مجلة أمريكية: تضاؤل فرص «البنتاجون» لدحر «داعش» في سوريا
الإثنين 21/أكتوبر/2019 - 10:06 ص
طباعة
معاذ محمد
نشرت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، السبت 19 أكتوبر 2019، تقريرًا، تحدثت فيه عن خيارات «البنتاجون» القليلة لمنع الملاذ الآمن لتنظيم داعش في سوريا بعد التدخل التركي، خصوصًا بعد تخلي واشنطن عن الأكراد «حلفاؤهم في محاربة التنظيم منذ عام 2013».
وتنفذ تركيا عملية عسكرية تٌعرف بـ«نبع السلام» في الشمال السوري، منذ الإعلان عنها في 9 أكتوبر 2019 وحتى الآن، إلا أن أنقرة وواشنطن توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، الخميس 17 أكتوبر.
حقيقة خطيرة
ووفقًا للتقرير، فإن انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ من شمال شرق سوريا يجبر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، على قبول حقيقة خطيرة، وهي ولادة جديدة لتنظيم داعش، التي قد يسمح للإرهابيين بشن هجمات على الغرب.
وشدد التقرير، على أن الجيش الأمريكي لن يتمكن من فعل أكثر من مجرد مراقبة ومحاولة احتواء نشاط داعش في أجزاء من سوريا، دون وجود قوات عمليات خاصة على الأرض، وفقًا للمسؤولين العسكريين الحاليين والسابقين.
وأشار تقرير المجلة، إلى أنه على الرغم من أن «البنتاجون» تدرس خيارات الدفع بالطائرات بدون طيار وقوات الكوماندوز من حين لآخر، إلا أن انسحاب القوات التي كانت تعيش في البلاد إلى جانب القوات الكردية السورية، سيجعل من الصعب تعقب عناصر التنظيم أو العثور على أهداف لها؛ مؤكدًا أن واشنطن قد تضطر للتعامل مع وجود ملاذ آمن لـ«داعش» في سوريا.
ونقلت المجلة، عن مايكل ناجاتا، الملازم أول المتقاعد، والذي ساعد في الإشراف على المراحل المبكرة من الحملة ضد داعش في سوريا، قوله: إنه «بالنظر إلى التغير الكبير في الموقف الاستراتيجي الآن، فقد يتعين على التحالف بقيادة الولايات المتحدة الآن إعادة التقويم»، مضيفًا «كان هدفنا هزيمة داعش، ولم يهزموا، وأصبحت الهزيمة أصعب بكثير».
وأكد «ناجاتا» أن سوريا موطن لواحدة من أكبر تجمعات مقاتلي القاعدة في العالم، ولكن يكن وصول الجيش الأمريكي إليها ممكنًا، خصوصًا أنها تقيم في جزء من البلاد؛ حيث تسيطر روسيا وليس واشنطن على المجال الجوي، مضيفًا أن الشيء نفسه قد ينطبق على أجزاء من شمال شرق سوريا، الموجود بها «داعش» بشكل كبير.
صعوبة في جمع المعلومات
ويقول إريك روبنسون، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الذي شغل مناصب في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب: إن سحب قوات العمليات الخاصة الأمريكية يعني أن واشنطن ستواجه صعوبة أكبر في جمع المعلومات الاستخباراتية عن «داعش» وتحديد نواياها، مشددًا على أن «هناك علاقة مباشرة بين الوجود على الأرض وفهم الخطر المحتمل»، مؤكدًا أن "قدرة ونية داعش في شمال شرق سوريا ستكون مجهولة، خصوصًا على القيام بعمليات خارجية.. لقد تم تخفيض قدرتنا على فهم ذلك بشكل كبير».
وأوضح تقرير المجلة، أن «داعش» سيتمكن من إعادة تنظيم الدعاية التي كان ينفذها في السابق، والتي ألهمت بعض المتطرفين المحليين لتنفيذ هجمات على الغرب، مثل إطلاق النار في ملهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا، والذي أسفر عن مقتل 49 شخصًا.
وأشارت المجلة، إلى أن استراتيجية «البنتاجون» الأساسية لمنع عودة داعش، كانت بالعمل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، واعتمدت قوات العمليات الخاصة الأمريكية على معرفتها المحلية لحشد المعلومات الاستخباراتية وإبعاد قوات واشنطن عن القتال المباشر، موضحة أن هذا الأمر قد انقلب بانسحاب نيويورك من الشمال السوري وترك الأكراد في مواجهة التوغل التركي.
وأوضحت «بوليتيكو» أن مسؤولًا كبيرًا في «البنتاجون» صرح للصحفيين، شريطة عدم ذكر اسمه، بأن الولايات المتحدة تأمل في الحفاظ على العلاقة مع القوات الكردية.
خيارات أخرى
وأشارت المجلة، إلى تصريح «ترامب» بأن عددًا صغيرًا من القوات الأمريكية سيبقى في قاعدة جنوب شرق سوريا، يُطلق عليها «التنف»، مؤكدة أنها بعيدة جدًّا عن المحافظات التي يكتسب فيها «داعش» حياة جديدة.
ونوهت المجلة الأمريكية، إلى أن هناك خيارًا آخر بالنسبة لـ«البنتاجون»، يتمثل في إرسال قوات العمليات الخاصة إلى شرق سوريا بطائرة هليكوبتر من العراق المجاور، للقيام بمداهمات في بعض الأحيان، موضحة أن الجيش أطلق عددًا صغيرًا منها في عامي 2014 و 2015 قبل تعاونه مع الأكراد السوريين.
كما أنه من الممكن وفقًا للمجلة، أن تعتمد واشنطن على الغارات الجوية من الطائرات بدون طيار والطائرات المأهولة، وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، إن طائرات المراقبة التابعة لهم ستستمر في التحليق فوق المنطقة حاليًا لمراقبة النشاط في السجون التي تحرس فيها القوات الكردية مقاتلي «داعش».
ونقلت «بوليتيكو» عن ضابط بالعمليات الجوية الخاصة قوله: إن الاضطرار إلى الطيران في المجال السوري إلى جانب الطائرات الروسية أو التركية أو السورية، «من شأنه أن يعقد قدرة طائراتنا بدون طيار على تنفيذ الضربات».
من جهته، قال مايكل ناجاتا، الملازم أول المتقاعد، والذي ساعد في الإشراف على المراحل المبكرة من الحملة ضد داعش في سوريا: إن حملات الطائرات الأمريكية بدون طيار لم تكن قادرة إلا على الحفاظ على غطاء للفصائل الإرهابية، وليس إلحاق الهزيمة بها، مضيفًا «ما تعلمناه على مدى السنوات الـ 18 الماضية، هو أننا جيدون في تحديد الأهداف وضربها، لكن قدرتنا على منعها من التجدد ضعيفة للغاية».
وشددت المجلة، على أنه هزيمة داعش أو تنظيم القاعدة، أصبحا الآن هدفين بعيدين عما كانا عليه قبل أسابيع قليلة.