إخوان أمريكا.. ازدواجية طبيعية و«تتريك» على مذهب «أردوغان»
الإثنين 21/أكتوبر/2019 - 02:21 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
انتقدت وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية المهتمة بتتبع جماعات الإسلام السياسي موقف المنظمات الدولية المحسوبة على جماعة الإخوان، تجاه التدخل التركي العسكري في الشمال السوري وما يحدث من انتهاكات إنسانية جراء ذلك.
وذكر تقرير لموقع «Investigative project on terrorism» أن المجموعات التابعة للإخوان وعلى رأسها منظمة "كير" عادة ما تنظم الاحتجاجات وتضيء قنوات التواصل الاجتماعي للادعاء بالدفاع عن المسلمين في كل مكان، ولكن يبدو أن المصلحة فقط هي ما يحكم توجهات الجماعة.
وأشار الموقع إلى تعرض الأكراد الذين يتألفون من عدد كبير من المسلمين للقصف من قبل دولة ذات ميزة عسكرية ساحقة تفوق ما يمتلكه الطرف الآخر، ولكن الجماعة لم تحرك ساكنًا، و"كير" وغيرها من جماعات الإخوان في الولايات المتحدة لم تشجب أو تعير الموضوع اهتمامًا بل على العكس فهناك من دافع عن الموقف التركي ولم يشر إلى الاعتداءات على المدنيين.
المختلف هذه المرة هو المعتدي وهو- وفقًا للموقع- زعيم تركيا الاستبدادي رجب طيب أردوغان، وهو الرجل الذي وضع نفسه كمدافع عن الإرهابيين وراعي لقادة الإخوان المصريين الهاربين بعد 30 يونيو، ولذلك يقصف أردوغان أهدافًا كردية في شمال سوريا وأرسل قواته إلى البلاد دون أي إدانة من الجماعة.
فيما يدفع الهلال الأحمر الكردي بأن هناك 11 قتيلًا على الأقل من بينهم فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا و 28 جريحًا، كما أدى غزو أردوغان إلى نزوح ما لا يقل عن 60،000 شخص، والكثير منهم ليس لديهم مكان يذهبون إليه.
إخوان أمريكا، الذين لا يخجلون عادة من نزاعات الشرق الأوسط ، يصمتون إلى حد كبير حول قصف تركيا غير المبرر للأكراد والسوريين والعرب، بينما تسارع نفس المجموعات إلى إدانة وتنظيم الاحتجاجات والمطالبة بعمل من الحكومة الأمريكية وتنظيم حملات التواصل الاجتماعي في حال انتهاك صاحب مصلحة مشتركة.
وتظهر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي القصف التركي وقصف المدنيين على طول الحدود الشمالية لسوريا؛ إذ وجد المدنيون في بلدة كوباني-الذين صمدوا أمام هجوم داعش في 2014 - أنفسهم يتعرضون للهجوم من قبل المدفعية التركية.
وضربت المدفعية التركية مناطق مدنية في بلدة "القامشلي" بشمال غرب سوريا، حيث يقع مقر القوات السورية الديمقراطية، ما أدى إلى انفجارات في المدينة وخسائر في الأرواح بين صفوف المدنيين والأطفال الأكراد بالمنطقة وهم مزيج من المسلمين والمسيحيين.
وعلى عكس ما تدعيه جمعيات الإخوان بالولايات المتحدة من دفاعها عن الإنسانية فإنهم لم يفعلوا أي شيء لتحقيق العدالة للشعب الكردي المضطهد، وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «CAIR» صامتًا حتى الآن بشأن الهجوم التركي، وينطبق الشيء ذاته على الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية «ISNA»وغيرهم من الجعيات الأخرى، بل دعم المدير التنفيذي لجماعة المسلمين الأمريكيين من أجل فلسطين «AMP»، أسامة أبورشيد التوغل العسكري التركي في سوريا معللًا ذلك بحاجة أنقرة الشديدة لذلك واتساق مصالحها مع هذه الضربة.
وردًا على هذه الازدواجية التي أدانتها الصحافة الأمريكية، قال الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل في تصريحات صحفية إن جماعة الإخوان تعمل كجندي في جيش ومخابرات تركيا، إذ يحدث الآن تتريك لجماعة الإخوان.
كما أكد قنديل دعم قطر للضربة العسكرية وللجماعة التي تنتفع من أنقرة حاليًا، ويعيش أغلب عناصرها وقياداتها هناك تنفيذًا للأجندة التركية السياسية والعسكرية والإستراتيجية.