أنقرة ومقديشو.. علاقة خفية تظهر بعد انسحاب «إميصوم» من الصومال
الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 01:04 م
طباعة
أحمد عادل
في إطار تعميق العلاقات العسكرية بين الجانبين الصومالي والتركي، سعت الحكومة الصومالية إلى الحصول على دعم عسكري من أنقرة؛ لمواجهة إرهاب حركة شباب وتنظيم داعش الإرهابي.
ونشرت الصحيفة الكينية الأسبوعية، «The EastAfrican»، تقريرًا لها عن دخول الصومال في مفاوضات جادة مع تركيا وإريتريا؛ لزيادة القواعد العسكرية الخاصة بهم، وتزويدهم بالمعدات اللازمة للحرب ضد حركة شباب المجاهدين، في مهمة مستقبلية، تبدأ بعد انسحاب جنود قوات حفظ السلام الإفريقي المعروفة بـ«إميصوم»، في عام 2021.
وأشارت الصحيفة، إلى أن، نشر القوات التركية في الصومال، لا يمكن أن يتم إلا بموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يدرك أن قوات الأمن الصومالية تفتقر إلى القدرة على مواجهة الإرهاب وحدها.
على جانب آخر، قال السفير التركي في كينيا، أحمد جميل ميرغلو: إنه ليس لديه علم- بصفة رسمية- بشأن هذه المشاورات، لكنه لم ينف في الوقت ذاته تحسن علاقة بلاده بالصومال وإريتريا.
تقوم إميصوم حاليًا بتطبيق النسخة الزرقاء للعمليات الجديدة، والتي ستشهد إعادة تشكيل العديد من قواعد العمليات الأمامية، وإغلاق بعضها الآخر، مع انخفاض أعداد قوات حفظ السلام.
يذكر أنه في مايو 2019، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار تدعمه بريطانيا؛ لخفض عدد قوات حفظ السلام على الأرض إلى 1926عسكريًّا، وتستعد إميصوم للمغادرة بحلول عام 2021 ، بعد ظهور شعور جديد بين الصوماليين العاديين، بأن وجود إميصوم، يؤجج تجدد حركة الشباب.
عبد العزيز علي إبراهيم زيلديبان ، المستشار السابق لوزارة الأمن الداخلي في الحكومة الفيدرالية الصومالية ، أخبر صحيفة إيست أفريكان أن أميصوم لا يمكنها البقاء في الصومال إلى الأبد وأن المهمة تحولت الى تحقيق مكاسب اقتصادية للبلدان المساهمة بقوات، وللمنظمات غير الحكومية العاملة في البلاد.
وقال إن انسحاب إميصوم يمكن أن يقلل من أسباب حركة الشباب لمحاربة مقديشو وشن هجمات إرهابية في الصومال والبلدان المجاورة.
ومع ذلك ، قال إنه على الرغم من أن انعدام ثقة الناس بالحكومة يشكل عائقًا أمام كسب الحرب على الإرهاب ، فإن انسحاب إميصوم من دون جيش مدرب ومنضبط من المرجح أن يشهد عودة حرب العشائر مع تحول الجنود إلى ميليشيات عشائرية.
ومن جانبه، يري محمد ربيع الديهي، الباحث في الشأن التركي، أنه سبب لجوء الصومال، إلى تركيا يكشف العلاقة الخفية بين أنقرة ومقديشو، ويأتي هذا في نفس الوقت الذي رفض فيها الصومال بيان الجامعة العربية حول الانتهاك التركي للأرضي السورية، مؤكدًا أن أردوغان استغل الأوضاع السياسية في تركيا عام 2011، وزار رجب طيب أردوغان مقديشو عام 2011، إضافة الى تقديم تركيا المساعدات الإنسانية أثناء المجاعة التي ضربت الصومال في هذه الفترة، ويأتي الاهتمام التركي بالصومال في إطار للأهمية الجيوسياسية للصومال.
وأفاد ربيع أنه منذ ذلك التاريخ تجري الدولتان محادثات دورية رفيعة المستوى، وتتبادلان البعثات، وتتعاونان في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة، وبدأت تركيا في استغلال تلك العلاقات بنشر اللغة التركية في مقديشو؛ حيث بدأ الصوماليون بتعلم اللغة التركية، التي أصبحت تدريجيًّا إحدى اللغات الثانية، بجانب العربية والإنجليزية؛ ما سهل وجود ولاءات لتركيا في الداخل الصومالي؛ حيث تقدم أنقرة العديد من المنح الدراسة للطلاب في الصومال.
وأضاف الباحث في الشأن التركي، أن لأنقرة حضورًا عسكريًّا بالفعل في الصومال من خلال القواعد العسكرية؛ حيث افتتح أنقرة في سبتمبر 2017، قاعدة عسكرية كبيرة بجنوب العاصمة مقديشو، وتعد هذه القاعدة «التي تضم ثلاث مدارس عسكرية بجانب منشآت أخرى»، أكبر معسكر تركي للتدريب العسكري خارج تركيا، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والصومال حوالي 100 مليون دولار حتى العام 2017 فقط.