العملية التركية في سوريا تطلق سراح أكثر الدواعش تشددًا

الخميس 24/أكتوبر/2019 - 12:52 م
طباعة العملية التركية في شيماء حفظي
 
قال المبعوث الأمريكي لسوريا جيمس جيفري، في تصريحات الثلاثاء 22 أكتوبر، إن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أسفرت عن إطلاق سراح عدد من أكثر مقاتلي «داعش» تشددًا.

وجاءت هذه التصريحات، تزامنًا مع تصريحات رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بإنه على تركيا أن تدفع الثمن إذا واصلت عملياتها العسكرية في سوريا.

 

وكانت القوات الكردية، أعلنت قبل أيام، رصدها عددًا من محاولات هروب المُحتجزين الدواعش، والحديث عن نجاح بعض هذه المحاولات، التي تخللها فرار نحو 800 شخص من عائلات الدواعش من مخيم للنازحين، فضلًا عن فرار إرهابيين آخرين من أحد السجون بينهم بلجيكيان، وأعمال شغب شهدتها مراكز احتجاز أخرى، بحسب "دويتشه فيله".

 

وقد أعلن مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في تصريحات الأربعاء 16 أكتوبر "تجميد" جميع العمليات ضد تنظيم "داعش"، الذي رغم هزيمته الميدانية لا يزال ينشط عبر خلايا نائمة، لأسباب عدة، أبرزها الانسحاب الأمريكي وما تبعه من عدوان تركي ومن ثم انصراف القوات الكردية لصد الهجوم التركي عليها.

 

وكررت قوات سوريا الديمقراطية مؤخرًا خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية سلبًا على جهودها في ملاحقة خلايا التنظيم، وفي حفظ أمن مراكز اعتقال ومخيمات مكتظة، تؤوي آلاف الإرهابيين وأفراد عائلاتهم.

 

وفي سياق متصل، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، الثلاثاء 22 أكتوبر، توصلهما إلى اتفاق لتقاسم السيطرة على شمال شرق سوريا، بما يتطلب من المقاتلين الأكراد الابتعاد عن كامل الحدود السورية - التركية.

 

ويسمح اتفاق الطرفين، لتركيا بالاحتفاظ بقواتها في مناطق بشمال شرق سوريا استولت عليها منذ بداية هجوم 9 أكتوبر، ويمنح القوات الروسية والجيش العربي السوري السيطرة على بقية الحدود السورية - التركية "وفقا لأسوشيتد برس".

 

وبموجب الاتفاق، ينسحب المقاتلون الأكراد من المنطقة الحدودية الواسعة التي يبلغ طولها 30 كيلومترًا في 150 ساعة ابتداء من ظهر الأربعاء 23 أكتوبر وبعد ذلك، تقوم روسيا وتركيا بدوريات مشتركة في المنطقة.

أ
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القوات الروسية والتركية ستبدأ دوريات مشتركة في سوريا على عمق 10 كيلومترات، ووصف ما تم الاتفاق عليه مع نظيره الروسي بـأنه "اتفاق تاريخي".

 

وأضاف: "اليوم توصلنا إلى اتفاق تاريخي حول مكافحة الإرهاب، وحول الحفاظ على سلامة الأراضي السورية والوحدة السياسية لسوريا، وعلى عودة اللاجئين".، متابعًا أن القوات التركية والقوات الروسية ستقومان بدوريات مشتركة في شمال سوريا في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود، وأوضح أن أنقرة ستعمل أيضًا مع موسكو من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين الموجودين حاليًا في تركيا.

 

وتزداد احتمالية، عودة «داعش»، وبالفعل يبدو أن قوات سوريا الديمقراطية غير قادرة على تأمين الآلاف من مقاتلي التنظيم المحتجزين لديها، كما لا يمكنها الاحتفاظ بعشرات الآلاف من أفراد عوائلهم في مخيم "الهول" للاجئين تحت حراسة أمنية مشددة ودون دعم دولي.

 

وبحسب تقرير نشر في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، فإن هذا التهديد يعني أنه إذا اجتاحت الفوضى شمال شرق سوريا في الأشهر المقبلة، فبإمكان «داعش» مرة أخرى الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي من أجل بعث «الخلافة الجديدة» المزعومة، وإرسال مقاتلين عبر الحدود غير المؤمنة لتنفيذ هجمات إرهابية.

شارك