جهود أممية ودولية لوقف القتال في أفغانستان وبكين تتصدر المشهد
الخميس 24/أكتوبر/2019 - 12:23 م
طباعة
حسام الحداد
حث ممثلون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أمس الأربعاء 23 أكتوبر 2019، الحكومة الأفغانية على التركيز على الاستعدادات للحوار الرسمي مع حركة طالبان.
وذكر بيان مشترك صادر عن أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول عملية السلام الأفغانية، نقلته وكالة أنباء "خاما برس" الأفغانية: ندعو الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني، والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله، وغيره من القادة الأفغان البارزين إلى التركيز فورًا على إعداد جمهورية أفغانستان للمفاوضات الرسمية مع طالبان، بما في ذلك تشكيل فريق تفاوض وطني شامل.
وأصدر الممثلون والمبعوثون الخاصون من الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة البيان بعد اجتماعهم في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس.
وجاء في البيان: "نحث جميع الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار طوال مدة المفاوضات بين الأفغان، لتمكين المشاركين من التوصل إلى اتفاق بشأن خريطة طريق سياسية لمستقبل أفغانستان".
وأكد البيان المشترك مجددًا ضرورة أن يحمي أي اتفاق سلام حقوق جميع الأفغان، بمن فيهم النساء والشباب والأقليات، وضرورة الاستجابة لرغبة الأفغان القوية في الحفاظ على المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحققت منذ عام 2001 والبناء عليها، بما في ذلك الالتزام بسيادة القانون واحترام التزامات أفغانستان الدولية وتحسين الحكم الشامل والخاضع للمساءلة.
وشدد البيان على ضرورة تسليط الضوء على مدى أهمية إشراك الأطراف الأفغانية في المفاوضات الداخلية الأفغانية لتحقيق نتائج مثمرة.
يأتي ذلك في وقت تواترت فيه الأنباء في وقت سابق، حول استضافة الصين الجولة الثالثة من الحوار بين الأفغان في بكين.
حيث دعت الصين وفداً من حركة «طالبان» للمشاركة في مؤتمر بين الأفغان يُعقد في بكين، بحسب ما ذكر متحدث باسم الحركة المسلحة أمس، بعد انهيار مفاوضات بين الولايات المتحدة والحركة كادت أن تثمر عن اتفاق سلام.
وكتب الناطق باسم «طالبان»، سهيل شاهين، على «تويتر» أن «الملا عبد الغني باردار أحد مؤسسي الحركة، التقى دبلوماسيين صينيين في الدوحة» التي تستضيف مقراً سياسياً للحركة. وأضاف أن «الطرفين ناقشا عقد مؤتمر أفغاني مقبل في بكين، وقضايا متعلقة بتسوية المشكلة الأفغانية»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد للوكالة أن الزيارة ستتم في 29 و30 أكتوبر
ويقيم باردار عادة في قطر؛ حيث عقدت الحركة لمدة عام تقريباً مفاوضات مباشرة مع وفد أميركي برئاسة زلماي خليل زاد. وكان الجانبان على وشك التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يسمح لواشنطن ببدء سحب قواتها من أفغانستان، مقابل وعود أمنية من «طالبان»؛ لكن في السابع من سبتمبر (أيلول)، ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قمة كان من المقرر عقدها بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» في «كامب ديفيد»، وأعلن بعد يومين توقف المحادثات، وذلك على خلفية خرق «طالبان» وقف إطلاق النار. وكان يمكن لذلك الاتفاق أن يُمهِّد لمحادثات منفصلة بين «طالبان» والحكومة الأفغانية لإنهاء النزاع.
واعتبر شاهين - وفق وكالة الصحافة الفرنسية - أن أي مشاركة لمسؤولين أفغان في بكين «ستكون على أساس أنهم يمثلون أنفسهم فقط». وأوضح أن «كل المشاركين سيحضرون (المؤتمر) بصفة شخصية، وسيقدمون آراءهم الشخصية للتوصل إلى حل للمشكلة الأفغانية». وكانت محادثات مماثلة جرت في الدوحة وموسكو.
ولم تؤكد بكين استضافة المحادثات الجديدة، إلا أن متحدثة باسم الخارجية قالت في مؤتمر صحافي معتاد أمس، إن بلادها مستعدة للمساعدة، و«تسهيل» أي عملية سلام في أفغانستان: «على أساس احترام رغبات جميع الأطراف».
وفي بيان، قالت وزارة السلام الأفغانية، إن «المحادثات جارية» مع الحكومة الصينية لعقد قمة محتملة، معربة عن الترحيب بها «مبدئياً» من دون أن تلتزم بإرسال أي مسؤول. وجاء في البيان: «احتراماً للمعايير المقبولة، سيتم اتخاذ قرار فيما يتعلق بالمشاركة في هذا المؤتمر».
بهذا الصدد، قال محمد يوسف ساها، المتحدث باسم الرئيس السابق حميد كرزاي، للوكالة الفرنسية، إن كرزاي «مستعد للحضور»، إلا أنه لم يتم وضع قائمة نهائية بالمشاركين.
بدورها، أصدرت الولايات المتحدة وأوروبا بياناً مشتركاً تدعو فيه غني والقادة الأفغان إلى التركيز على إعداد أفغانستان لإجراء حوار رسمي «بين الأفغان، مع (طالبان)، بما في ذلك تسمية فريق تفاوضي شامل ووطني».
كما دعا البيان «جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية وضرورية لخفض العنف وعدد القتلى من المدنيين».
ومنذ إعلان واشنطن وقف المحادثات مع «طالبان» في السابع من سبتمبر، تردد أن المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد أجرى محادثات غير رسمية مع عدد من كبار قادة «طالبان» في باكستان، ما يثير احتمال سعي الولايات المتحدة لاستئناف المحادثات مع الحركة.
وكانت الصين التي تشترك بحدود طولها 76 كيلومتراً مع أقصى الطرف الشمالي الشرقي لأفغانستان، استضافت مسؤولين من «طالبان» عدة مرات، آخرها الشهر الماضي.