تركيا تتراجع.. خطط لتجنب الصدام مع الجيش السوري
الإثنين 21/أكتوبر/2019 - 01:44 م
طباعة
سارة رشاد
على هامش الاتفاق الذي أعلنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الولايات المتحدة فيما يخص وقف إطلاق النار، بمنطقة شرق الفرات لمدة 120 ساعة بداية من مساء الخميس 17 أكتوبر، تواجه تركيا مستجدات بالمشهد سببها انتشار الجيش العربي السوري في المناطق التي انسحبت منها القوات الأمريكية.
ونشر الناشط المقرب من الدولة السورية، عمر رحمون، صورًا عبر حسابه على «تويتر»، لجنود الجيش العربي السوري وهم يرفعون أعلام الدولة على معبر عين العرب، وإزالة أعلام قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، فيما أكد انتشار وحدات من الجيش في قصر يلدا شمال غرب تل تمر، الذي كانت تتخذه القوات الأمريكية قاعدة لها في المنطقة.
في نفس السياق، أفاد الناشط أن الجيش تمكن من إعادة الكهرباء لمدينة الحسكة، بشمالي شرق سوريا، وهي المنطقة التي أعلنت تركيا السيطرة عليها قبل أيام.
وتتعامل تركيا بحذر مع وجود الجيش العربي السوري بمناطق عملها، إذ تعلن إنها ماضية في عملياتها مهما كانت النتيجة، وفي نفس الوقت تؤكد قولها بحلول وسط قد تكشف عنها الوساطة روسية لبحث الوجود السوري في شرق الفرات.
ويعد تصريح ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، الأكثر وضوحًا في ذلك؛ إذ قال إن بلاده مستعدة لأن تتخلى عن خطتها، وتدخل عليها تعديلات إذ ما وجدت ضمانات تطمئنها بعدم وجود من أسماهم الإرهابيين (يقصد الأكراد).
وفي الوقت نفسه، اعتبر وجود الجيش العربي السوري بمناطق منبج وعين العرب والقامشلي، بمثابة إعلان حرب على تركيا، على حد قوله، مشيرًا إلى أن بلاده لن تقبل بتوفير الحماية للأكراد من قبل الجيش السوري.
في نفس السياق، كانت تصريحات الرئيس التركى أردوغان لوكالة الأناضول التركية، إذ أرجأ الحديث عن طريقة تعامل تركيا في وجود الجيش السوري بشرق الفرات، مكتفيًا بالإشارة إلى لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشهد مناقشات حول الأمر.
تخلى عن الاستعلاء
ترى نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اللهجة التركية في الحديث عن انتشار الجيش العربي السوري في شرق الفرات، تعكس تخليًا عن الاستعلاء المتكرر من قبل أنقرة.
ولفتت في تصريح لـها إلى أن تركيا لأول مرة تلمح إلى تخليها عن خطتها مقابل ضمانات تحصل عليها من قبل النظام السوري، مشيرة إلى أن أنقرة لا تريد الصدام مع الجيش العربي السوري بأي شكل من الأشكال، ومن ثم فكرت في إجراء اتفاق ضمني مع الدولة السورية.
واستبعدت «الشيخ» وجود توافق سوري على أي وجود تركي بشرق الفرات، معتبرة أن سوريا تتعامل مع تركيا على أنها احتلال، وفيما يخص بقاء الأكراد في هذه المناطق، أوضحت أن دمشق لا تستطيع أن تخلي شرق الفرات من الأكراد؛ لأنهم شعب هذه المناطق، ولكنها ستنزع عنهم سلاحهم ليكونوا مواطنين سوريين غير مسلحين.
واعتبرت أستاذ العلوم السياسية أن سوريا هي الطرف الرابح الأول، عكس تركيا التي دخلت بثقلها العسكري، ووجدت الجيش العربي السوري في وجهها، أو الأكراد الذي يتخلون تحت وطأة الظروف عن حلمهم الانفصالي.
ومنذ نهاية العام الماضي يردد الرئيس التركي أردوغان تهديدات باجتياح شمال شرق سوريا؛ للقضاء على الوجود الكردي هناك، فيما نفذت تركيا عمليتها الأربعاء 9 أكتوبر.
وعقب خمسة أيام من الهجوم التركي اضطرت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارًا بقسد لعقد اتفاق مع الدولة السورية يسمح بدخول الأخيرة إلى مناطق شرق الفرات لوقف الزحف التركي.
وكانت تركيا تتمسك بخطتها في احتلال شرق الفرات، وفرض ما تسميه «المنطقة الآمنة»، إلى أن تدخل الجيش العربي السوري في المعادلة لتصبح مطالبة بالصدام معه لتسيير هذه المنطقة.