بالتعاون مع «طالبان».. «القاعدة» يتمدد في أفغانستان
الخميس 24/أكتوبر/2019 - 01:55 م
طباعة
أحمد سلطان
قال معهد دراسات الحرب: إن تنظيم «القاعدة» يواصل توسيع نفوذه في أفغانستان، بالتعاون مع حركة «طالبان»، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الحركة من جديد.
وأضاف المعهد - وهو مؤسسة بحثية أمريكية غير رسمية، ومهتمة بشؤون الإرهاب العالمي، والأمن الدولي- أن «القاعدة» وطالبان يحافظان على علاقة وثيقة بينهما؛ مشيرًا إلى أن «القاعدة» عمل على إعادة التمركز في أفغانستان منذ عام 2014.
واعتبر في تحليل جديد صادر عنه أن العلاقات بين الحركة والتنظيم، ستسمح للقاعدة باستغلال أي انسحاب أمريكي محتمل لتوسيع نفوذه، كما سيمنح التنظيم ملاذات آمنة جديدة في بلاد الأفغان.
وكشف تقرير أصدرته الأمم المتحدة، فبراير الماضي، أن تنظيم القاعدة يشرف على تدريب عدد من عناصر طالبان في ولاية بكتيكا، وغيرها من الولايات الأفغانية.
كما يشارك التنظيم عبر شبكاته المالية في تمويل أنشطة الحركة، في حين توفر طالبان ملاذًا آمنًا لمقاتلي القاعدة الأجانب، وتوفر لهم معسكرات تدريبية في عددمن المناطق.
وكشف الجيش الأمريكي في وقت سابق أن هناك نحو 200 من عناصر وقيادات القاعدة ينشطون في ولايات «كابول، وبدخشان، وكونار، وبكتيكا، وهلمند، ونمروز».
وبحسب تصريحات نقلها المعهد عن مسؤول كبير في حركة «طالبان»، فإن هناك آلاف من مقاتلي «القاعدة» ينشطون داخل أفغانستان برعاية طالبان.
وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أن الولايات المتحدة عازمة على استكمال التفاوض مع حركة طالبان، وسحب القوات الأمريكية من البلاد بعد نحو 18 عامًا على الغزو الأمريكي لأفغانستان.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أصدر قرارًا بوقف التفاوض مع طالبان وإلغاء قمة ثلاثية مع الرئيس الأفغاني وقادة الحركة، عقب مقتل جندي أمريكي في هجوم شنته الحركة، سبتمبر الماضي.
ووفقًا لمعهد دراسات الحرب فإن الولايات المتحدة طالبت «طالبان»، في الجلسات السابقة لمفاوضات السلام، بقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة، في حين رفضت الحركة مناقشة مسألة ارتباطها بالقاعدة خلال جلسات المفاوضات التي أجرتها مع الجانب الأمريكي.
وذكر المعهد أن «تنظيم القاعدة في خراسان» استفاد من عملية الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من أفغانستان، متوقعًا أن تزيد القاعدة وطالبان من تعاونهما في حال انسحبت الولايات المتحدة بشكل كامل.
وبحسب تقارير سابقة لـ«المرجع»، فإن المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاده ناقش مسودة اتفاق السلام المبدئي مع حركة طالبان (قبل وقف المفاوضات)، وتضمنت النص على انسحاب 5400 جندي أمريكي من 5 قواعد غير محددة في داخل البلاد، وهو ما سيشكل عبئًا على القوات الأفغانية، وسيسمح بمساحة انتشار أكبر للتنظيمات الإرهابية.
منذ عام 2014، أعاد تنظيم القاعدة تموضعه في داخل أفغانستان، كما أنشأ فرعًا جديدًا باسم «القاعدة في شبه القارة الهندية»، وهو ما وصفه معهد دراسات الحرب الأمريكي بأنه خطوة لمواجهة تمدد تنظيم «داعش» الذي أعلن في نفس العام إقامة الخلافة المكانية.
وعاد «القاعدة» منذ ذلك الحين إلى ولاية هلمند الأفغانية، وشرع في إعادة بناء وتقوية الشبكات الخاصة به، وهو ما دفع الولايات المتحدة لاستئناف مشاركتها في أعمال مكافحة الإرهاب داخل الولاية في عام 2015.
ووصف معهد دراسات الحرب ولاية هلمند بمأوى قيادات القاعدة في أفغانستان، موضحًا أن أغلب قيادات تنظيم القاعدة يوجدون في أفغانستان وبلاد المغرب الإسلامي على وجه التحديد، مؤكدًا أنه لا يمكن الوثوق في حركة طالبان لتحجيم نفوذ تنظيم القاعدة، منبهًا على أن الحركة لم تقطع علاقتها بالتنظيم طوال السنوات الماضية، وسيواصل التنظيم استغلال العلاقة مع طالبان لتوسيع نفوذه خاصةً إذا انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان.