مقتل حامد لاهاري.. «القاعدة» بلا زعيم في كشمير
الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 08:28 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
أعلنت هيئة شرطة إقليم جامو وكشمير، المعروفة بـ«DGP» الأربعاء 23 أكتوبر 2019، مقتل زعيم جماعة أنصار غزوة الهند، حامد لاهاري، في هجوم أمني موسع، شنته القوات على منطقة أوانتيبورا، في بولواما، بالإقليم المتنازع عليه بين الهند وباكستان.
واعتبرت السلطات، مقتل لاهاري بعد شهور من توليه مسؤولية إدارة الجماعة الممثلة لتنظيم القاعدة بالإقليم فوزًا كبيرًا لقوات الأمن؛ تمهيدًا لفرض السيطرة على المنطقة ووضع حد للانتشار الإرهابي بها.
بيان رسمي
وفي بيان إعلامي، قال مسؤول الشرطة بالإقليم، ديبلاج سينخ: إن قوات الأمن تمكنت من خلال غارة في 22 أكتوبر 2019، قتل 6 إرهابيين بالغين الخطورة، ثلاثة منهم في منطقة ترال، والباقي في أوانتيبورا، ومن بينهم «حامد لاهاري» قائد غزوة أنصار الهند، وخليفة ذاكر موسى، الذي قتلته قوات الأمن في مايو 2019.
وأضاف سينخ، أن جماعة أنصار غزو الهند، تم اقتلاعها من منطقة الوادي بالإقليم، مؤكدًا تصميم الدولة على النجاح في ملف مكافحة الإرهاب، ومحاولة بذل كل ما هو ممكن؛ لإيقاف ألية التطرف، لافتًا إلى أن هذا النجاح سيتحقق فقط عندما لا يتخذ شباب كشمير المحليون طريق التشدد ويختارون طريق السلام.
ولم يغفل القائد الشرطي الهندي، توجيه اللوم على حكومة باكستان في دفع العديد من المتطرفين، نحو جاراتها الإقليمية؛ لتحقيق مصالح استراتيجية وسياسية.
لاهاري.. رأس السهم القاعدي
وفقًا للمتاح حتى الآن من معلومات، حول الزعيم القاعدي المقتول، ذكرت صحيفة «دكان هيرلند»، أن الجناح الإعلامي لغزوة الهند، أصدر شريط فيديو، أعلن من خلال تنصيب حامد لاهاري على رأس المجموعة التابعة للقاعدة في أوائل يونيو 2019، أي بعد أسبوعين فقط من مقتل مؤسس المجموعة «ذاكر موسى»، إلى جانب تعيين غازي إبراهيم خالد نائبًا له.
ويبلغ لاهاري من العمر 30 عامًا، وهو من سكان منطقة ليلهار في بولواما، المسيطر عليها من قبل السلطات الهندية بالإقليم، ورجحت الصحيفة –وفقًا لمصادرها الشرطية- أن حامد قد عمل قبل تصعيده كنائب لذاكر موسى، بعد أن قام مع مجموعة من حوالي عشرة من المسلحين المنفصلين عن حزب المجاهدين، بالقسم على ولائهم لتنظيم القاعدة في يوليو 2017.
وأرجعت الصحيفة، تسرب حامد من المدرسة إلى انزلاقه في طريق الجماعات الإرهابية؛ إذ كان يعمل كعامل في مجال البناء، قبل أن ينضم إلى صفوف المتشددين، ولم يكن اسمه مدرجًا على آخر لائحة أعدت عن أكبر 10 قادة عسكريين من قبل الأجهزة الأمنية في كشمير، قبل توليه قيادة التنظيم.
أنصار غزوة الهند
وجماعة أنصار غزوة الهند، هي مجموعة متطرفة تتبع تنظيم القاعدة وتمثل ذراعه العسكري بإقليم جامو وكشمير، وتنتشر في المنطقة منذ يوليو 2017، وتأسست على يد ذاكر موسى، ودأبت على نشر الفيديوهات الداعية للمسلمين بالمنطقة؛ للقتال ضد الهند ومهاجمة دوريات الجيش والشرطة، وتفخيخ الكمائن، ودعت أيضًا لاعتماد استراتيجية الذئاب المنفردة بالمنطقة.
وفي مايو 2019، قتلت الأجهزة الأمنية بالهند زعيم الجماعة ومؤسسها ذاكر موسى، بعد سنوات من الملاحقة والتتبع، وحينها أصدر زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري فيديو جديد في مطلع يوليو 2019؛ لدعوة المسلحين والمسلمين لعدم نسيان كشمير، وشدد الظواهري على ضرورة استمرار القتال في المنطقة ضد الأمن والمؤسسات الرسمية، في لافتة وظفت حينها كمحاولة لشحذ همم العناصر التي فترت؛ نتيجة مقتل المؤسس الكشميري ذاكر موسى؛ لما له من تأثير كبير على المتطرفين هناك.
القاعدة وداعش.. الأخير يفوز
وتعليقًا على ذلك، قال أحمد كامل البحيري الباحث في شؤون الحركات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في تصريحات له: إن تنظيم القاعدة بات يواجه ضربات أمنية قاصمة، ولم يعد قادرًا على ترتيب صفوفه وتنظيم هجمات قوية.
وأكد البحيري، أن القاعدة خسر مناطقه ونفوذه في منافسة مع داعش الذي استطاع هزيمة القاعدة في أكثر من منطقة، وبالأخص بآسيا التي كانت في الماضي، معقل القاعدة الأقوى والأكثر تنظيمًا.