على هامش «سوتشي أفريكا».. روسيا ونيجيريا تتطلعان لتعاون بناء وأهداف مشتركة
الخميس 24/أكتوبر/2019 - 08:12 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
في ظل تزايد الاهتمام العالمي بإقرار الأمن والسلام في القارة الأفريقية، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين نظيره النيجيري من التحاق حوالي 2000 إرهابي من داعش إلى فرع التنظيم بنيجريا والمسمى «بوكو حرام».
وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع ثنائي بين الرئيس الروسي والنيجيري محمد بخاري الأربعاء 23 أكتوبر 2019 على هامش سوتشي أفريكا (القمة الأفريقية الروسية في مدينة سوتشي)؛ حيث أعلن الرئيس الروسي عن كامل عزمه لدعم نيجيريا ودول أفريقيا جميعها في الحرب على الإرهاب وإنهاء حالة انتشار العنف بالمنطقة.
مساعدات متعددة
وفيما يتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، وافق الرئيسان على تجديد الاتفاقية الفنية العسكرية بين نيجيريا وروسيا، التي انقضت خلال فترة قصيرة، وقال بخاري: إنه قد أمر وزير الدفاع بالعمل مع وزارة العدل لإنهاء الإجراءات اللازمة لهذا الأمر بأقصى سرعة ممكنة.
ومن المتوقع أن يمنح هذا الاتفاق العسكري حافزًا لمزيد من التعاون في الشراء المباشر للأجهزة العسكرية على أساس حكومي بتكلفة أقل؛ إضافة إلى تدريب الأفراد العسكريين، وتحديث القوات المسلحة وتجديد البنية التحتية والمعدات التي وعد بوتين بتطويرها لدى نيجيريا.
كما اتفق الزعيمان على وضع العلاقات النيجيرية الروسية على المسار السريع، ومتابعة استكمال المشروعات التي تم إنجازها جزئيًّا وعدم التخلي عنها، إضافة إلى البدء في مشروعات جديدة للبنية التحتية وتوسيع التعاون التجاري والاستثماري والأمني والعسكري.
علاوة على ذلك، أعلنت روسيا سعيها للعمل على تحسين كفاءة قطاع النفط في نيجيريا، والذي يعد العمود الفقري للاقتصاد، بطريقة ستشهد إعادة تأهيل مصافي تكرير النفط والتنقيب في أعماق البحار عن المواد البترولية وذلك من خلال إنشاء إطار لمشروع مشترك بين شركة البترول الوطنية النيجيرية «NNPC» وشركة النفط الرئيسية في روسيا «Lukoil»، إلى جانب دعم مشروعات الغاز والحديد والصلب وتطوير الاستفادة من المعادن.
ووافقت الحكومة الروسية أيضًا على دعم تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في نيجيريا من خلال بناء 1400 كيلومتر من لاجوس إلى مدينة كالابار الجنوبية، علاوة على عزم بوتين تأسيس محطة للطاقة النووية في البلاد والشراكة في التعليم وإنتاج الأسمدة والزراعة وبالأخص محصول القمح الذي تهدف نيجيريا لزيادته خمسة أضعاف، ودعم تطلعات البلاد في أن تكون عضو دائم بمجلس الأمن.
خطوات متسارعة وأهداف مشتركة
حول معدل النمو في العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين روسيا والدول الأفريقية وبالأخص نيجيريا رصدت ورقة بحثية نشرت على موقع بوابة البحث بعنوان «العلاقات الثنائية بين روسيا ونيجيريا.. التحديات والمشاكل» أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأ تأسيسها رسميًا في 25 نوفمبر 1960، وأسست نيجيريا سفارتها في موسكو عام 1962 لتكون نواة لبداية علاقات مزدهرة بينهما.
بينما أشارت الدورية الأوروبية العلمية في بحث لها حول هذه العلاقات الثنائية إلى أن نيجريا لديها الكثير من الفرص وهي كذلك واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية في أفريقيا والعالم، ولذلك فهناك حاجة لتوسيع نطاق التعاون في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا وقطاع الدفاع من خلال خلق بيئات دبلوماسية مواتية.
ولفتت الدورية إلى إنشاء الدولتين مجلس الأعمال النيجيري الروسي في 15 يناير 2007 ما يؤكد وجود رغبة ملحة لزيادة الاستثمار بين البلدين، كما أن نيجيريا تهدف إلى الاستفادة من الخبرات الروسية في الصناعات الدفاعية وتطورات الأسحلة لصد هجمات بوكو حرام والجماعات الإرهابية ولذلك فالطرفين لديهما ما يكفي من الأهداف الاستراتيجية لإثراء التعاون فيما بينهما.