بعد لقاء سوتشي.. بوتين وأردوغان يتوصلان إلى «حلول حاسمة» بشأن سوريا والأكراد

الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 03:07 م
طباعة بعد لقاء سوتشي.. معاذ محمد
 
أعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، توصلهما إلى اتفاق لتقاسم السيطرة على شمال شرق سوريا، بما يتطلب من المقاتلين الأكراد، الابتعاد عن كامل الحدود «السورية – التركية».

وبموجب الاتفاق، يسمح لتركيا بالسيطرة على المناطق التي دفعتها إلى شن هجومها على سوريا، في التاسع من أكتوبر 2019.

وأعلن الرئيس التركي، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، الثلاثاء 22 أكتوبر 2019، التوصل إلى اتفاق حول سوريا في ختام لقائهما في سوتشي بروسيا.

وقال «أردوغان»: إن القوات الروسية والتركية، ستبدأن دوريات مشتركة في سوريا، على عمق 10 كيلومترات، مضيفًا: «اليوم توصلنا مع بوتين إلى اتفاق حول مكافحة الإرهاب، وحول الحفاظ على سلامة الأراضي السورية والوحدة السياسية لسوريا، وعودة اللاجئين الموجودين حاليًّا في تركيا».

وأكد الرئيس التركي، أن الهدف الرئيسي لعمليته العسكرية، هو إخراج الإرهابيين من المنطقة، وتأمين عودة السوريين إلى مناطقهم، مضيفًا: «سنُقدم على مشاريع مع أصدقائنا الروس، من شأنها تسهيل عودة اللاجئين السوريين».

وأشار «رجب طيب»، إلى أن بلاده تستضيف 3 ملايين و650 ألف سوري بينهم 350 ألف كردي، مضيفًا أنه «علينا اتخاذ خطوات تنهي معاناة البعد عن الوطن».

وشدد «أردوغان»، على أن تركيا وروسيا، ستتخذان تدابير لازمة؛ لمنع تسلل الإرهابيين، إضافةً إلى أنه سيتم إنشاء آلية مشتركة؛ لتحقيق هذا الهدف.

من جهته، شدد الرئيس الروسي، على ضرورة عدم استفادة الإرهابيين من عملية تركيا في الشمال السوري، مؤكدًا أن تعزيز الحوار بين الحكومة السورية والأكراد، أمر ضروري.

ولفت «بوتين»، إلى أن «أردوغان»، شرح له العملية التركية في سوريا، خلال اجتماعهما في سوتشي؛ ما أدى للتوصل إلى حلول «حاسمة» مع أردوغان حول سوريا.

في السياق ذاته، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه بدءًا من الأربعاء 23 أكتوبر 2019، ستدخل وحدات من الشرطة العسكرية الروسية؛ لسحب المسلحين الأكراد، لمسافة 30 كلم، خلال 150 ساعة.

ووفقًا لقناة «العربية»، قال مسؤول أمريكي: إن المقاتلين الأكراد السوريين، أبلغوا الولايات المتحدة، أنهم انسحبوا بالكامل من المنطقة الآمنة، التي تريد تركيا إقامتها في شمال سوريا.

وأضاف المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته، أن مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أبلغ نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في رسالة، بسحب جميع قوات وحدات حماية الشعب من المنطقة.

وأكدت «قسد»، التزامها الكامل بتطبيق وقف إطلاق النار مع الجانب التركي، وانسحاب مقاتليها من منطقة حدودية متفق عليها.

وبحسب ريدور خليل، القيادي الكردي، فإنهم التزموا بشروط وقف إطلاق النار مع الجانب التركي، وفق الاتفاقية بينهم وبين الولايات المتحدة، إضافةً إلى سحب جميع قواتهم العسكرية والأمنية من منطقة العمليات العسكرية، الممتدة من رأس العين شرقاً حتى تل أبيض غربًا.

وكانت تركيا أعلنت في 9 أكتوبر 2019، بدء تنفيذ عمليتها العسكرية في الشمال السوري؛ لإقامة ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»، ونقل اللاجئيين السوريين في بلاده إليها، وأسفرت هذه العملية عن العديد من القتلى والمصابين في صفوف وحدات الشعب الكردية، التي حاولت التصدي للتوغل التركي بمفردها، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها.

وفي 17 أكتوبر 2019، أعلن مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، أنه تم التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وتركيا على انسحاب أنقرة من شمال سوريا، عقب لقائه مع الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكدًا اتفاقهما على وقف إطلاق النار مدة 120 ساعة، كان من المقرر لها أن تنتهي الثلاثاء 22 أكتوبر.

وقبل الاتفاق الروسي التركي، الثلاثاء 22 أكتوبر 2019، رفض «أردوغان» دعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لتمديد وقف إطلاق النار، متوعدًا بمواصلة العمليات العسكرية شمالي سوريا بشكل أقوى.

شارك