تداعيات الغزو التركي.. تزايد المخاوف الأوروبية من «داعش»

الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 05:25 م
طباعة تداعيات الغزو التركي.. معاذ محمد
 
عقب إعلان تركيا قيامها بالعملية العسكرية «نبع السلام» في الشمال السوري، 9 أكتوبر 2019، ازدادت المخاوف الأوروبية بسبب الكثير من التقارير التي أفادت بتمكن العديد من مقاتلي «داعش» الأجانب من الهروب، بالإضافة أن تنبؤات بأن تواجه الولايات المتحدة العديد من المخاطر بعد قرارها بالتخلي عن حلفائها الأكراد، وتركهم بمفردهم في مواجهة التوغل التركي.
الاتحاد الأوروبي أعلن الثلاثاء 22 أكتوبر، أن الهجوم التركي في سوريا يدعم تنظيم «داعش» ويهدد أمن القارة، داعيًا أنقرة لوقف هذا العمل، وسحب قواتها واحترام القانون الدولي.

تداعيات الغزو التركي..
وقال دونالد تاسك، رئيس الاتحاد الأوروبي: «ندين العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا»، مؤكدًا أن «اتفاق إطلاق النار لا يثق به حتى المغفلون».
فيما أشار معهد دراسات الحرب الأمريكي، إلى تقرير لأحد المديرين به، نشره في مجلة «دفينس وان» الإثنين 21 أكتوبر ، تناول فيه بالتفصيل ما يمكن أن تتوقعه الولايات المتحدة، نتيجة التطورات المستمرة في سوريا والعراق.
وأوضح التقرير، أن انسحاب الجيش الأمريكي من الشمال السورى يعد تنازلًا عن سيطرته للجيش الروسي، بعدما كانت الضربات الجوية سلاحه الرئيسي، الذي تستخدمه الولايات المتحدة ضد الإرهابيين في سوريا، والذين يخططون لشن هجمات ضد الغرب، مضيفًا أن واشنطن سوف تتنازل عن مساحة المعلومات أيضًا، ما يمكن الإرهابيين من التواصل بحرية أكبر، ويوجهون الهجمات العالمية.

عودة «داعش»
وتناول تقرير مجلة «دفينس وان»، بعض المشاكل التي تواجه الولايات المتحدة، وعلى رأسها احتمالات «عودة داعش»، خاصة أن الآلاف من عناصره تمكنوا من الهروب من معسكرات الاحتجاز، التي تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، مؤكدًا أن بعض المقاتلين الأجانب سيفرون إلى بلادهم.
ويرى التقرير، أن الأوضاع الحالية تنبئ باستعادة «داعش» قوته في غضون أشهر، على الرغم من أن إنشاء تنظيمه في البداية استغرق 3 سنوات، مؤكدًا أن تركيا لن تحارب «داعش»، خاصة أنها رحبت بالعديد من التكفيريين في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أن «أردوغان» يخشى من ردة فعلهم داخل بلاده إذا تحرك ضدهم.
في السياق ذاته، أعلن سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، الإثنين 21 أكتوبر،  أن العملية العسكرية التركية شمال شرق سوريا تسببت في بقاء 12 سجنًا لمقاتلين أجانب بدون حراسة، ما قد يفضي إلى هروبهم لبلدانهم الأصلية، مشددًا على ضرورة حل مسألة حراسة السجون التي تضم عناصر التنظيم.

تركيا باقية في شمال سوريا
وتوقع تقرير «دفينس وان» أن تحتل تركيا الشمال السوري لفترة طويلة، في ظل عدم قدرة العديد من القوى على إخراجها منها.
وبحسب التقرير، فإن القوات التركية ستقاتل أي قوات مؤيدة للنظام السوري، ما ينذر بحرب أهلية جديدة، ينتج عنها زيادة عدد اللاجئين المهاجرين إلى أوروبا وإنتاج المزيد من المتطرفين، بالإضافة إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة.
وشددت دراسة بحثية، أصدرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، تحت عنوان: «ما خيارات أوروبا في أعقاب التوغل التركي شمال سوريا؟»، في 14 أكتوبر 2019، على أن المعطيات السياسية والعسكرية تشير إلى أن دول القارة لا تستطيع الإقدام على التدخل العسكري في الشمال السوري، لعدة أسباب أهمها عامل الوقت، الذي استغلته أنقرة جيدًا، بالإضافة إلى انسحاب واشنطن، والذي كان بمثابة الصدمة لدول القارة.

توسيع معاقل «تنظيم القاعدة»
وقال تقرير «دفينس وان»، إنه من تداعيات الوضع الحالي، أن يوسع تنظيم "القاعدة" معقله في شمال غرب سوريا، خاصة أن محافظة إدلب هي الموطن الأكبر لتجمع مقاتلي التنظيم، مشددًا على أنه لم يعد هناك أي قوة لديها الإرادة أو الوسائل لمواجهة أكثر من ثلاثين ألف ارهابي في المدينة.
وأشار تقرير المجلة، إلى أن الغزو التركي للشمال السوري، جاء تحديدًا ضد وحدات حماية الشعب «الفرع مسلح لحزب العمال الكردستاني»، والذي له فروع في تركيا والعراق وإيران، مشددًا على أن هذا الأمر سيجعل لدى المقاتلين الأكراد في المنطقة حافزًا للتعبئة من جديد، موضحًا أنه قد يتم تحريضهم من جميع الانتماءات على التسلح أو تحديد أغراض مشتركة، مؤكدًا أن موقف واشنطن الأخير معهم سيؤدي إلى تصاعد حدة التشدد لديهم.
وأشار التقرير، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيستخدم انسحاب الولايات المتحدة، ليصور بلاده كواحدة من الشركاء والوسطاء الموثوقين في الشرق الأوسط، مشددًا على أنه سوف يستغل الأزمة لعرض رؤيته لـ«الأمن الجماعي» في الخليج والشرق الأوسط على نطاق واسع.
وفي تقرير لصحيفة «تليجراف» البريطانية، في 16 أكتوبر 2019، اعتبرت الصحيفة أن الرئيس الروسي هو الشخصية الدولية الوحيدة التي استفادت من قرار نظيره الأمريكي  بالانسحاب من الصراع المشتعل في سوريا.
ولفتت «التليجراف» إلى أن إبعاد روسيا عن نفط الشرق الأوسط باستمرار، كان إحدى الإستراتيجيات التي تنتهجها الولايات المتحدة الرئيسية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيرةً إلى أنه مع سلوك «ترامب» المتقلب حيال مصير الأكراد في سوريا، فإنه على ما يبدو، منح «بوتين» الفرصة للعب الدور الذي كان حكرًا على واشنطن، وأن الأخير سيحصل على مزيد من التغلغل في المنطقة.

شارك