من دير الزور.. قسد تستأنف عملياتها ضد داعش رغم العدوان التركي
الثلاثاء 22/أكتوبر/2019 - 10:31 م
طباعة
سارة رشاد
مع تصاعد التخوفات الدولية والإقليمية من عودة تنظيم داعش إلى سوريا، عقب العدوان العسكري التركي على سوريا، وإعلان قسد «قوات سوريا الديمقراطية» تعليقها- مرغمة- لعمليتها ضد «داعش»؛ بسبب انشغالها بصد الهجوم التركي، قررت قسد، استئناف عملياتها ضد خلايا داعش سوريا بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
الدور الأمريكي
وأعلن قائد «قسد»، مظلوم عبدي، عودة العمليات بمدينة دير الزور، قائلًا: « قواتنا تعمل هناك مع قوات التحالف».
وجدد عبدي مطالبته بضرورة بقاء القوات الأمريكية، مضيفًا: «نريد أن يكون هناك دور لأمريكا في سوريا، لا أن يتفرد الروس والآخرون بالساحة».
وتابع: «من مصلحتنا أن تبقى القوات الأمريكية هنا؛ ليستمر التوازن في سوريا».
وتتزامن هذا التصريحات مع تنفيذ أمريكا لقرارها بسحب قواتها من سوريا بالفعل، وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أمس الأحد: إن بلاده ستنقل نحو ألف جندي أمريكي مقرر سحبهم من سوريا إلى غرب العراق، وذلك في تصريح صحفي له، على متن طائرته أثناء مغادرته الولايات المتحدة، متوجهًا في زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط.
ولفت الوزير الأمريكي إلى أن عملية نقل الجنود ستستغرق أسابيع، دون أن يعطي موعدًا محددًا لتاريخ عملية النقل، مؤكداً أن القوات المتوقع نقلها إلى العراق، ستواصل عملية مكافحة تنظيم «داعش».
وتعتبر «قسد» أكثر الأطراف ضرارًا من الانسحاب الأمريكي؛ إذ يعني ذلك تركها أمام تركيا بلا حماية.
الرد الكردي
وتعمدت قسد تعليق عملياتها ضد داعش مع بداية العدوان التركي؛ لإجبار المجتمع الدولي على الضغط على تركيا لوقف عمليتها.
ولم تكتف بذلك؛ إذ عكفت على نشر مقاطع فيديو حديثة لعناصر متشددة قالت: إنهم دواعش، وهم يتوعدون بالقضاء على أي كردي.
وتسببت هذه الفيديوهات في إثارة الرعب بالقارة الأوروبية، ودفعها لرفض العدوان جملةً وتفصبلًا، وبالفعل كان الموقف الفرنسي الذي حذر من عودة داعش، وطالب بإيجاد وسيلة للضغط على تركيا لوقف عمليتها فورًا.
كم تعد قسد أبرز الفاعلين في القضاء على داعش، وتتعامل معها أمريكا على إنها «أي قسد» شرطي المنطقة الذي يحول دون نشاط خلايا التنظيم.
وبإعلان عودة العمليات مرةً آخرى بعد تعليقها ضد داعش، هل تتبدد السبل أمام التنظيم الإرهابي الذي هيأ نفسه فيبضعة أيام للعودة من جديد؟
يجيب عن ذلك الباحث السياسي، محمد فرّاج أبو النور، الذي يشكك في كون استئناف العمليات سيبدد حلم داعش بالعودة.
ولفت إلى أن احتمالات عودة داعش الأخيرة، كانت تقف وراءها تركيا، ومن ثم فالأزمة ليست في داعش بل في تركيا التي تريد لهذا التنظيم العودة لتمرير مصالحها.
وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات احتياطية؛ للحيلولة دون استعادة التنظيم عافيته، كأن تنفذ ضد خلاياه عمليات استباقية لمنع شن هجمات.
وبدوره حذر الباحث السياسي بمركز الشؤون الاستراتيجية والدولية بريان كاتز، ووزير الدفاع الأمريكي السابق مايكل كاربنتر، من عودة تنظيم «داعش» الإرهابي إلى الساحة مُجددًا في ظل الهجوم العسكري التركي على الشمال السوري.
واستعرض في تقرير حديث نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية التغيرات التي أحدثها العدوان التركي وتمهد لعودة التنظيم الإرهابي؛ إذ قال: إن «داعش» يتمتع بمرونة تجعله قادرًا على انتهاز الفرصة لتنظيم صفوفه.
ولفت إلى أن انشغال قوات قسد بالتصدي لتركيا، مع انسحاب القوات الأمريكية يعني أن العقبات المانعة لعودة «داعش» قد زالت.