البوصلة المفقودة.. مخاوف في الكونجرس بعد الانسحاب الأمريكي

الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 01:07 م
طباعة البوصلة المفقودة.. أحمد سلطان
 
قبل اندلاع العدوان التركي على الأراضي السورية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من مناطق السيطرة الكردية «على الحدود السورية التركية!»، فعقب هذا الانسحاب، توغلت القوات التركية داخل الأراضي السورية، ضمن حملة عسكرية ضد القوات الكردية «قسد».

وخلال الأيام الماضية، حذر مسؤولون في الكونجرس والاستخبارات الأمريكية، من أن الانسحاب الأمريكي من سوريا، قد يؤدي إلى انهيار شبكة الاستخبارات البشرية التي بنتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية، خلال سنوات الحرب على داعش.

وبحسب صحيفة Military times المتخصصة في شؤون الأمن القومي والاستخبارات، فإن انسحاب القوات البرية الأمريكية، مع ازدحام المجال الجوي فوق سوريا؛ بسبب تعدد الجهات المشاركة في الطلعات الجوية فوق سوريا، يهددان بتقليل عدد الطلعات الجوية المخصصة؛ لمراقبة واستهداف خلايا تنظيم داعش، وبالتالي عودة التنظيم الإرهابي من جديد.

ووفقًا لمسؤول عسكري أمريكي كبير، خدم سابقًا في أفغانستان، فإن انهيار شبكة الاستخبارات البشرية، وتقليل عدد الطلعات البشرية ، سيؤديان إلى انخفاض حجم المعلومات عن التنظيمات الإرهابية، وبالتالي سيكون ذلك بابًا مفتوحًا لعودة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

وحتى الآن، رفض مسؤولو الاستخبارات العسكرية الأمريكية الكشف عن حجم المعلومات الاستخبارية المتبادلة بين تركيا والولايات، وذلك عقب الهجوم التركي على الأراضي السورية.

وذكرت صحيفة دير شبيجل، أن تركيا لم تعد تحصل على معلومات استخباراتية عن الحرب ضد داعش من قوات التحالف الدولي، موضحةً أن ذلك بدأ منذ 9 أكتوبر الجاري، تزامنًا مع بداية العملية العسكرية التركية في سوريا. 

وأوضحت صحيفة زمان التركية، أن سبب القرار هو خوف دول التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة من احتمالية استخدام الجيش التركي للبيانات، التي تجمع عبر الطائرات والأقمار الصناعية، والطائرات بدون طيار، في العملية العسكرية ضد القوات الكردية.

من جانبه، قال السيناتور الأمريكي جاك ريد، إنه ينبغي على الولايات المتحدة مواصلة الطلعات الجوية الاستخبارية؛ لتعويض النقص المعلوماتي الحاصل؛ نتيجة انهيار شبكة المعلومات البشرية التي كانت توفرها المصادر التي تم تجنيدها بواسطة استخبارات قوات سوريا الديمقراطية «قسد».

وأشارت مديرة الأبحاث في معهد دراسات الحرب الأمريكي «مؤسسة بحثية أمريكية غير رسمية»، إلى أن داعش انتعش في كل من سوريا والعراق، مضيفةً أن الانسحاب الأمريكي، سيحد من قدرة الطائرات بدون طيار على جمع المعلومات الاستخبارية.

وتابعت: عودة داعش ستبدأ من العراق، لكنه استفاد للغاية من الهجوم العسكري التركي على معاقل القوات الكردية، وبدأ في التوسع والانتشار ببطء.

وفي وقت سابق، أعلنت قوت سوريا الديمقراطية «قسد» إيقاف عملياتها الأمنية، ضد خلايا ومفارز داعش في شرق الفرات؛ بسبب الهجوم التركي.

وبحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، تحدث لصحيفة  Military times ورفض أن يتم نشر اسمه، فإن جمع المعلومات الاستخبارية بواسطة الطائرات بدون طيار أو غيرها من الوسائل التقنية، لن يعوض النقص الحادث في الاستخبارات البشرية.

وسبق للمفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية، أن انتقد الانسحاب الأمريكي الجزئي الذي تم من مناطق شرق الفرات أواخر عام 2018، معتبرًا أنه سيعوق بناء شبكة استخبارات قوات سوريا الديمقراطية اللازمة لمحاربة تنظيم داعش.

شارك