كابوس يطارد «الملالي».. إيران بين توابع الثورات وتبعات الحصار
الخميس 24/أكتوبر/2019 - 01:53 م
طباعة
إسلام محمد
في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تطورات هامة، تقف طهران غير بعيدة عن مجريات الأحداث، بل إن ساستها يراقبون بحذر وترقب، ما تؤول إليه الأمور في تلك البلدان؛ إذ إن الاحتجاجات والمظاهرات في لبنان والعراق، تفقد المشروع الـإيراني قوته في المنطقة العربية، وهو ما بدا واضحًا، أمام إعلان المتظاهرين رفضهم لتحكم القوى السياسية، التابعة لإيران في بلادهم.
ففي لبنان، رفض المتظاهرون محاولة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله «ذراع إيران في لبنان والمدرج على لوائح الإرهاب»، في كلمته التي ألقاها السبت 19 اكتوبر 2019، أن يتهرب من نقمة المحتجين، ورددوا هتافات مناوئة لحسن نضرالله وحزبه، ودار معناها، حول أن نصر الله موجود ضمن قائمة الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد بشكل كامل، فالمظاهرات بدأت برفض السياسات الاقتصادية، وفرض ضريبة على «واتساب»، وانتهت بالمطالبة برحيل الحكومة، التي يسيطر عليها حزب الله الإرهابي الموالي لإيران وحلفاؤه.
كما اتهم رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، شركاءه في الحكومة التي يشكل حزب الله وحلفاؤه الأغلبية فيها، بعرقلة الإصلاحات الاقتصادية، ملقيًا الكرة في ملعبهم؛ لتجاوز الأزمة الاقتصادية.
وفي العراق، برغم أن الاحتجاجات التي اندلعت مطلع أكتوبر2019، في مختلف المحافظات والمدن، توقفت وخبت جذوتها، إلا أن مطالبها ما زالت موضوعة على الطاولة، فالإصلاحات الادراية وخروج إيران وميليشياتها المسلحة «الحشد الشعبي»، التي يجري دمجها في الجيش الوطني، على غرار الحرس الثوري الإيراني، وسوء الأوضاع المعيشية للمواطنين، وتردي الاقتصاد بشكل عام، وتراجع الخدمات، هي كلها مطالب مازالت مرفوعة، حتى وإن توقفت المظاهرات والمصادمات
كما جه العالم من الرياض رسالة قوية لإيران، خلال مؤتمر الأمن والدفاع، الذي شارك فيه رؤساء أركان 18 دولة هي «دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر، والأردن، وباكستان، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، ونيوزيلندا، واليونان»، أجمعت على رفض ممارسات إيران في المنطقة.
واستضافت البحرين، الثلاثاء 23 أكتوبر 2019، اجتماع مجموعة العمل الوزارية، حول أمن الملاحة البحرية والجوية، التابعة لعملية وارسو، بمشاركة أكثر من 60 دولة، أبدت توافقًا عالميًّا، على أهمية وضع خارطة طريق؛ لحماية أمن الملاحة البحرية والجوية بالمنطقة.
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإيراني، محمد عبادي: إن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، ظهرت توابعها في العراق ولبنان على سبيل المثال؛ بسبب انقطاع الدعم المادي من طهران لأذرعها الإرهابية، وأيضًا بسبب حصار الولايات المتحدة لأنشطة تلك الأذرع، والتي تتمترس بالكيانات الحكومية في البلدين المنكوبين؛ ما كان له أثر سلبي عليهم.
وأضاف، أن شرعية نظام الملالي تتآكل داخل بلاده نفسها، ليس فقط في مناطق الأطراف؛ حيث الشعوب والقوميات المختلفة من عرب وبلوش وترك وكرد وغيرهم، بل حتى في عمق مناطق الهضبة الفارسية، على وقع عجز النظام عن السيطرة على مشهد الانهيار الاقتصادي؛ بسبب العقوبات الأمريكية وفساد النخبة الحاكمة، فبشكل شبه يومي تتكشف وقائع فساد وثراء غير مشروع.
وتابع، أنه دوام هذا الوضع يعني الموت البطيء لنظام الملالي، والذي قد يلجأ للتفاوض مع واشنطن، ولو من خلال وسطاء كاليابان وفرنسا؛ من أجل تخفيف وطأة العقوبات؛ لأن الاقتصاد الإيراني لا يستطيع تحمل الأوضاع المالية الحالية.