فورين بوليسي.. مليشيات الملالي في الشرق الأوسط تصاب بالتيبس
الخميس 24/أكتوبر/2019 - 01:05 م
طباعة
روبير الفارس
قوة التظاهرات في العراق ولبنان تظهر هشاشة القوة الإيرانية في المنطقة، وهذا غير الصورة الكاذبة التي تروجها لدى العالم عنها. هذا مانشرته مجلة “فورين بوليسي” الامريكية حيث تضمن التقرير الذى كتبته الكاتبة اللبنانية حنين غدارة ان الوجود الإيراني في الشرق الأوسط وخسارة النفوذ والشعبية نتيجة احتجاجات العراق ولبنان، وسبب الخسارة على ما يبدو هو أن إيران ماهرة في بناء تأثير ولكنها ليست جيدة في استخدامه أو الحكم بعده.
وتقول إن الاحتجاجات اندلعت في لبنان بعد اندلاعها في العراق، وكشفت عن أن النظام الذي بنته إيران في البلدين ليس ناجحا. واكتشفت الشعوب في لبنان والعراق أن النظام الذي بنته إيران والجماعات الوكيلة عنها في البلدين فشل في ترجمة الانتصارات السياسية والعسكرية إلى انتصارات اجتماعية- اقتصادية، وبعبارة موجزة: لم يكن خطاب المقاومة كفيلا بتوفير القوت اليومي.
وتقول غدار إن إيران منذ الثورة عام 1979 كان لديها والحرس الثوري خطة مفصلة لتصدير الثورة خاصة للدول التي تعيش فيها أقليات شيعية كبيرة. وطبقت طهران الخطة بصبر وأناة وقبلت الهزائم الصغيرة بعين على الهدف الكبير وهو: الهيمنة على العراق واليمن ولبنان وسوريا.
العراق ولبنان هما مثالان واضحان. وساعدت إيران جماعاتها فيهما بالمال والسلاح لتمكينها من السيطرة على مؤسسات الدولة، بحيث أصبح همّ الجماعات هذه في كلا البلدين شيء واحد، هو حماية المصالح الإيرانية بدلا من توفير الخدمات لشعبي البلدين.
ووصف المراقبون الاحتجاجات الأخيرة في لبنان بأنها “غير مسبوقة” لعدد من الأسباب. فلأول مرة يكتشف اللبنانيون أن العدو ليس من الخارج بل “فيهم وبينهم”، وهو الحكومة والقادة السياسيون. بالإضافة إلى أن هؤلاء لم يستطيعوا السيطرة على مسار الاحتجاجات التي عمت البلاد من طرابلس في الشمال والنبطية في الجنوب وبيروت وصور وصيدا، وشارك فيها أناس يمثلون كل طبقات وطوائف المجتمع، وأظهرت أنها قادرة على توحيدهم بعيدا عن انتماءاتهم الطائفية والسياسية. وما جلبهم معا هو الحنق على الأوضاع الاقتصادية التي ضربت حياة الجميع.
وربما استفادت إيران من انتصارات الحزب، لكن شيعة لبنان أصبحوا أكثر عزلة من الماضي. ولهذا السبب فانضمامهم للتظاهر هو محاولة لتأكيد هويتهم اللبنانية على الهوية الدينية التي خيبت أملهم.
والقصة هي نفسها في العراق الذي خرج فيه عشرات الآلاف احتجاجا على الفساد وغياب الخدمات والبطالة، وكان الرد حاسما، حيث قتلت قوات الأمن أكثر من 100 متظاهر.
ونشرت وكالة أنباء “رويترز” تقريرا قالت فيه إن ميليشيات إيران في العراق توزعت حول المتظاهرين وبدأت بقنصهم. ويكشف التقرير دورها في محاولة قمع المتظاهرين وفشل الحكومة العراقية بحماية مواطنيها عن التأثير الكبير لطهران في البلاد.
وبات عدد من قادة الميليشيات الذين عملوا مع إيران ودربتهم أعضاء في البرلمان، ويقومون مع الحكومة بالدفاع عن مصالحها وخلق نظام اقتصادي بديل للتحايل على العقوبات الأمريكية.
ومثل لبنان الذي زعم فيه حزب الله أنه قاتل السنة فقد دخل رجال الميليشيات الشيعية إلى البرلمان في العراق واختراق مؤسسات الدولة. وليس مصادفة خروج الشيعة إلى الشوارع، فالسنة يتعرضون للاضطهاد على يد قادة الشيعة الطائفيين، ولم يوسع الشيعة هويتهم الطائفية إلى وطنية بعد.
ولو استمرت الاحتجاجات وتوسعت، فإنها ستصبح وطنية يشترك فيها الجميع سنة وشيعة وأكرادا. وفي الوقت الحالي عبر بعض السنة والأكراد عن دعم للمتظاهرين، لكنهم ترددوا بالمشاركة فيها كي لا يوصموا بالتطرف ودعم تنظيم الدولة، وبالتالي منح إيران وحلفائها المبرر لقمع الانتفاضة كما فعلوا من قبل.
وترى غدار أن إيران لن تتخلى عن التأثير بدون حرب. ففي لبنان قد تلجأ إيران وحليفها نصر الله إلى القوة. ولن يكرر حزب الله نفس خطأ ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، ولهذا السبب يقوم الجيش بتدريب عناصر من غير حزب الله في كتائب المقاومة اللبنانية لمواجهة التحديات المحلية، وهو ما سيعطي الحزب فرصة لنفي مشاركته في قمع التظاهرات.
وفي محاولة لخلق ثورة مضادة، قام متظاهرون يحملون أعلام ميليشيا حزب الله وحركة أمل بمحاولة لترويع المتظاهرين والهجوم عليهم في عدد من المدن، إلا أن الجيش حجبهم عن المحتجين، مع أنهم نجحوا في المناطق الشيعية خارج بيروت.
وفي العراق قد تلجأ ميليشيات الحشد الشعبي للعنف مرة أخرى ومواجهة التظاهرات الجديدة وقد يموت عدد جديد بسبب العنف، إلا أنه في غياب الضغط الدولي لحل البرلمان وإجبار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الاستقالة، فلن يحدث شيء إلا تضرر صورة إيران.وهكذا تنتهي اسطورة اذرعة الملالي في الشرق الاوسط