عودة المفاوضات بين «واشنطن وطالبان».. وزير دفاع أمريكا في أفغانستان للمرة الأولى
الثلاثاء 22/أكتوبر/2019 - 02:54 م
طباعة
معاذ محمد
بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف المحادثات مع حركة طالبان والرئيس الأفغاني أشرف غني، في 8 سبتمبر 2019، على خلفية هجوم دامٍ وقع في «كابول» وتبنته الحركة، أفادت بعض التقارير خلال الأيام الحالية أن وفدًا منهم التقى بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد.
حركة طالبان تواصل التعاون مع «القاعدة»
ونشر موقع صوت أمريكا، الأحد 20 أكتوبر 2019، تقريرًا بعنوان: «حركة طالبان الأفغانية تواصل العمل عن كثب مع تنظيم القاعدة في أفغانستان».
وقال الموقع، إن بعض التقارير أفادت أن وفدًا من حركة طالبان التقي في وقت سابق من الشهر الجاري، زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، من أجل المصالحة في كابول، خلال زيارة للحركة إلى إسلام أباد للقاء مسؤولين باكستانيين.
وأشار الموقع، إلى أن هذا الاتصال كان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة ومتمردي طالبان، منذ أن ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات السلام مع المتمردين في 8 سبتمبر 2019، عقب هجوم كابول.
وقال مسؤول باكستاني، تحدث، شريطة عدم الكشف عن هويته، لـ«رويترز»: إن باكستان لعبت دورًا كبيرًا في ذلك لإقناع طالبان بمدى أهمية الاجتماع للسلام، موضحًا أن الاجتماع كان بمثابة إجراء لبناء الثقة بين الجانبين، ولم يتضمن مفاوضات رسمية.
وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية، رفضت التعليق على لقاء «خليل زاد» بوفد حركة طالبان، فإن مسؤولًا أمريكيًّا صرح لوكالة «رويترز»، بأنه التقى مسؤولين باكستانيين لإجراء مشاورات، غير أن محادثات السلام لم تستأنف.
وأشار الموقع، إلى أنه على الرغم من تأكيدات حركة طالبان بأنها لن تسمح للجماعات الإرهابية الأجنبية بالعمل في أفغانستان، فإنه يبدو أنها مرتبطة بـ«تنظيم القاعدة».
ونقل الموقع عن فواز أمان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، قوله: إن «طالبان والقاعدة» يواصلان الحفاظ على العلاقات على مختلف المستويات، مضيفًا: «يبدو أن علاقتهم لا تزال ثابتة».
وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع، على أن باكستان متهمة بتوفير ملاذ آمن للمسلحين، الذين لهم علاقة وثيقة بتنظيم القاعدة في أفغانستان.
وفي تصريح لـ«صوت أمريكا»، اتهم باحث في مجلس الأطلسي بواشنطن، تنظيم القاعدة بتواصل الاستثمار في حركة طالبان، وخصوصًا المتشددين منهم، مؤكدًا أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن بعض أعضاء الحركة لا يستطيعون التمييز بين أهدافهم وأهداف التنظيم، خصوصًا أن الجانبين يعتمدان على التكتيكات والموارد والخبرات والقوى العاملة المشتركة.
خرق الاتفاق
قبل إعلان «ترامب» وقف المحادثات مع «طالبان»، أجرى الجانبان تسع جولات من المحادثات المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، وكانا على وشك إبرام اتفاق يقضي على النزاعات الممتدة منذ 18 عامًا.
وناقش الاتفاق بعض قضايا رئيسية تفاوض عليها الجانبان، والتي كان منها «ضمان من مقاتلي طالبان بعدم السماح للمتشددين الأجانب باستخدام أفغانستان كملاذ آمن لشن هجمات إرهابية خارج البلاد، والانسحاب الكامل للولايات المتحدة وقوات الناتو من أفغانستان، ووقف دائم لإطلاق النار في البلاد».
عودة المفاوضات
وكان وفد من حركة «طالبان»، برئاسة الملا عبدالغني بارادار، أحد مؤسسي الحركة، وافق في 2 أكتوبر 2019، على لقاء المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد، للمصالحة في أفغانستان.
وذكرت قناة «جيو نيوز» الباكستانية آنذاك، أنه من المقرر أن يصل وفد رفيع المستوى إلى إسلام أباد في وقت لاحق من اليوم ذاته، ومن المحتمل أن يلتقي المبعوث الأمريكي خليل زاد الذي وصل إلى باكستان.
وجاءت الزيارة في إطار جولة للحركة شملت روسيا والصين وإيران، في محاولة لإحياء اتفاق سلام مع الولايات المتحدة الأمريكية بدا وشيكًا قبل قرار «ترامب» وقف المحادثات.
ومنذ 2 أكتوبر 2019 لم تصدر أي بيانات رسمية عن تفاصيل لقاء حركة طالبان بالمبعوث الأمريكي، وهل تم بالفعل أم لا، غير أن وزير دفاع الولايات المتحدة مارك إسبر، وصل الأحد 20 أكتوبر إلى أفغانستان، في محاولة لإعادة المحادثات مع الحركة، بحسب وكالة رويترز.
وبحسب رويترز، تأتي زيارة «إسبر» لأفغانستان وسط شكوك حول مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها، بعد سحبها المفاجئ لقواتها من شمال شرق سوريا، ورغبة ترامب منذ فترة طويلة في الخروج من الالتزامات الدولية.
وقال «إسبر» للصحفيين المسافرين معه إلى أفغانستان: إن «الهدف ما زال هو التوصل إلى اتفاق سلام في وقت ما، الاتفاق السياسي هو أفضل سبيل للمضي قدمًا»، مضيفًا: «آمل أن نتمكن من المضي قدمًا ونتوصل إلى اتفاق سياسي يحقق غاياتنا ويحقق الأهداف التي نسعى إليها».
وتعد زيارة «إسبر» لأفغانستان هي الأولى منذ توليه منصب وزير الدفاع الأمريكي في 24 يوليو 2019، وبحسب مسؤولي حلف شمال الأطلسي «الناتو» في تصريحات الأحد 20 أكتوبر، فإن الزيارة غير معلنة.
وكان الرئيس الأمريكي أوقف المحادثات مع «طالبان» والتي تهدف إلى التوصل لاتفاق على سحب قوات أمريكية وقوات أجنبية أخرى مقابل ضمانات أمنية من الحركة، في 8 سبتمبر 2019، بعد أن أعلنت الأخيرة تفجيرًا في كابول أودى بحياة 12 شخصًا منهم جندي أمريكي.
وزادت الولايات المتحدة وتيرة عملياتها ضد المتشددين في أفغانستان، منذ انسحاب «ترامب» من المحادثات مع طالبان، وشنت العديد من الغارات الجوية والتي خلفت العديد من القتلى في صفوف مسلحي حركة طالبان.