انفلات «قبضة الملالي».. قلق إيراني من الحراك اللبناني
الإثنين 21/أكتوبر/2019 - 08:52 م
طباعة
علي رجب
في ظل ما يشهده لبنان من تظاهرات واجتماعات للقيادة السياسية برئاسة الرئيس ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، ورئيس البرلمان نبيه بري، تدور التساؤلات حول الدور الإيراني ونظرته للحراك اللبناني، وانقاذ حليفه "حزب الله" من أي خسائر مستقبلية.
وأصبحت إيران أكثر قلقًا في ظل تصاعد الغضب الشعبي ضد النخبة الحاكمة في لبنان، والتي تشكل وفقًا لتصريحات المسؤولين الإيرانيين إحدي أربع دول تقع تحت النفوذ الإيراني.
انفلات «قبضة الملالي»..
وقال حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، إن إيران تسيطر فعلًا على أربع عواصم عربية.
كما تباهى عضو المجلس الأعلى للثورة في إيران "رحيم بور أزغدي"، باتساع دائرة الدول الخاضعة لسيطرة نظام المرشد، قائلًا: "هناك 5 أو 6 دول تحت سيطرة نظام خامنئي".
تظاهرات الشارع العراقي ثم الحراك اللبناني يشيران إلى أن قبضة إيران على تلك الدول عبر حلفائها تشهد عملية انفلات بطئ، ما يشكل رسالة شعبية قوية من عرب العراق ولبنان برفضهم السيطرة الإيرانية تحت أي دعاوى وأي شعارات.
التخوف الإيراني ظهر من خلال تغطية وسائل إعلامه للتظاهرات، إذ شهدت معاقل حزب الله في الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية ببيروت تظاهرات شعبية مناوئة في مؤشرات على سقوط الحزب شعبيًّا.
كذلك خرج مجموعة من علماء الدين والمعممين الشيعة ضد تردي الأوضاع في لبنان وعلى غير رغبة حزب الله الذي كان واضحًا رفضه لهذه التظاهرات عبر كلمة الأمين العام حسن نصرالله ومنصات التواصل الاجتماعي، ومن هؤلاء المعممين المستقلين "زهير كنج" الذي درس في النجف الأشرف، وكان رئيسًا لتجمع علماء المسلمين.
وغلب على التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام الإيرانية وصف التظاهرات الشارع اللبناني بالمؤامرة على المقاومة في لبنان، فقد وصفت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، الاحتجاجات اللبنانية بالمؤامرة الخارجية التي تهدف إلى إضعاف تحالف 8 آذار الذى يضم حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني، والذي يعد حزب الله وحركة أمل من عناصره، ويحظى بدعم من النظام الإيراني.
واستندت الصحيفة في هذا الوصف، إلى ما ذكره المحلل والخبير الإيراني في الشؤون الدولية، حسن هاني زادة، قائلًا إنه الأمر الذي لا يمكن التغاضي عنه، إن هناك دولًا بالمنطقة وأخرى خارجها لديها دور مؤثر في الاحتجاجات اللبنانية.
واعتبر "زادة" أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بسبب ولائه للولايات المتحدة، يحاول أن يتهم بعض وزراء حكومته ورئيس الجمهورية ميشال عون بأنهم غير مؤهلين للبقاء في مناصبهم، مشيرًا إلى أن قطع أمريكا مساعداتها المالية عن لبنان هدفه إثارة الفوضى والضغط على الحريري لطرد بعض أعضاء حكومته، من الذين ينتمون لتحالف 8 آذار.
ورأى أن استمرار الاحتجاجات ستجبر الحريري في النهاية على تقديم استقالته، أو استبدال الوزراء بآخرين، وسيكون الرئيس اللبناني مجبرًا على تقديم مرشح جديد، وسيرشح الحريري مرة أخرى.
كما نقلت صحيفة "رسالت" الإيرانية المقربة من التيار المتشدد، عن المحلل سيد رضا صدر الحسيني قوله، إن ما يجري في لبنان، هو برنامج عمل ممنهج ينفذ من قبل الأمريكيين في دولة المقاومة لبنان، لافتًا إلى أوجه الشبه في الاحتجاجات بين لبنان والعراق، مشيرًا إلى أن هناك أوجه تشابه بين الأحداث الأخيرة في لبنان وأحداث الأسبوعين الماضيين في العراق، والشيء المهم الذي شاهدناه في هذه الاحتجاجات هو تغيير الشعارات من المطالب الاقتصادية إلى القضايا السياسية والأمنية.
وفسر الحسيني ما يحدث في لبنان بأنه مؤامرة لضرب المقاومة، ويجب توجيه الأصابع في سوء إدارة الحكومة إلى الحريري، مضيفًا أنه بالطبع هناك تيارات مختلفة، بما في ذلك التقدمي الإشتراكي بقيادة وليد جنبلاط، والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وبعض أعضاء تيار المستقبل، يعملون على ضرب المقاومة وحلفائها والدولة الشرعية في لبنان.
من جانبه صرّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحفيين الإثنين 21 أكتوبر بأن إيران تأمل في أن تنجح الحكومة اللبنانية والأحزاب والمسؤولين في تلبية تطلعات الشعب وجعل لبنان أكثر ازدهارًا ورخاءً، مؤكدًا وقوف إيران مع لبنان لإنهاء أزمته.
قلق إيرانى
يرى الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد بناية، أن الرؤية الإيرانية للتظاهرات في لبنان، تؤكد أن الحراك اللبناني يشكل قلقًا كبيرًا لطهران على مستقبل ومكانة أهم حليف لإيران في المنطقة وهو حزب الله.
وأضاف بناية فى تصريحاته، أن القلق نابع من دخول لبنان في مرحلة فوضى وصراع وهو ما يشكل تهديدًا لنفوذ ومصالح إيران ودور كبير لأمريكا والدول الأوروبية، وقد يشكل بداية السقوط لحزب الله في الشارع اللبناني مع تعالي أصوات الشيعة اللبنانيين ضد فساد حزب الله.
وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية قائلًا: إن ايران تخشى من أن دخول لبنان في مرحلة فوضى يهدد "الهلال الشيعي" وكذلك مشروع جسر "طهران- بغداد- البحر المتوسط"، بما يعني تقويض نفوذ إيران على البحر المتوسط وأيضًا إسقاط ورقة التهديد للمصالح الأمريكية والغربية في ساحل البحر المتوسط.