إخوان موريتانيا يمهدون الطريق للتغلغل الإيراني في القرن الأفريقي

الخميس 24/أكتوبر/2019 - 07:26 م
طباعة إخوان موريتانيا يمهدون دعاء إمام
 
انتبهت الدول الأفريقية إلى الدور الإيراني المشبوه، فتعاملت دول المغرب العربي معه بصرامة، مثل المملكة المغربية التي قطعت علاقاتها بطهران، وأغلقت مراكزها الثقافية، في حين يسعى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل»، امتداد جماعة الإخوان بموريتانيا، لتطبيع العلاقات من نظام الملالي؛ بهدف الحصول على دعم لا سيما بعد منع المال القطري عنهم.
في 19 أكتوبر 2019، استقبل رئيس الحزب محمد محمود ولد سيدي، السفير الإيراني في نواكشوط محمد عمراني، وزعم «تواصل» في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أن اللقاء تم بهدف مناقشة العلاقات بين البلدين، إضافة إلى مناقشة موقف الحزب من الشأن السياسي المحلي والدولي.
أثارت تلك المقابلة استياء السلطات الموريتانية، لا سيما أن العام الماضي شهد استدعاء السفير الإيراني لإبلاغه أن الخارجية الموريتانية لم تعد  تقبل أي نشاط تنفذه السفارة أو جهات مرتبطة بها من أجل تغيير مذهب المجتمع الموريتاني أو التدخل في عقيدته أو دعم أطراف سياسية لتحقيق أهداف معينة.
إخوان موريتانيا يمهدون
بدوره، قال الأستاذ الجامعي والدكتور عبد السلام ولد حرمه، رئيس حزب الصواب: إن إيران لديها مشروع يشكل خطرًا حقيقيًّا على موريتانيا، وعلى شبه المنطقة في غرب أفريقيا، مضيفًا أن المشروع الإيراني في نواكشوط يجسد أطماعها التي تتمثل في شهوة السيطرة والتحكم، ووضع اليد على بنية المجتمعات الإسلامية.
وأكد في حوار صحفي لـ«الشرق الأوسط»، أن المشروع الإيراني يستهدف موريتانيا لسببين رئيسيين يتعلقان بموقعها الاستراتيجي وثرواتها، واستطرد «لقد سبق أن حذرت، ومعي عدد من الباحثين الموريتانيين، من أن المشروع الإيراني في موريتانيا أصبح خطيرًا، ويشكل تهديدًا حقيقيًّا لأمن البلاد».
وأشار إلى أن البحوث التي أجروها تؤكد أن «المشروع الإيراني يرتكز على سببين أساسيين: أولهما أن موريتانيا تملك موقعًا استراتيجيًّا مهمًّا بين غرب القارة الأفريقية وشمالها، أما السبب الآخر فهو أن موريتانيا لديها مخزون كبير من الثروات، ينتظر أن يبدأ استغلاله من طرف القوى العالمية في السنوات القليلة المقبلة، وإيران لديها أطماع في هذه الثروات».
ووضح «ولد حرمه»، أنه «حتى بعد أن ظهرت إيران على حقيقتها وكشّرت عن أنيابها، ومارست القتل والتدمير والخراب والدمار والاحتلال في أجزاء واسعة من الوطن العربي، بل وتحالفت مع الغرب في أجزاء منه، وتحالفت مع إسرائيل لتدمير أجزاء أخرى، وتحالفت مع القوى الظلامية التي تمتهن القتل والتكفير، بقي أناس في موريتانيا يعتبرون أنها قوة مقاومة؛ وللأسف هذان الشعاران: محبة آل البيت والمقاومة، يجدان صدى قويًّا في أذهان العامة من الموريتانيين».

شارك