بمسيرات حاشدة.. السودانيون يُفشلون مخططات «الإخوان» للعودة للمشهد السياسي
الثلاثاء 22/أكتوبر/2019 - 08:18 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
أحبط آلاف السودانيين، محاولات الإخوان للعودة للمشهد السياسي من جديد؛ إذ نظموا مسيرات حاشدة في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن، الإثنين الموافق 21 أكتوبر، مرددين هتافات تدعو لاجتثاث عناصر الجماعة من مؤسسات الدولة.
وانطلقت المسيرات في مناطق متفرقة من مدن العاصمة الثلاث «الخرطوم وأم درمان وبحري» دون أن تتعرض لها القوات السودانية، كما توجه الآلاف إلى مقر مجلس الوزراء، وساحة الحرية بالخرطوم، وميدان الأهلية بمدينة أم درمان، مرددة شعارات تدعو لاستكمال الثورة.
كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب بحل «حزب المؤتمر الوطني» (حزب الرئيس المعزول عمر البشير)، فضلًا عن محاسبة أعضائه المتورطين في جرائم قتل وفساد خلال الـ30 عامًا الماضية.
ورددت المسيرات شعارات تدعو لاقتلاع عناصر الإخوان من مؤسسات الدولة، ومحاسبة المسؤولين عن فض الاعتصام من أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم في يونيو الماضي.
إشعال الموقف
في المقابل حاولت جماعة الإخوان العودة للمشهد السياسي في السودان من جديد؛ إذ أطلقت دعوات لتسيير مظاهرات نحو قيادة الجيش تحت مسمى «تصحيح مسار الثورة»، ما دعا السلطات لإغلاق طرق وجسور رئيسية مؤدية لمقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وفي سياق متصل شن نشطاء حملة توعية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكشف مخطط الإخوان؛ وهو ما دفع بعض الأحزاب الإخوانية للتبرؤ من دعوة الاحتجاج أمام قيادة الجيش بالخرطوم، ومن بين تلك الأحزاب «المؤتمر الوطني»؛ إذ صرح رئيسه إبراهيم غندور بأنه لم يوجه بالمشاركة في أى تظاهرات ضد الجيش.
وعلى صعيد متصل لاتزال بعض الجماعات الإخوانية تجاهر بتأييد هذه المخططات ودعت للمشاركة الفاعلة فيها، ومنها ما يعرف بتنظيم «تيار نصرة الشريعة والقانون» الذي يقوده الإرهابي المؤيد لتنظيم "داعش" محمد علي الجزولي، إلى جانب القيادي بحزب المؤتمر الشعبي والمتهم بنشر الإرهاب بالصومال عبر حركة الشباب "عمار السجاد".
محاولات الركوب على الثورة
ويقول الباحث المختص في الشؤون الأفريقية، محمد عزالدين إن دعاوي التظاهر أمام قيادة الجيش، من تدبير جماعة الإخوان على الرغم من نفي حزبي المؤتمر الشعبي والوطني؛ وهو ما يأتي ضمن إطار محاولات عمل ثورة مضادة، تهدف لإرباك الوضع السياسي والعودة إلى سدة الحكم مرة أخرى.
وتابع «عزالدين» في تصريح لـه قائلًا: إن المخطط الإخواني يدعو للتجمهر أمام قيادة الجيش في الخرطوم استغلالًا لذكرى انتفاضة أكتوبر؛ من أجل توفير غطاء لانقلاب عسكري، مؤكدًا أن وعي الشعب السوداني تمكن من فضح هذا المخطط، ومرت المسيرات على خير، وبالتالي فأي نداء للتظاهر يصدر من جهة غير تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير لا قيمة له، ولن يجد أي استجابة.
واعتبر أن المحاولات الإخوانية؛ تأتى بهدف الركوب على الثورة وإرباك المشهد، وإشعال الأوضاع من خلال حالات عنف قد تحدث أثناء الاحتجاجات؛ ليظهر السودان فى وضع غير مستقر، حتى يعدل المستثمرون الأجانب عن العمل في البلاد.
ولفت الباحث في الشؤون الأفريقية إلى أن الحملات التي يقودها فلول الإخوان على الحكومة الانتقالية، من على منابر المساجد هذه الأيام، وتكفير بعض وزرائها؛ تأتى فى سياق محاولات إثارة الفوضى وتأليب الشعب السوداني على حكومته.