانين نواب وصحفيون ورجال ساسة، أعلنوا خلال الوقفة تضامنهم التام مع شريحة «إيكاون» في وجه الإساءة التي وجهت إليهم.
وطالب المحتجون أمام مقر الرئاسة لقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني؛ لوقف حد للتمييز الذي يتعرضون له.
وأكد عدد من الفنانين في تصريحات صحفية، أن مطلبهم الرئيسي، هو وضع حد لخطاب الكراهية، الذي تصاعد خلال الفترة الأخيرة.
ورفع المشاركون في الوقفة شعارات تندد بالإساءة للفنانين، وتطالب بإنصافهم، وبمعاقبة مسجل المقطع الصوتي المسيء، وحضر الوقفة عدد من المحامين، ونشطاء المجتمع المدني.
حوادث مشابهة
وتعتبر تلك ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الفنانون لمثل هذا التمييز؛ حيث قال المقطع الصوتي الأخير إنه لا تجوز الصلاة على الفنانين، الموقف الذي تبناه إمام مسجد نواكشوط الكبير أحمد ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن؛ حين امتنع عن صلاة الجنازة على المطرب سيداتي ولد آبه بعد وفاته.
وقبل 6 سنوات امتنع «لمرابط» كذلك عن الصلاة على ابنة «سيداتي» الراحلة، المعروفة باسم «ديمي».
وتعد مجموعة «إيكاون» ركنًا أساسيًّا من المجتمع الموريتاني، باعتبارها حاضنة الفن والثقافة والتاريخ، وأمجاد الأبطال وهي ذاكرة الشعب الموريتاني وحافظة موروثه.
وفي وقت سابق دعا الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بلاده إلى استئصال خطاب الكراهية، من خلال مشاركته في مسيرة؛ هدفها وأد التوترات العرقية.
وقال ولد عبد العزيز، خلال المسيرة في العاصمة نواكشوط: إن الناس الذين هم خلف هذا الخطاب أقلية، لكن يجب علينا وضع حد لسلوكهم من أجل مستقبلنا.
واعتمدت موريتانيا مطلع العام الحالي 9 يناير من كل عام عيدًا وطنيًّا لمحاربة خطابات التمييز والكراهية والتطرف، خاصة بعد انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد.
وفي 9 يناير الماضي شهدت نواكشوط مسيرة شعبية كبيرة نظمتها الحكومة بمشاركة من الأحزاب وهيئات المجتمع المدني في الوقت الذي قاطعت فيه جماعة الإخوان تلك المسيرة، إضافة إلى حركات المعارضة الراديكالية بالبلاد.
وخرج الآلاف في نواكشوط لتأكيد الرفض الشعبي لـ«ظاهرة الكراهية والتطرف»، التي تسعى منظمات الإخوان منذ زمن؛ لبثها عبر تأليب الرأي العام.
كما اعتمدت موريتانيا في مطلع العام الحالي قانونًا لتجريم التمييز ينص على فرض عقوبات ضد المتهمين بجرائم التطرف والكراهية؛ إذ جرم 15 فعلًا، منها تشجيع الخطاب الديني المحرض، والتحريض على التمييز والكراهية، إضافة إلى الألفاظ والكتابات أو الصور ذات الطابع العنصري.