فقط في تركيا.. «Follow» تقودك إلى السجن!
الخميس 24/أكتوبر/2019 - 12:54 م
طباعة
محمد عبد الغفار
في أنظمة الحكم الديكتاتورية، يجب ألا ترتكب جرمًا ما كي يتم الزج بك في السجن، ولكن قد تواجه تهمًا خطيرة وتقبع في السجن على مدار سنوات نظير تهم واهية، وتتنافس هذه الأنظمة فيما بينها في تسجيل أغرب الحالات وأندرها، وربما أكثرها طرافة في آن واحد.
هل توقعت يومًا أن يقود «Follow» لشخصية رياضية إلى السجن؟، هكذا هي طبيعة التهم التي يمكن أن تواجهها داخل تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي سعى منذ الانقلاب الوهمي في يوليو 2015، إلى الانفراد بالحكم، وتكريس كل السلطات في يده، بما يخلق ديكتاتورًا رهيبًا داخل المنطقة.
وفقًا لما نشره موقع "نورديك مونيتور" السويدي، الأربعاء 23 أكتوبر الجارى، فإن وثيقة رسمية مسربة تشير إلى أن المسؤول السابق في هيئة التنظيم والرقابة المصرفية التركية مراد جوشلو، تم إلقاء القبض عليه بعد أن تابع لاعب السلة التركي المحترف في صفوف دوري المحترفين الأمريكي NBA إينيس كانتر، وقرأ قصتين خبريتين عنه عبر حاسوبه الشخصي.
وألقت القوات الأمنية القبض على المسؤول السابق في هيئة التنظيم والرقابة المصرفية، في 24 أغسطس 2016، ووجهت له تهمًا تتعلق بدعم تنظيمات إرهابية ونشر أفكارها وآرائها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
واعتبرت محكمة إسطنبول أن متابعة لاعب كرة السلة الذي وصف "أردوغان" بـ«هتلر العصر الحديث»، عبر موقع التغريدات القصيرة تويتر، يعد دليلًا على الانتماء ودعم المنظمات الإرهابية التي تعارض الدولة.
تم وضع المسؤول السابق في هيئة التنظيم والرقابة المصرفية التركية "مراد جوشلو" تحت أنظار النظام التركي منذ سنوات، وتحديدًا في عام 2013، حين كشف في تحقيق للكسب غير المشروع، أن أفرادًا من عائلة "أردوغان" ووزراء وشخصيات بارزة في حزب العدالة والتنمية الحاكم، تلقوا رشاوى كبيرة.
وأشارت تقارير إلى أن مدير بنك خلق التركى في إسطنبول، الإيراني "رضا ضراب"، قدم رشاوى لأفراد النظام التركي بهدف فتح المجال أمام البنك لانتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على نظام الملالي، ومساعدته في التهرب منها، ما دفع النظام التركي إلى الإطاحة بجوشلو والموظفين المشاركين معه في تحقيق الكسب غير المشروع من مناصبهم، ثم القبض عليهم بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة، قبل أن يتم الإفراج عنهم للمرة الأولى، ثم القبض عليهم مرة أخرى في عام 2016.
ويعد لاعب كرة السلة التركي إينيس كانتر، المحترف في صفوف فرق بوسطن سلتيكس بدوري NBA الأمريكي، واحدًا من أبرز معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خصوصًا أنه يحظى بشهرة عالمية.
ووجهت له محكمة تركية في يناير 2019 تهمًا بعضويته في منظمة إرهابية على خلفية صلاته القوية بالداعية التركي فتح الله جولن، وتم توجيه طلب إلى جهاز الإنتربول بضرورة القبض عليه وإصدار إشعار أحمر بحقه، وذلك بعد عامين من إلغاء جواز سفره في 2017، بتهمة المشاركة في الانقلاب المزعوم في تركيا.