إشادة «القاعدة» بـ«الشباب».. «مخالب الشر» تُغرز في الجسد الصومالي
الإثنين 21/أكتوبر/2019 - 01:36 م
طباعة
أحمد عادل
مطالبًا إياهم بالمزيد من العمليات، وجه إبراهيم القوصي، أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة الإرهابي رسالة صوتية، لمقاتلي «الشباب» في الصومال، أشاد فيها بمسلحي وبعمليات الحركة الإرهابية الموالية للتنظيم.
وقال «القوصي» في تسجيل صوتي نُشر على موقع «تيليجرام»: إن التنظيم يثني على حركة الشباب؛ لاستهدافهم للقوات الدولية والإقليمية الموجودة في منطقة القرن الأفريقي، وتحديدًا في الصومال، واستهداف الحركة للقوات الإيطالية في مقديشو في ذات اليوم الذي شن فيه هجومًا آخر على القاعدة الأمريكية في الصومال.
وخلال التسجيل الصوتي، تحدث «القوصي» الذي تم اعتقاله في معتقل جوانتانامو الأمريكي في عام 2002، قائلًا: إنه يشيد بالنشاط الملحوظ لعناصر حركة الشباب، مهنئًا عناصره بالعمليات التي نفذوها خلال الفترة الماضية.
وبحسب وكالة رويترز، كانت حركة الشباب قد استهدفت خلال الشهر الجاري، قاعدة عسكرية أمريكية في بلدة بلدوكلي جنوب الصومال، دون حدوث أي إصابات، وفي ذات الوقت استهداف موكب عسكري إيطالي، دون وقوع أي إصابات.
الوجود الأمريكي - الإيطالي
وفقًا لموقع «الصومال الجديد»، بدأت إيطاليا تحركاتها السياسية والدبلوماسية تجاه الصومال، بعد تكوين أول دولة رسمية عقب الحرب الأهلية، وأصبحت أول دولة أوروبية تعين سفيرًا لها بالصومال في عام 2014، كما أعادت فتح سفارتها التي كانت مغلقة منذ عام 1991.
التطورات التي حدثت في الصومال في الفترة الأخيرة، هي التي شجعت إيطاليا والدول الأوروبية الأخرى، على الاهتمام بالشأن الصومالي، نظرًا لتحسن الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، وهو ما سيؤدي إلى فرضية أكثر للفرص الاستثمارية المتوفرة في الساحة الصومالية، وتسعى إيطاليا إلى حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، والاحتفاظ بمكانتها في البلاد قبل الحرب الأهلية.
وبحسب مركز «مقديشو» للبحوث والدراسات، في عام 2018، تسلمت وزارتا الأمن الداخلي والدفاع الصوماليتين 54 عربة عسكرية إيطالية مخصصة لدعم العمليات الأمنية.
ووفقًا لبرنادو منكرجيلي، ممثل وزارة الدفاع الإيطالية، فإن المعدات العسكرية جزء من برنامج الدعم والمساعدة التي تقدمها إيطاليا للجيش الصومالي الذي يخوض حربًا شديدة ضد مسلحي حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم القاعدة، مضيفًا أن إيطاليا ملتزمة بوعدها لدعم المؤسسات الأمنية الصومالية، ومؤكدًا وجود مساعدات عسكرية إضافية ستصل للدولة الصومالية.
أما عن الوجود الأمريكي في الصومال، ووفقًا لمركز مقديشو للدراسات والبحوث، فتعود نشأة القواعد العسكرية الأمريكية في الصومال إلى السبعينيات من القرن الماضي، حينما بنت الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة عسكرية لها في شمال الصومال؛ لتعزيز وجودها في القرن الأفريقي، لكن العلاقات بين البلدين تدهورت بشكل كبير بعد مقتل عدد من الجنود الأمريكيين العاملين ضمن عملية «إعادة الأمل» في الصومال عام 1993، وقامت بسحب قواتها من البلاد، وقررت خفض اتصالاتها مع الصومال إلى أدنى مستوياتها.
وفي عام 2018، عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاهتمام بالشأن الصومالي، وعاد تمثيلها الدبلوماسي بعد غياب دام 27 عاما.
وتتمركز القوات الأمريكية في قاعدة «بلي دوجلي» الجوية الصومالية الواقعة في إقليم شبيلي السفلي المجاور للعاصمة مقديشو، وتنطلق من تلك القاعدة الطائرات الأمريكية من دون طيار؛ لضرب مواقع حركة الشباب الإرهابية، كما توجد قاعدة صغيرة بمطار كسمايو، التي تبعد حوالي 500 جنوب العاصمة مقديشو، ويوجد بالقاعدة حوالي 40 عسكريًّا أمريكيًّا، يقومون بتشغيل الطائرات بدون طيار.
أهداف تركية - قطرية
من جانبه، يرى هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن بيان القوصي يأتي في سياق الرغبة فى إحداث الفوضى في الصومال، ومنع الدولة الصومالية من السيطرة على مؤسساتها لخدمة أهداف قوى خارجية في مقدمتها قطر تحديدًا، وتليها تركيا، مضيفًا أن أنقرة والدوحة يسعيان لعدم حدوث توافق سياسي وترسيخ لمؤسسات الدولة؛ لأنه إذا حدث فسيُضعف من نفوذ الكيانات والتنظيمات التابعة لهما، والمدعومة منهما.
وأكد «النجار» في تصريح لـه، أن الدوحة وأنقرة لهما هدفان في الصومال، الأول: إعاقة أي مسار سياسي يؤدي إلى قيام الدولة وتماسكها أما الثاني: فهو خلق كيانات ذات نفوذ كبير للجماعات المسلحة التابعة لهم في منطقة القرن الأفريقي، متابعًا أن هناك صحوة من القوى الدولية والإقليمية بمشاركة القوات الحكومية ضد مسلحي «الشباب»، لمنعهم من أي عمليات إرهابية ضد البلاد، والحكومة الفيدرالية الصومالية.
وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية إلى أن الوضع في الشرق الأوسط يثير الريبة لقوى الشر، التي تحاول اتخاذ منطقة القرن الأفريقي وسيلة لخدمة أهدافها الخبيثة، في ضرب القوى الإقليمية والدولية والعربية من خلال التنظيمات المسلحة.