«تيك توك» في مواجهة فيديوهات «داعش» ونسائه

الثلاثاء 22/أكتوبر/2019 - 09:33 م
طباعة «تيك توك» في مواجهة نهلة عبدالمنعم
 
قام مسؤولو منصة تيك توك «Tik Tok» الإلكترونية بحذف مقاطع فيديو بثتها عناصر «داعش» للترويج لأنشطة التنظيم الإرهابي.
وأشارت صحيفة «صن» البريطانية الثلاثاء 22 أكتوبر في تقرير لها إلى أن التنظيم الإرهابي اتجه لتغيير المواقع الإلكترونية التي حظت مؤخرًا برقابة صارمة ضد المحتوى المتطرف مثل «فيس بوك» و«تويتر»، ولذلك اتجه تجاه «تيك توك» وهو موقع فيديوهات مصورة تأسس سبتمبر 2016.
واكتشف المسؤولون عن إدارة المنصة وجود فيديوهات متعددة تحتوي على دعاية غنائية للتنظيم ومقاطع أخرى تحتوي على فيديوهات لرجال ملثمين يحملون الأسلحة في الشوراع، مع دعوة الشباب للالتحاق بهم والترويج لأهداف مغلوطة حول المنظور الداعشي للدين، استغلالًا لصغر سن رواد هذا التطبيق، وهو الأمر الذي أثبتته عدة بحوث تسويقية أشارت إلى أن غالبية جمهور المنصة من صغار السن والمراهقين.
وبناء عليه، استغل "داعش" الأمر لجذب الأطفال وصغار السن، من خلال نشر المقاطع بشكل مكثف، والتي تزعم أغلبها عودة التنظيم أقوى من قبل لمحاولة حشد عناصر جديدة وإعادة ترتيب الصفوف.
وكانت الأغاني التي تظهر في مقاطع الفيديوهات تغنى باللغة العربية، وتتعهد بالولاء للتنظيم مع التفاخر في الاستعداد للموت من أجله والعمل لتنفيذ أوامر زعيمه «أبوبكر البغدادي»، ولذلك حذرت الصحيفة من أن مقاطع الفيديو كانت محاولة لغسل أدمغة الشباب وتعبئتهم وجدانيًا بمشاعر ومفاهيم ملتبسة حول حقيقة الصراعات والمعارك في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت إليزابيث جيندال، الباحثة في التطرف بجامعة اكسفورد، أن الأغاني على إيقاعات رنانة تجذب الشباب كما أنها طريقة لافتة لنشر أيديولوجية التنظيم وجعلها لاصقة في الوعي الجمعي لمستخدمي التطبيق، وهو ما ظهر في إحدى رسائل المتطرفين، والذي قال إن أغنيته هي رسالة إلى العالم.
وفي بيان رسمي، ذكر متحدث باسم "تيك توك" أن المنصة لا تشجع أبدًا المحتوى المتطرف وتحرص على إزالته على الفور، مؤكدًا أن الشركة تطور باستمرار عناصر تحكم أقوى لاكتشاف النشاط المشبوه بشكل استباقي؛ إذ يعد هذا تحديًا معقدًا على مستوى الصناعة من قبل الجهات الفاعلة السيئة التي تسعى بنشاط للتحايل على تدابير الحماية، لكنَّ لدى المنصة فريقًا مكرسًا للحماية القوية من السلوك الضار.
ولفتت صحيفة «صن» إلى أن الشركة اكتشفت أيضًا نحو 24 حسابًا مرتبطًا بـ"داعش" ينشر الدعاية والحماس للانضمام للتنظيم إلى جانب أغنيات ومقاطع للنساء اللائي أطلقن على أنفسهن لقب «المفتخرات بالجهاد»، وظهرت النساء باللباس الأسود الكامل والوجه المغطى وهن يحملن السلاح ويتغنين بفضل الانتماء للجماعة.
من جهته قال أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، في تصريحات صحفية إن "داعش" استفاد بشكل كبير من التكنولوجيا الحديثة والطفرة المعلوماتية وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي والتي استغلها بشكل كبير في الترويج لنشاطه.
ولفت الباحث إلى أن الجماعات الإرهابية لم تستخدم فقط المواقع التقليدية للتواصل الاجتماعي لنشر الدعاية الخاصة بها وإنما استغلت أيضًا المواقع المظلمة أو ما يسمى «dark web» لإتاحة فرصة لعناصرها للتواصل في الخفاء.

شارك