رغم الحملة الأمريكية.. «داعش خراسان» يواصل تمديد نفوذه في أفغانستان
الأحد 20/أكتوبر/2019 - 10:21 ص
طباعة
أحمد سلطان
في عام 2017، ألقت الطائرات الأمريكية أكبر قنبلة تقليدية «غير نووية» والمعروفة بـ«أم القنابل» على كهف تحصن به عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في ولاية «ننجرهار» الأفغانية، ومنذ ذلك الحين شنت الولايات المتحدة بدعم من قوات الجيش الأفغاني حملة غير مسبوقة على معاقل التنظيم الذي بلغ إجمالي عدد مقاتليه وقتها ألف عنصر.
وبالرغم من مرور عامين على الحملة العسكرية الأمريكية إلا أن قدرات تنظيم «داعش» في أفغانستان، تضاعفت وزادت إمكانية التنظيم على تجنيد مقاتلين من عدة دول، وذلك وفقًا لعدة تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، ووزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون».
وقدر تقرير صادر عن الأمم المتحدة، مؤخرًا، عدد مقاتلي «داعش» في أفغانستان بنحو 2500: 4000 آلاف مقاتل، بينما قدر تقرير وزارة الدفاع الأمريكية في يونيو الماضي عدد مقاتلي التنظيم بأقل من ألفين.
ووفقًا لتقرير نشره موقع «مليتري تايمز» الأمريكي المتخصص في شؤون الدفاع والأمن، فإن «داعش» في أفغانستان والمعروف أيضًا بـ«ولاية خراسان»، مازال يحظى بنفوذ قوي في المناطق الجبلية في شرق البلاد، رغم الخسائر التي تلقاها في عام 2018، والحملة العسكرية التي شنتها القوات الأمريكية والأفغانية ضده.
وذكر الموقع أن داعش مازال قادرًا على تهريب الأسلحة عبر باكستان، بالإضافة لقدرته على تجنيد مقاتلين من جنوب ووسط آسيا، بجانب جذبه لمقاتلي حركة طالبان المختلفين مع الحركة لأسباب سياسية، فيما قدر تقرير الأمم المتحدة أن 10% من مقاتلي «ولاية خراسان» لديهم خبرة قتالية سابقة مع تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وبحسب «مليتري تايمز» فإن مسؤولًا في القوات الدولية في أفغانستان، أكد أن تنامي قدرات داعش في أفغانستان «مثير للقلق»، موضحًا أن التنظيم الإرهابي يوسع مناطق نفوذه في جنوب وشرقي البلاد، ويواصل عمليات التجنيد.
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن تنظيم داعش حافظ على مرونته رغم خسارته لمئات المقاتلين، والعديد من مناطق السيطرة خلال العمليات التي شنتها القوات الأمريكية والأفغانية ضده، مضيفًا أن التنظيم شن عددًا من الهجمات الدامية داخل العاصمة الأفغانية كابل.
إدارة الفروع الخارجية
ولفتت وزارة الدفاع الأمريكية -في تقريرها- إلى أن تنظيم داعش في أفغانستان يلعب دورًا حيويًّا في توجيه وإدارة فروع التنظيم الإرهابي الخارجية في كلٍّ من الهند وبنجلادش وباكستان، رغم أن قدرته على شن هجمات في تلك البلاد «محدودة»، كما أن التنظيم مازال يحظى بعلاقة قوية مع «قيادة داعش المركزية» في سوريا والعراق، رغم القضاء على الخلافة المكانية عقب معركة الباغوز (مارس 2019).
ونجح فرع داعش في أفغانستان في أن يكون أكثر اعتمادًا على نفسه في تمويل عملياته الإرهابية، ودفع رواتب المقاتلين، وذلك عن طريق عمليات التعدين غير القانونية، وقطع الأشجار وبيعها، وعمليات الابتزاز (الخطف والفدية)، بالإضافة لفرض الضرائب على السكان المحليين.
واعتبر موقع مليتري تايمز الأمريكي أن تنظيم داعش مازال قادرًا على تجنيد الإرهابيين، وشن هجمات كبيرة داخل المدن الأفغانية، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقًا للأمن والاستقرار في تلك البلاد.