تأمينًا للانتخابات الأمريكية.. لجان الباسيج الإيرانية في قبضة «فيس بوك» السيبرانية

الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 09:32 م
طباعة تأمينًا للانتخابات إسلام محمد
 
في إطار حملته لتتبع اللجان الإلكترونية الإيرانية، أعلن موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، عن سلسلة من الإجراءات الجديدة المصممة لحماية الانتخابات الأمريكية المقبلة، المقرر لها نوفمبر 2020 .
وشملت الإجراءات المتخذة، تفكيك 3 شبكات من الصفحات والمجموعات، مصدرها إيران، وقال الموقع: إن هذه الشبكات المكتشفة، كانت تستهدف دول أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية بشكل كبير، وتم نشر نماذج عن بعض المنشورات التي تم تتبع مصادرها المرتبطة بالشبكات الإيرانية.

التصدي للخطاب الإيراني
ووفقًا لما تم إعلانه، فقد تم الاعتماد على شبكة مكونة من 93 حسابًا على فيسبوك، و17 صفحة، تركزت موضوعاتها على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والصراع في اليمن والقضية الفلسطينية والتوترات في الخليج العربي، وغيرها من القضايا التي تبنت فيها لغة الخطاب الرسمي الإيراني، في محاولة للتأثير على الرأي العام، في دول أمريكا اللاتينية، مثل فنزويلا والبرازيل وبوليفيا وبيرو والأرجنتين.
وتستغل إيران نفوذها  في بلدان أمريكا اللاتينية، من خلال عناصر «حزب الله»، الذين يعيشون في المنطقة كمهاجرين من لبنان، ويعملون كأذرع لإيران؛ لتنفيذ أجندتها في هذه الدول.
أما المواد التي استهدفت أمريكا، فكانت تحتوي على أخبار مزيفة،  في محاولة إيرانية للعب على التوترات العرقية في الولايات المتحدة.
وقامت الشبكة الإيرانية، بتوجيه مستخدمي منصات وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مواقع تابعة لها، تنشر أخبارًا عن مسؤولين إيرانيين بارزين.

لجان الباسيج وكتائب الحرس الثوري
وكشف رئيس قوات الباسيج «التعبئة» في إيران، غلام رضا سليماني، سبتمبر 2019، تشكيل مئات اللجان الإلكترونية على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي؛ حيث تتبع هذه اللجان قوات الباسيج والحرس الثورى ضمن ما أسماه مواجهة التهديدات الإلكترونية ضد بلاده.
يذكر، أن العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، حذرت عن نشاطات تخريبية إلى إيران، ويستهدف الانتخابات الأمريكية، من خلال التأثير على الرأي العام الأمريكي.
وفي 4 أكتوبر 2019، كشفت شركة «مايكروسوفت» عن أنشطة مجموعة قرصنة إلكترونية، مرتبطة بالحكومة الإيرانية، ضد مؤسسات أمريكية.
وكان موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، قد أعلن في يونيو 2019، عن إزالة أكثر من 4000 حساب مرتبط بإيران، ضمن تفكيك حملات إيرانية؛ لتضليل الرأي العام وبث المعلومات الكاذبة.
يذكر، أن طهران تخشى إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب؛ إذ اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي، أن التفاوض مع الإدارة الأمريكية الحالية، هو بمثابة احتساء «سم مضاعف» على حد تعبيره.
وتخضع طهران لعقوبات اقتصادية قاسية، فرضتها عليها واشنطن العام الماضي، وتشترط الخيرة ضرورة جلوس الإيرانيين لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي مرةً اخرى، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أعلن أن إيران سلمت الحكومة الأمريكية قائمة من المعتقلين الإيرانيين لديها؛ لتبادلهم مع معتقلين أمريكيين محتجزين في الولايات المتحدة.
وأكد موسوي خلال مؤتمر صحفي الإثنين 22 اكتوبر 2019، أن إيران تطالب بالإفراج عن مواطنيها المتهمين بانتهاك العقوبات الأمريكية في الولايات المتحدة ودول أخرى، وأضاف: «لقد قدمنا قائمة حول التبادل وأعطينا أسماء يجب إطلاق سراحهم».

الأمن السيبراني.. ملالي التناقضات
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإيراني، محمد علاء الدين: إن الإيرانيين يخشون من سيناريو إعادة انتخاب  الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ويتبعون استراتيجية تقوم على أساس الصبر على ألم العقوبات، غلى حين الإتيان بإدارة أمريكية جديدة، تغير من تعاملها معهم في الملفات العالقة.
وأضاف، أن المفارقة تكمن في أن السلطات فى إيران، منذ سنوات تحجب العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «فيس بوك» و«تويتر»، ولا تسمح بها إلا لعدد محدود من المسؤولين والنواب والقراصنة بطبيعة الحال، فمجرد فتح الموقع بحرية يعني أنك تعمل لدى السلطات هناك.
وتابع، أن الإيرانيين يرفضون الانضمام إلى اتفاقية الأمن السيبراني حتى الآن؛ لمعرفتهم أنها ستضع قيودًا على الأنشطة الإلكترونية الإرهابية، التي يعتمدون عليها بشكل كبير في سياستهم الخارجية، القائمة على الاتجار بالمشاكل والأزمات، وتهديد أمن الدول الأخرى.

شارك