نيويوك تايمز: أردوغان يخطط لما هو أبشع من العدوان على سوريا

الثلاثاء 22/أكتوبر/2019 - 01:25 م
طباعة نيويوك تايمز: أردوغان معاذ محمد
 
سيظل تاريخ 9 أكتوبر 2019، محفورًا في الذاكرة العربية ومرتبطا بالعدوان التركي الصارخ على شمال سوريا، وكان أن زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- أمام العالم- أنه أقدم على هذا الاحتلال؛ بهدف إنشاء ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»؛ لنقل اللاجئين السوريين في تركيا إليها، غير أن هناك عددًا من الأسباب الباطنة، والتي تتمثل في مخاوفه من حزب العمل الكردستاني، وتطوير أسلحة نووية بشكل سري.


برامج سرية

وفي تقرير لها، الأحد 20 أكتوبر 2019، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن طموحات الرئيس التركي في المنطقة، أبعد من سوريا، موضحةً أنه يريد تطوير أسلحة نووية بشكل سري، ولديه برامج سرية في هذا الشأن، مؤكدةً أن هذا يهدد استقرار المنطقة.



وشددت الصحيفة، على أن هناك مخاوف أمريكية حقيقية من وجود 50 قنبلة نووية تابعة لها في قاعدة «إنجرليك» التركية، موضحةً أن «أردوغان» لم يخف طموحه الأكبر في الحصول على القنابل النووية، خصوصًا أنه قبل أن يعطي أوامره بإطلاق العملية العسكرية لتطهير المناطق الكردية، قال في اجتماع لحزبه في سبتمبر 2019: «إن بعض الدول لديها صواريخ برؤوس نووية، لكن الغرب يصر على أنه لا يمكننا الحصول عليها، لا أستطيع أن أقبل هذا الأمر».



تهديد أردوغان بالبرنامج نووي

وأوضحت «نيويورك تايمز»، أن تهديد «أردوغان» يأخذ الآن معنى جديًّا، خصوصًا بعد أن راهنت تركيا على  قدرتها بالقيام بغزو عسكري في الشمال السوري ونجحت فيه، مستنكرةً: «إذا لم تتمكن واشنطن من منع الزعيم التركي من غزو أراضي حلفائها من الأكراد، فكيف يمكن أن تمنعه من صنع سلاح نووي وتقليد إيران في جمع التكنولوجيا للقيام بذلك؟».



ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق جون جيه هامري، والذي يدير حاليًا مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله: «إن الأتراك يقولون لسنوات إنهم سيتبعون ما تفعله إيران، ولكن هذه المرة الأوضاع مختلفة، لقد سهل أردوغان انسحاب أمريكا من المنطقة، وربما مثل الإيرانيين، عليه أن يظهر أنه على الخط، وأنه يمكن أن يحصل على السلاح النووي في أي لحظة».



ووفقًا للصحيفة، فإن «أردوغان» في طريقه لتطوير برنامج نووي أكثر تقدمًا، إلا أنه أقل بكثير مما جمعته إيران، مشيرةً إلى أن أنقرة تمتلك بالفعل برنامجًا لصنع القنابل: «رواسب اليورانيوم ومفاعلات للأبحاث، والعلاقات الغامضة مع أشهر شبكة سوداء في العالم النووي.. عبد القدير خان من باكستان، منشئ ترسانة باكستان النووية».



وإضافةً إلى ذلك تبني تركيا أول مفاعل كبير لتوليد الكهرباء بمساعدة موسكو، وتشدد «نيويورك تايمز» على أن هذا يشكل مصدرًا، خصوصًا أن «أردوغان» لم يقل كيف سيتعامل مع نفاياته النووية، والتي يمكن أن توفر الوقود لسلاح نووي.

قاعدة «إنجرليك»

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه عندما سئل «ترامب» عن سلامة القنابل النووية المحفوظة في قاعدة «إنجرليك» الجوية، قال: «نحن واثقون، ولدينا قاعدة جوية كبيرة هناك، قاعدة جوية قوية للغاية».



وحذرت «نيويورك تايمز» من الثقة في هذا الأمر، خصوصًا أن القاعدة الجوية تابعة للحكومة التركية، وإذا تدهورت العلاقات الأمريكية معها، فسيكون وصول واشنطن إلى تلك القاعدة غير مضمون.



في السياق ذاته، أوضحت الصحيفة، أن روسيا وافقت على بناء 4 مفاعلات نووية في تركيا، غير أن العملية تأخرت كثيرًا عن الموعد المحدد.



كما أنه في دراسة لمعهد العلوم والأمن الدولي بواشنطن، والمتخصص في تعقب انتشار القنبلة، عام 2017، تبين أن جهود الرئيس التركي لتعزيز السلطة ورفع مكانة بلاده الإقليمية، تزيد من خطر سعي أنقرة للحصول على قدرات أسلحة نووية.

عبد القدير خان

وشددت «نيويورك تايمز» على أن هناك تقارير سلطت الضور على ارتباط تركيا بشبكة العالم النووي عبد القدير خان، منشئ ترسانة باكستان، والعقل المدبر لأكبر حلقة انتشار نووي غير مشروع في التاريخ، والذي باع معدات وتصميمات أساسية لإيران وليبيا وكوريا الشمالية، مشيرةً إلى أنه يُعتقد أَن أنقرة ستكون الطرف الرابع.



وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه من الواضح أن تركيا لديها طموحات لتطوير برنامجها للأسلحة النووية، ووجدت شريكًا في ذلك، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي سافر إلى أنقرة في أبريل 2018؛ ليعطي إشارته  بالبدء الرسمي في بناء محطة نووية بقيمة 20 مليار دولار هناك.

شارك