على باب «طالبان».. واشنطن تبحث عن المصالحة الأفغانية والمصلحة الأمريكية
الثلاثاء 22/أكتوبر/2019 - 10:06 ص
طباعة
نهلة عبدالمنعم
تزامنًا مع الدعوات التي أطلقها الاتحاد الأوروبي بشأن استئناف المفاوضات مجددًا بين واشنطن وطالبان، أفادت شبكة «طلوع نيوز» الاخبارية، بوصول وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر إلى أفغانستان الأحد 20 أكتوبر 2019، لأول مرة منذ توليه منصبه، إضافةً إلى زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي على رأس وفد مكون من نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ووفقًا للبيان الذي أصدره مكتب بلوسي حول الزيارة، فإن الوفد قد التقى مع الرئيس أشرف غني، والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله، إلى جانب لقاءات أخرى مع قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، والسفير الأمريكي وبعض كبار الدبلوماسيين ومسؤولين في الحكومة الأفغانية وقادة المجتمع المدني.
لقاءات ومناقشات
جاء في البيان، أن الوفد تلقى إفادات من الدبلوماسيين حول جهود المصالحة مع طالبان، وناقش الوضع المعلق حول الانتخابات الرئاسية الأفغانية، والتي لم تعلن نتائجها حتى الآن، معبرًا عن أمله في الافراج عن النتائج في أقرب وقت ممكن؛ لتهدئة الأوضاع السياسية في البلاد.
بينما ناقش الوفد في لقاءات مع غني وعبدالله القضايا الأمنية، وإشكالية تحسين الحكم والتنمية الاقتصادية في أفغانستان، مع التأكيد على أهمية مكافحة الفساد الذي يهدد الأمن ويقوض قدرة الشعب الأفغاني على تحقيق مستقبل مستقر ومزدهر، مع ضرورة تمكين المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية، وفقًا لما دعت له المؤسسات المختلفة كمتغير مهم؛ لتحقيق المصالحة وجديتها، وطالب الوفد خلال لقائه بالقيادات النسائية الأفغانية بمزيد من العمل؛ لتحقيق تقدم المرأة في كل المجالات، وضمان عدم سلب حقوقها تحت قهر أي سلطة وبالأخص التعليم والثقافة.
فيما سافر الوفد إلى معسكر مورهيد للقاء قوات دعم القرار، وهنا أشادت بيلوسي وأعضاء البرلمان بشجاعة القوات الأمريكية والدبلوماسيين على الوجود ضمن الخطوط الأمامية للقتال.
إشكالية الوجود
تمتلك الولايات المتحدة حوالي 14000 جندي في أفغانستان للقيام بعمليات عسكرية لمكافحة الإرهابيين في المنطقة، وعلى هامش الزيارة صرح وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر لوكالة اسوشتيدبرس الإخبارية، أن عدد الجنود يمكن تخفيضه إلى 8600 جندي؛ لضمان استمرار مناهضة التطرف، ولكن يجب أن يتم التخفيض تزامنًا مع اتفاق سلام.
يبدو من الأحاديث السياسية التي أعقبت فشل المفاوضات بين الإدارة الأمريكية وطالبان، أن تعطيل المفاوضات لم يكن فقط من أجل عدم التزام المجموعة المتطرفة بوقف إطلاق النار واستمرارها في المعارك، وإنما وجدت واشنطن موضوعية في البقاء العسكري في أفغانستان.
وهو ما ناقشته صحيفة «LawFare» في تقرير لها في 20 أكتوبر 2019؛ إذ ذكرت أن قائد القيادة المركزية الأمريكية، فرانك ماكنزي أخبر مجلس الشيوخ في إحدى الجلسات، بأن تنظيم القاعدة لا يزال يمتلك هدفًا طويل الأمد؛ لمهاجمة الغرب والدولة الأمريكية، أي أن التهديدات الحالية بالمنطقة، ليست سببًا في بقاء القوات، وإنما التهديد المستقبلي لايدلوجية التنظيم نحو الأعداء هو ما يجعل من المنطق وفقًا للصحيفة، أن تبقى القوات الأمريكية في أفغانستان.
مستقبل المباحثات
فيما تترافق هذه الجهود مع تصريحات لمبعوث السلام الأمريكي، زلماي خليل زاد ، في لقاء مع الجنرال مارك ميللي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة حسبما أوردت شبكة طلوع نيوز، قال فيها: إن التوصل إلى تسوية سياسية في أفغانستان سيساعد على تخفيف عبء الحرب وحماية المكاسب التي تحققت بالفعل في أفغانستان، مشيرًا إلى أن التسوية السياسية في أفغانستان، ستساعد على حماية الولايات المتحدة من الإرهاب.
ومن جهته، قال الباحث في شؤون الحركات الإرهابية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على بكر في تصريح له: إن باب المفاوضات بين الطرف الأمريكي وطالبان لم يغلق بعد، مرجحًا عودة المباحثات مرة أخرى؛لحماية الجانب الأمريكي من الخسائر المادية والبشرية في البلاد.