لاستعادة حلفاء واشنطن.. وزير الدفاع الأمريكي في جولة سرية للشرق الأوسط
الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 07:30 م
طباعة
معاذ محمد
وصل مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي، إلى بغداد في زيارة غير معلنة، الأربعاء 23 أكتوبر 2019؛ لعقد لقاءات مع نظيره العراقي ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي؛ لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.
وبحسب وكالة رويترز، سيناقش النظراء الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من سوريا، والدور الذي سيلعبه العراق فيه، كما أن «إسبر»، سيحصل على تحديثات حول العمليات الحالية في المنطقة، ومن ثم سيتوجه إلى وزارة حلف شمال الأطلسي في بروكسل؛ليلتقي بنظرائه الأتراك، ويناقش حملة هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
تناقض التصريحات
وكان الجيش العراقي، أعلن الثلاثاء 22 أكتوبر 2019، أن القوات الأمريكية التي غادرت سوريا، ودخلت بغداد، ليس لديها إذن بالبقاء هناك، مضيفًا، أن هذه القوات ليس لديها أي موافقة على الوجود.
وأكدت قيادة العمليات المشتركة في العراق، أن القوات الأمريكية التي انسحبت من سوريا، حصلت على الموافقة للدخول إلى إقليم كردستان؛ لتنقل إلى خارج الأراضي العراقية.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، قال في وقت سابق: إنه بموجب الخطة الحالية، فإن جميع قوات بلاده التي تغادر سوريا، ستذهب إلى غرب العراق، وسيواصل الجيش القيام بعمليات ضد تنظيم داعش؛ لمنع عودته مجدًدا.
من جهته، أكد اللواء نجاح الشمري، وزير الدفاع العراقي، الأربعاء 23 أكتوبر 2019، أن القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا إلى العراق، ستغادر خلال 4 أسابيع، وفق ما نقلت وكالات أنباء عالمية.
وكانت القوات الأمريكية المتمركزة في شمال شرق سوريا، انسحبت في أعقاب التوغل التركي في الشمال السوري، والذي بدأ في 9 أكتوبر 2019.
زيارات غير معلنة
لم تكن زيارة «إسبر» غير المعلنة إلى العراق الأولى من نوعها، خلال الأيام الجارية، فحسبما ذكرت وكالة رويترز، وصل وزير الدفاع الأمريكي إلى أفغانستان، الأحد 20 أكتوبر إلى أفغانستان، في محاولة لإعادة المحادثات مع حركة طالبان.
وقال «إسبر» للصحفيين المسافرين معه إلى أفغانستان: «إن الهدف ما زال هو التوصل إلى اتفاق سلام في وقت ما، الاتفاق السياسي هو أفضل سبيل للمضي قدمًا»، مضيفًا: «آمل أن نتمكن من المضي قدمًا ونتوصل إلى اتفاق سياسي، يحقق غاياتنا، ويحقق الأهداف التي نسعى إليها».
وكان الرئيس الأمريكي، أوقف المحادثات مع «طالبان»، والتي تهدف إلى التوصل لاتفاق على سحب قوات أمريكية وقوات أجنبية أخرى، مقابل ضمانات أمنية من الحركة، في 8 سبتمبر 2019، بعد أن أعلنت الأخيرة تفجيرًا في كابول أودى بحياة 12 شخصًا منهم جندي أمريكي.
وعقب زيارة أفغانستان، توجه «مارك إسبر» في اليوم التالي مباشرةً إلى السعودية، في زيارة غير معلنة أيضًا، وأفادت وكالة «رويترز» أنه جاءت لإجراء محادثات مع قيادة المملكة واجتماعًا مع القوات الأمريكية المنتشرة في البلاد.
البحث عن مخرج
اعتبرت وكالة «رويترز»، أن زيارة «إسبر» لأفغانستان، جاءت وسط شكوك حول مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها، بعد سحبها المفاجئ لقواتها من شمال شرق سوريا، وتركها ورغبة ترامب منذ فترة طويلة في الخروج من الالتزامات الدولية.
من جهته، أشار حازم العبيدي، المحلل السياسي العراقي، إلى أن الأسباب المعلنة لزيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى بغداد تتمثل في إعادة تنظيم القوات الأمريكية المتواجدة هناك، مؤكدًا أنه بعيدًا عن ذلك هناك شئ في الأفق متوقع حدوثه خلال الأيام الحالية.
وأضاف «العبيدي» في تصريحات لـ«المرجع» أن زيارة «مارك إسبر» للعراق، تأتي ضمن عدة زيارات غير معلنة قام بها في أفغانستان والسعودية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر من الممكن أن يكون محاولة من الولايات المتحدة الأمريكية لاستعادة الحلفاء وتصحيح الأوضاع لتقوية جانبيها في الحرب ضد إيران.