«نبع السلام».. بوابة عودة الدواعش إلى سوريا
الإثنين 21/أكتوبر/2019 - 01:39 م
طباعة
سارة رشاد
تزامنًا مع مستجدات المشهد السوري الذي تفرضه عملية «نبع السلام» التي أطلقتها تركيا الأربعاء 9 أكتوبر، تتصاعد مخاوف دولية وإقليمية من احتمالية استغلال تنظيم «داعش» الظروف لتمهيد الطريق أمام عودة جديدة له فى سوريا.
ويعود انتهاء التنظيم من سوريا تمامًا إلى مارس الماضي، حينما خسر مدينة الباغوز، آخر معاقله، الأمر الذي استفز زعيمه «أبوبكر البغدادي» وحرض عناصره على استعادة قوتهم وقتما تتاح لهم الفرصة.
وبينما يرجح البعض أن تكون الأيام الراهنة هي الفرصة الذهبية للعودة، في ظل انشغال قوات سوريا الديمقراطية (المشارك الأبرز في القضاء على داعش) في صد هجوم تركيا، وسحب أمريكا لقواتها من سوريا، كتب مصطفى بالى المتحدث باسم «سوريا الديمقراطية»، عبر حسابه على "تويتر" يقول: «لكل الذين يخشون عودة داعش التنظيم عاد برعاية تركيا».
واستند المتحدث على لقطات مصورة لعناصر يقول إنهم دواعش وهم ينطقون بعبارات الوعيد للأكراد. ويظهر المتشددون في الفيديو وهم يتعهدون بذبح أي كردي، وتطهير شمال سوريا منهم على حد قولهم.
وحمل "بالي"، تركيا المسؤولية، مشيرًا إلى أن أنقرة تستعين بهؤلاء المتطرفين لتمرير خططها.
التخوف نفسه ظهر في تحركات فرنسا، إذ أصدرت الرئاسة الفرنسية، منتصف الشهر الجاري بيانًا أعربت فيه عن تخوفها من عودة "داعش" على خلفية عملية نبع السلام، ومن ثم ستكثف جهودها بالتعاون مع أعوانها في حلف التصدي لداعش لوقف الهجوم التركي.
بدوره حذر الباحث السياسي بمركز الشؤون الاستراتيجية والدولية بريان كاتز، ووزير الدفاع الأمريكي السابق مايكل كاربنتر، من عودة تنظيم «داعش» الإرهابي إلى الساحة مُجددًا في ظل الهجوم العسكري التركي على الشمال السوري.
واستعرض في تقرير حديث نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية التغيرات التي أحدثتها عملية "نبع السلام" وتمهد لعودة التنظيم الإرهابي، إذ قال إن "داعش" يتمتع بمرونة تجعله قادرًا على انتهاز الفرصة لتنظيم صفوفه.
ولفت إلى أن انشغال قوات قسد بالتصدي لتركيا، مع انسحاب القوات الأمريكية يعني أن العقبات المانعة لعودة "داعش" قد زالت.
ومن جانبها قالت الكاتب هدى الحسيني، في مقال بعنوان "مع الغزو التركي لسوريا... توقعوا عودة «داعش»" نشرته على موقع «العربية» إن "داعش" لم ينته تمامًا في سوريا ولا العراق، ومن ثم فتوقع عودته أمر ليس بعيد.
وتابعت: «الآن يستعد «داعش» لحملة جديدة لإطلاق سراح مقاتليه من المخيمات السورية، والغزو التركي سيسهل ذلك. وهذا يعني أن «داعش» يريد فعلاً استعادة الأرض، إما للحكم أو للمساعدة في حرية التنقل وتأمين الملاذ الآمن، من أجل إعادة تشكيل قواته وإعادة إنشاء دولة الخلافة. قد لا يكون هذا هدفًا فوريًا، ما يهم التنظيم الآن هو استعادة الوصول إلى الموالين له، من أجل أن يكونوا قادرين على المضي قدمًا. من هنا خطورة الغزو التركي».
وللتدليل على العلاقة بين "داعش" وتركيا تداولت حسابات على موقع التواصل "تويتر" مقطع فيديو لمبعوث أمريكا السابق للتحالف الدولي ضد داعش، "بريت ماكجورك"، وهو يقول إن تركيا سمحت بمرور 40 ألف داعشي وأدعت أنها لا تستطيع إغلاق الحدود رغم طلبه المتكرر، ولكنها أغلقتها فورًا وبنت جدارًا بعد سيطرة الاكراد على المناطق الحدودية.
ويتفق مع ذلك الباحث السوري، أحمد الرمح، الذي قال إن تركيا لا يهمها إذ ما كان «داعش» عائدًا أم لا، مشيرًا إلى أن مصلحتها الآن هو استخدام التنظيم لتنفيذ أهدافها في شرق الفرات.
وحذر فى تصريحات صحفية من إطلاق يد تركيا في ذلك، مشيرًا إلى أن المشهد سيعود مجددًا إلى الاشتعال حال ما استعاد «داعش» عافيته في دولة المركز وهي سوريا.