بسبب المنطقة الآمنة في الشمال السوري.. انقسام جديد بين الساسة الألمان

الخميس 24/أكتوبر/2019 - 12:59 م
طباعة بسبب المنطقة الآمنة
 
تتجادل أطراف منقسمة داخل الحكومة الألمانية، حول مقترح المنطقة الآمنة التي ترغب تركيا في إقامتها بالشمال السوري، ضمن عملية "نبع السلام" التي أطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد الأكراد.

 

وتسببت الدعوة المفاجئة التي أطلقتها وزيرة الدفاع الألمانية "أنجريت كرامب - كارنباور" لنشر قوات دولية لتأمين منطقة شمال شرق سوريا بانقسام حاد في حكومة الائتلاف، التي تتزعمها المستشارة أنجيلا ميركل.

 

وفي حين رحب ممثل للأكراد بألمانيا بدعوة وزيرة الدفاع لنشر قوات دولية، يرى وزير خارجية ألمانيا أن هناك عقبات كبيرة لتدويل حل الأزمة وأن دعوة كرامب-كارنباور أثارت "درجة من الانزعاج بين حلفاء ألمانيا".

وقالت كرامب-كارنباور، في تصريحات الثلاثاء 22 أكتوبر، إنه يجب توافر فرص معيشية حقيقية للأكراد في منطقة الحماية الدولية التي اقترحت إنشاءها في شمال سوريا على الحدود مع تركيا.

وطالبت السياسية التي تولت زعامة الحزب المسيحي الديمقراطي خلفا للمستشارة ميركل، بتمكين اللاجئين من العودة وفي نفس الوقت منع تركيا من "بدء برنامج كبير لإعادة التوطين".

جاء ذلك وفقًا لما نقله مشاركون في جلسة الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، عن كرامب-كارنباور، وأضافت الوزيرة أنه ينبغي أن يجد الأكراد فرصهم هناك أيضًا.

ورأى ممثل الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا في ألمانيا، إبراهيم مراد، أن كل مقترح من أجل حماية السكان المدنيين وتحقيق السلام الدائم، هو أمر إيجابي، شريطة انسحاب القوات التركية من سوريا، لكن وزير الخارجية الألماني "هايكو ماس" قال إن تلك الدعوة أثارت "درجة من الانزعاج بين حلفاء ألمانيا في حلف شمال الأطلسي".

ويمثل "ماس" الحزب الاشتراكي الديموقراطي، حليف ميركل الأصغر في الائتلاف، بينما تمثل كرامب-كارنباور الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ، الذي تنتمي إليه المستشارة.

ورأى "ماس" أن التدخل العسكري التركي في شمال شرقي سوريا، وكذلك دعم روسيا للنظام السوري، يعني وجود عقبات كبيرة أمام أي تدويل لحل النزاع".


وأضاف الوزير الاشتراكي أن برلين تشارك في الوقت الحالي في الجهود المبذولة لحل النزاع" بالوسائل "الدبلوماسية والإنسانية.


وقال وزير الخارجية إنه لم تتم مناقشة إرسال قوات دولية إلى شمال شرق سوريا مع حلفاء ألمانيا، مشيرًا أيضًا إلى فشل خطة مماثلة لـ"حلب" أواخر عام 2016.

وتحرص وزيرة الدفاع على إشراك جنود الجيش الألماني في العمليات الدولية، رغم أن ذلك يجب أن يتوافق مع القانون الدولي ويحصل على مصادقة البرلمان.

 
وقالت الوزيرة، إنه ينبغي على أوروبا وألمانيا أن تضع توصيات وتطلق محادثات بدلًا من أن تقف "متفرجة".
 

وأضافت أنها طرحت اقتراحها لوزراء دفاع بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، وسيناقشونه بمزيد من التفصيل في اجتماع لحلف الأطلسي في "بروكسل" الخميس والجمعة المقبلين، كما كشفت أنها تشاورت مع "ميركل" قبل أن تطلق اقتراحها.
 

وفي مقابلة خاصة مع قناة "دويتشه فيلا" قالت الخبيرة الألمانية في الشأن السوري "كريستين هيلبرج" إنه يمكن أن تنفتح نافذة دبلوماسية تستخدمها روسيا وأوروبا من أجل حل في شمال شرق سوريا.
 

وأضافت "هيلبرج": "لا يستطيع بوتين بمفرده تحقيق الاستقرار الدائم لسوريا، لأنه لا يملك الوسائل الاقتصادية للقيام بذلك. إنه يحتاج إلى المال من الغرب لإعادة الإعمار".

 
وأضافت الخبيرة الألمانية: "في هذه المنطقة الخاضعة للمراقبة الدولية، يمكن للجانبين العمل معًا لأول مرة في سوريا. والخاسر الوحيد هو النظام السورى، الذي سيُمنع من قبل أوروبا والأكراد من استعادة السيطرة الكاملة في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية".

شارك