لصوص الثورات.. «الجماعة الإسلامية» تخطط لاستغلال تظاهرات لبنان
الإثنين 21/أكتوبر/2019 - 08:54 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
في الأيام القليلة الماضية شهد لبنان مظاهرات حاشدة في الشوارع، اعتراضًا على مقترح بفرض رسوم على مكالمات واتس آب، وزيادة ضريبة القيمة المضافة، في وقت يشهد الاقتصاد اللبناني أوضاعًا صعبة، ويبلغ سعر الدولار الواحد 1.5 ألف ليرة لبنانية.
وتحولت الاحتجاجات من المطالبة بإلغاء القرار إلى المناداة بإسقاط النظام ككل، ووجه المحتجون غضبهم نحو أطراف الطبقة السياسية كافة في لبنان.
بيان الجماعة
وفي محاولة من «الجماعة الإسلامية» فرع الإخوان في لبنان، الركوب على التظاهرات أصدرت بيانًا على صفحتها الرسمية، تشيد فيه بالتظاهرات وتدعو الحكومة للرضوخ لمطالب الشعب.
وتصفق جماعة الإخوان لأي تحركات في الشارع لأنها لا تعود إلا من خلال الفوضى؛ لذلك تصفق وتحاول استغلال الموقف لصالحها، على غرار الجزائر أو تونس أو السودان أو مصر أو ليبيا.
وفي المقابل أبدى بعض المتظاهرين تخوفهم من تعمد بعض الأحزاب؛ لاستخدام الشارع لتخريب هذه التحركات على غرار ما حدث في تحركات عام 2015.
وأعادت هذه المجموعات التذكير بما سبق وهدد به حسن نصر الله الأمين العام لميليشيا حزب الله، برفضه إسقاط العهد (الرئاسة اللبنانية)، وأنه إذا اتخذ قرارًا بالنزول إلى الشارع فلن يتراجع قبل تحقيق ما يريده.
إضراب عام
ولن يخرج الفرد في لبنان عن التقليد السياسي ولن يستطيع تغيير البنى التقليدية؛ ما يتضح من فشل التيارات السياسية اللبنانية صاحبة الأيديولوجيات الطائفية في استقطاب الجماهير مثل الجماعة الإسلامية والتيارات اليسارية.
ودخل لبنان في إضراب عام وأغلقت جميع المصارف، منذ الجمعة 18 أكتوبر 2019، وسط دعوات عامة للمشاركة في المظاهرات بمختلف المناطق فيما بقيت المظاهرة المركزية في وسط بيروت.
وحاول كل من وزير الخارجية، جبران باسيل، ورئيس الحكومة، سعد الحريري، احتواء الموقف عبر كلمتين لهما الجمعة، لكن ما قالاه زاد من حدة الاحتجاجات التي طالبتهما بالرحيل والاستقالة.
واتفق الحريري على حزمة إصلاحات مع شركائه في الحكومة، منها خفض رواتب جميع الوزراء، وإلغاء جميع مخصصات النواب والوزراء، وإلغاء جميع الصناديق «المهجرين والجنوب والإنماء والإعمار»، ووضع سقف لرواتب ومخصصات اللجان لا يتعدى 10 ملايين ليرة لبنانية.
كما تضمنت خفض رواتب جميع المديرين العامين على ألا تتجاوز 8 ملايين ليرة، ورفع رواتب القضاة بحد أقصى 15 مليون ليرة.
وقوبلت محاولات الحريري بالرفض من المتظاهرين، في ساحة رياض الصلح المواجهة لمقر الحكومة في لبنان، وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل حكومة الحريري وجميع الأطراف السياسية المشاركة فيها.
وزن ضعيف
في تصريح لها، قالت رابحة سيف علام الباحثة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن الجماعة الإسلامية هامشية جدًا في المشهد السياسي بلبنان، وليس لها أي وزن حتى في المناطق التي تعتبر سنية 100% وزنها ضعيف جدًا.
وتابعت أنه كان لها نائب واحد وهو عماد الحوت وليس لها أي وزراء، وفقدته في الانتخابات البرلمانية 2018، لأنها لم تتمكن من تكتيل نفسها.
وأكدت «علام» أنها أبعد ما تكون من التأثير في المشهد السياسي، فعندما تصدر الأحزاب الكبيرة بيانًا في هذا الحشد الشعبي فإنها لا تؤثر، ولا يلتفت لها أحد، فكيف الحال بحزب ليس له وزن سياسي.
وأوضحت الباحثة بمركز الأهرام، أن الحراك علماني بالأساس، فالجماعات الدينية متضررة منه وليس لها حضور فيه، وأن جماعة الإخوان تحاول استغلال الوضع من أجل الظهور وأنها مع الجمهور، وإظهار حجم غير حجمها الطبيعي، وتحاول إيهام الشعب اللبناني بأنها موجودة.