لدعم تشكيل حكومة إخوانية.. «الغنوشي» يلتقي «أردوغان» في إسطنبول

الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 01:09 م
طباعة لدعم تشكيل حكومة أسماء البتاكوشي
 
التقى راشد الغنوشي، رئيس حركة «النهضة»، ذراع الإخوان في تونس، الإثنين الموافق 21 أكتوبر 2019، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تزامنًا مع انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة بتونس.

وجاء اللقاء على هامش مشاركة «الغنوشي» في المنتدى الفكري، الذي تنظمه القناة التركية «TRT World»، بمشاركة سياسيين ورجال أعمال وناشطين وصحفيين وشخصيات بارزة محلية وعالمية.


واللافت للانتباه، أن لقاء الغنوشي بأردوغان، جاء مع إعلان انطلاق المشاورات حول تشكيل الحكومة التونسية الجديدة، وإعلان النهضة، أن رئيس الحكومة سيكون منها، باعتبارها الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية.


على صعيد متصل، أعلن رئيس مجلس شورى النهضة عبدالكريم الهاروني، أن رئاسة الحكومة المقبلة ستكون من بين أعضائها، وستشكل تركيبتها بالشراكة مع أحزاب ومنظمات انطلقت في مشاورات أولية معها؛ ما يطرح تساؤلًا مهمًا حول نوايا النهضة ، وتأثيرات اللقاء مع الرئيس التركي على مسار تشكيل الحكومة.


وازدادت تخوفات الشعب التونسي، من تأثير تركيا في تشكيل الحكومة، برئاسة «النهضة»؛ نظرًا للعلاقات القوية التي تربط «الغنوشي» بـ«أردوغان»، إضافةً لعلاقة الرئيس التركي بنظام الإخوان في الدول العربية جميعها.



ورجحت وسائل الإعلام المحلية، أن يكون هدف الزيارة، هو البحث عن دعم سياسي، أو مالي؛ من أجل مواجهة الضغوط الداخلية المتصاعدة؛ ما يثير المخاوف من تغلغل النفوذ التركي في تونس؛ حيث إن تركيا منذ 2011، لم تتوقف عن تقديم الدعم لجماعات الإسلام السياسي؛ من أجل توسيع مجالها في منطقة شمال أفريقيا.


كما اعتبرت، أن اللقاء مجرد مناورة؛ من أجل التفاوض، ومحاولة لإظهار النهضة، لا تزال مستمرة في سياسة الحكم من وراء ستار.


يذكر، أن حركة النهضة حلت في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية بفوز لا يمنحها أغلبية مطلقة، ويليها حزب «قلب تونس» بينما التيار الديمقراطي ثالثًا، يليه ائتلاف الكرامة المحافظ، ثم الحزب الدستوري الحر، وحركة الشعب، وتحيا تونس.


وسيكون أمام «النهضة» شهر؛ من أجل تشكيل حكومة قادرة على نيل ثقة غالبية النواب، وأجرى الغنوشي اتصالات أولية مع أحزاب التيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس، وائتلاف الكرامة، والاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.


وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي: إن النهضة تتحمل مسؤولية مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، معتبرًا ذلك اللقاء مؤشرًا سلبيًّا، يرسل رسائل إلى التونسيين كافة، الذين يرفضون العلاقة بين الحركة والنظام التركي.

وتابع، اليحياوي ، أن النهضة في الوقت الحالي، تواجه اتهامات بإقحام الاعتبارات الأيديولوجية في رسم ملامح العلاقات الخارجية، عقب فترة توليها رئاسة الحكومة «حكومة الترويكا».

وأكد، أنه منذ ذاك الوقت والبلاد تعيش علاقات غير متوازنة مع تركيا، بداية من عدم توازن المبادلات التجارية، وعجز في الميزان التجاري؛ نتيجة لإغراق السوق التونسية بالمنتجات التركية، إلى جانب العلاقات العسكرية غير المتكافئة، والتي تبدو فيها تونس سوقًا ؛ لاستقبال الصادرات التركية في هذا المجال.

وعبر اليحياوي عن مخاوفه من هذا اللقاء، أن يكون له علاقة بمشاورات تشكيل الحكومة، وبداية جديدة؛ لإعادة نفوذ تركيا لتونس مرة أخرى، موضحًا أن النهضة مقبلة على تكرار التجربة ذاتها.

شارك