تحذيرات من قتل الملالي للمتظاهرين في لبنان كما حدث في العراق
الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 10:33 ص
طباعة
روبير الفارس
عندما تناقلت وکالات الانباء ووسائل الاعلام نبأ قيام النظام الإيراني وعن طريق القناصين الذين کانوا يتواجدون على سطوح الابنية المطلة على المنتفضين العراقيين بقتل مالايقل عن 160 فردا منهم، فقد کان ذلك رسالة واضحة المعالم للعالم کله تروي الجانب والوجه الحقيقي لدور هذا النظام الدموي في العراق وتثبت بأن عملاءه ومرتزقته من مليشيات عقائدية وارهابية هم الذين يديرون الامور ويوجهونها في هذا البلد وإن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية لايمکن لها أن تفعل أي شئ أمام عصابات القتلة المسيرين بأمر خامنئي والارهابي قاسم سليماني. لذلك توقعت المعارضة الايرانية الدكتورة مريم رجوي ان يتكرر نفس الامر في لبنان خاصة بعد قيام محاولات لحزب الله وحركة امل لاختراق المظاهرات وحذرت رجوي من هذه المؤمرات في تقرير لها كتبت فيه ان الانتفضة اللبنانية مستمرة ، حيث تدفق نحو 2 مليون شخص إلى الشوارع في بيروت وغيرها من المدن اللبنانية. ويطالب المنتفضون بسقوط النظام الحاكم. كما أنهم يعبرون عن غضبهم واستيائهم من دُمى نظام الملالي الحاكمين في إيران في لبنان ويدعون إلى استمرار الإضراب ووقف جميع الأنشطة للضغط على الحكومة الحالية لإجبارها على الاستقالة.
ومن المؤسف أن لبنان الآن سقطت إلى الهاوية جراء ما تسبب فيه حزب الشيطان (حزب الله) - النسخة البديلة لنظام الملالي الإيراني في لبنان - من تخريب ودمار، وانتشار العديد من الممارسات الفاسدة من تهريب المخدرات حتى البطالة والرشوة والفساد الاقتصادي والإرهاب، وغير ذلك. بيد أن الشعب اللبناني، بما في ذلك أتباع جميع الأديان وخاصة الشيعة - الأكثر عرضة لعدوانية حزب الشيطان - انتفض لإنقاذ بلاده.
وقالت رجوي إن ما يحدث في لبنان يتميز بأنه يحمل الخصائص الرئيسية للانتفاضة. ففي المقام الأول، نجد فيها مشاركة جميع فئات الشعب من الطلاب والعمال والموظفين وجميع الطبقات من المناطق الحضرية وحتى القرويين. إن تدفق 2 مليون إلى الشوارع في لبنان التي يبلغ عدد سكانها 6 مليون له دلالة كبيرة.
ثانياً، مطالب الشعب وشعاراته عقلانية وجذرية، ولا يوجد بينهم من ينتمي إلى أي حزب من الأحزاب والجماعات السياسية المعروفة ، ويرفضون حتى الآن جميع الخطط والاقتراحات الإصلاحية ويدعون إلى التخلص من نظام المحاصصة الدينية والطائفية، الذي يقف عائقًا في طريق الديمقراطية والتنمية في لبنان. لقد مهد هذا النظام المعيوب الأرضية المناسبة لزيادة تدخل نظام الملالي في لبنان والتأثير فيها، ومكن نظام الملالي المجرم من تحويل لبنان إلى أرض صيد خاصة به من خلال حصان طروادة حزب الشيطان اللبناني. لكن ظهر جيل الآن في لبنان وانتفض لطوي صفحة النظام الطائفي الفاسد ومفرق المجتمع اللبناني بالتصنيف الديني، في لبنان. ولكي يجعل التنوع القومي والديني في لبنان ليس سببًا في التفرقة والتشتت، بل دافعًا للنمو والازدهار. هذا وقد أدت ميزات انتفاضة الشعب اللبناني وعمقها وانتشارها إلى أن يعتبر بعض مراقبي الأوضاع أن ما يحدث حاليًا في هذه الدولة التي تقع ضمن بلدان البحر المتوسط، ما هو إلا ثورة عظيمة لها شأنها.
واضافت مريم قائلة إن تزامن الانتفاضة اللبنانية والانتفاضة العراقية ليس من باب الصدفة، ولا يمكن لنا أن نتجاهل تأثير انتفاضة الشعب العراقي الدموية على الشعب اللبناني خاصة وأن الهدف من كلتا الانتفاضتين هو الإطاحة بسلطة نظام الملالي وإسقاط النظام الذي يقع تحت حمايتها. والجدير بالذكر أن ردود أفعال نظام الملالي تجاه هذه الانتفاضة - وأغلبها في مجال الدعاية حتى الآن – تدل بوضوح على أن الملالي يشعرون بالرعب من تعرض نفوذهم وموطئ قدمهم في لبنان للخطر؛ ونهضوا للنضال من أجل إحباطها وإبعاد خطرها. خاصة وأن حزب الشيطان يتمتع بمكانة خاصة وفريدة لدى الولي الفقيه المتطرف والمنظرين في ولاية الفقيه حيث يعتبرونه "العمق الاستراتيجي" لنظام الملالي. نظرًا لأن نظام الملالي استعان بحزب الشيطان وقتلة البشر التابعين له في تنفيذ العديد من الاغتيالات والأعمال الإرهابية خارج إيران؛ التي توخى الحذر في أن يترك بصماته فيها؛ بدءًا من جريمة "ميكونوس" في برلين حتى انفجار "أميا" في بوينس آيرس وما شابه ذلك من ممارسات إجرامية. بالإضافة إلى ذلك، كان حزب الشيطان مستعدًا دائمًا - وقتما يحتاج نظام الملالي - لإشعال الحرب في تلك المنطقة التي يحتمل أن تكون حرجة بقصف الصواريخ واستفزازاته، نظرًا للسخاء الوافر وما يحصل عليه من هدايا من نظام الملالي الإيراني من جيوب الفقراء الإيرانيين. هذا ويدفع الشعب اللبناني ثمنًا باهظًا لسنوات عديدة جراء المغامرات الإجرامية التي ينفذها حزب الشيطان اللبناني.
وعلى الرغم من أوجه التشابه المشار إليها بين لبنان والعراق، إلا أن نظام الملالي عاجز عن إحباط انتفاضة الشعب اللبناني مثلما فعل في العراق؛ نظرًا لاختلاف الخصائص السياسية والاجتماعية بين البلدين. ففي العراق كان حرس الملالي بقيادة قاسم سليماني يطلق النار ويقتل المنتفضين العراقيين، لكن في لبنان، ليس لدى نظام الملالي مثل هذه الفرصة والإمكانية، مما يضفي مشهدًا مشرقًا لتقدم انتفاضة الشعب اللبناني.
ولجأ نظام الملالي الإيراني في إعلامة الرسمي - مثل النهج الذي اتبعه في مواجهة الانتفاضة العراقية - إلى التقليل من انتفاضة الشعب اللبناني في بداية الأمر، واعتبرهم متفرقين وأنها مرحلة طارئة وأن "الابتزازات الأجنبية" عبر الفضاء الإلكتروني هي التي تحرضهم على الانتفاضة. كما تحاول الآلة الدعائية التابعة للنظام التعمية على غضب الشعب اللبناني من حزب الشيطان وقائده وغيره من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين بطريقة سخيفة. من بين ذلك كتبت صحيفة "جوان" المنتمية لحرس الملالي، في 21 أكتوبر :" إن حكومة الحريري، التي كانت تدار بشكل سيء لسنوات عديدة، لم تسمح بالعمل الجاد لتوحيد حركة المقاومة وحلفائها، وهي نفسها من بين المتسببين في هذا الوضع، وقدمت خطة للإصلاح بدعم من فرنسا وأمريكا، ركزت فيها على مجالات مهمة مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية بحجة ضرورة الخصخصة، وهذا الأمر يعتبر، على وجه الخصوص، محاولة لإلغاء هيمنة حزب الشيطان على المعلومات . والجدير بالذكر أن حزب الشيطان كان يتولى الإشراف على الاتصالات السلكية واللاسلكية لسنوات عديدة بموجب اتفاق الطائف.
إن اعتراف الصحيفة الحكومية المذكورة بهيمنة حزب الشيطان اللبناني على الاتصالات السلكية واللاسلكية من خلال إسناد وزارة الاتصالات اللبنانية له، لأمر يستحق التفكير فيه. ولكن من اللافت للنظر أن شرارة الثورة قد اندلعت بسبب أداء هذه الوزارة التي سعت إلى فرض ضريبة جديدة على الاتصالات عبر الإنترنت.
وهكذا، دقت الانتفاضة اللبنانية ناقوس الخطر الثاني بعد الانتفاضة العراقية؛ لنظام ولاية الملالي الآيل للسقوط، ووجهت رسالة مفادها أن شعوب المنطقة أصبحت تدرك أن تحررها من الفساد والخراب وفتح الطريق نحو حريتهم وتقدمهم مرهون بقطع سواعد الأخطبوط الرجعي والأصولية والإرهاب الذي تجسد في العراق في صورة "الحشد الشبعي" و "نوري المالكي" وأمثالهم، وتجسد في لبنان في صورة " حزب الشيطان اللبناني" و "حسن نصر الله". إلا أن رأس هذا الأخطبوط الإجرامي الفاسد موجود في طهران، وسحق هذا الرأس بالحجارة يقع على عاتق الشعب الإيراني البطل و معاقل الانتفاضة.