كاتب أمريكي يكشف أوجه الشبه بين نظامي «الملالي وأردوغان»
الأحد 20/أكتوبر/2019 - 10:20 ص
طباعة
محمد عبد الغفار
ترتبط الأفكار والأيديولوجيات المُتطرفة في العالم بروابط مختلفة. ورغم اختلاف المنبع والتوجهات، فإن نزوحها جميعًا نحو الديكتاتورية، والانفراد بكافة السلطات في الحكم، وقمع المعارضين جعل منها وحدات متشابهة رغم البعد الجغرافي فيما بينها، كما هو الحال مع النظامين التركي والإيراني.
وحاول براد جونسون، العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن يُظهِر في مقاله بصحيفة إيبوك تايمز الأمريكية، السبت 19 أكتوبر 2019، أوجه التشابه بين نظامي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرشد الإيراني علي خامنئي.
ويرى العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن كلًّا من النظامين التركي والإيراني يسعى إلى إحكام قبضته على كافة الجوانب الحياتية في الدولتين، حيث حاول الرئيس التركي منذ وصوله إلى السلطة في عام 2014 إلى إقصاء المعارضة والهيمنة على كافة جوانب الحياة، مستغلًا في ذلك انقلاب وهمي في عام 2016.
ونتيجة لهذه المحاولات هرب عشرات الآلاف من الأتراك إلى خارج البلاد، وفضلوا العيش في المنفى خصوصًا أنصار المعارض فتح الله جولن، الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تم القبض على مئات الآلاف منهم بتهم سياسية سواء كانوا مدنيين أو عسكريين واحتجازهم في السجون التركية، وهو ما جعل انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي أمر شبه مستحيل.
ويضيف العميل السابق في الاستخبارات الأمريكية، أن هناك تقاربًا مُثيرًا للاهتمام ما بين النظامين الإيراني والتركي خصوصًا خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من وقوفهما على طرفي نقيض لفترة طويلة من الوقت، ولكن تبادل المنفعة في ظل منطقة مضطربة سهل من تحسين العلاقة فيما بينهما، حيث دعمت تركيا السياسات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط وكذلك فعلت طهران.
وللتأكيد على ذلك، أظهرت أنقرة دعمًا لطهران في مفاوضات السلام المختلفة بأستانة، وكذلك دعم ذراعها العسكري ممثلًا في الحشد الشعبي بالعراق، ودعم وجهات نظر نظام الملالي خلال المفاوضات الثلاثية التي تجمع معهما النظام الروسي أيضًا.
ولم يتوقف التقارب ما بين الطرفين على حد المفاوضات والمواقف السياسية، ولكنها امتدت إلى الجانب الأيديولوجي، ووفقًا للكاتب، فإن رؤية أردوغان لتركيا المستقبلية اعتمدت على شعارات المرشد الإيراني بصورة واضحة ويمكن ملاحظتها بسهولة.
حيث اعتمد أردوغان على إنشاء مؤسسات شبه عسكرية لحماية النظام، مع إضعاف الجيش الوطني للبلاد، إضافة إلى دعم جماعات وميليشيات تعمل لصالحه بالوكالة في دول أخرى، كما يفعل نظام الملالي مع حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن وغيرهم.
كما ركز أردوغان على استهداف المعارضة مهما كان طبعها وعددها سواء كانت في الداخل أو في الخارج، هو الأمر الذي ركز عليه نظام الملالي الذي اتهم بتنفيذ عمليات اغتيالات متعددة ضد معارضين إيرانيين في الداخل والخارج على حد سواء.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن اتجه أردوغان إلى تولية هاكان فيدان رئاسة جهاز الاستخبارات الوطنية التركية منذ عام 2010، رغم أنه معروف بولائه لإيران، ولعب دورًا كبيرًا ومهمًا في دفع الرئيس التركي إلى تعزيز العلاقات التركية الإيرانية.
وساهم هاكان فيدان في مساعدة أنقرة للنظام الإيراني الالتفاف حول العقوبات الأمريكية على طهران طوال السنوات الماضية، ومعارضة عقوبات الأمم المتحدة ضدها، وظهر ذلك بوضوح في بنك هالك، المملوك لشركات تركية تابعة للدولة ورجل الأعمال التركي علي محمد هاكان، والتي قامت بمعاملات تقدر بمئات الملايين من الدولارات نيابة عن الحكومة الإيرانية وكيانات أخرى في طهران.