بعد طلب تركيا.. هل يسلم ترامب "مظلوم كوباني" لأردوغان؟
الجمعة 25/أكتوبر/2019 - 12:05 م
طباعة
أميرة الشريف
طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة، بتسليم قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، الذي تعتبره أنقرة "إرهابيا".
وقال أردوغان، في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي): "يجب على الولايات المتحدة الأميركية تسليمنا الإرهابي الملقب بـ"مظلوم كوباني"، المطلوب بموجب إشعار أحمر" من الإنتربول.
اسمه الحقيقي هو شاهين شيلو (46 عام)، من قرية تل حاجب التابعة لمدينة عين العرب كوباني، شاهين شيلو أو مظلوم كوباني، التحق مبكّراً بجبل قنديل، وانضمّ للجناح العسكري في حزب العمال الكردستاني، وبعد انظلاق الثورة السورية، ومع استغلال حزب الاتحاد الديمقراطي لانطلاقتها، انتقلت كثير من القيادات العسكرية التركية من جبال قنديل إلى سورية، ومعهم بعض العناصر السورية، المنتسبة للحزب التركي، كان بينهم شاهين شيلو أو مظلوم كوباني.
ويشغل مظلوم منصب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، ينحدر من مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا، ويقود قوات عسكرية قوامها ستين ألف مقاتل.
وشن الجيش التركي علي مدار أسبوعين هجوما على "وحدات حماية الشعب"، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، لإبعاد هذه الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيمات إرهابية، عن الحدود الجنوبية لتركيا، ثم توقفت العمليات بعد اتفاق مع الولايات المتحدة.
والخميس انتقدت تركيا الولايات المتحدة لمعاملتها قائد قوات سوريا الديمقراطية "كشخصية سياسية شرعية"، مما يبرز استمرار التوتر مع واشنطن رغم انتهاء العملية العسكرية التركية في سوريا.
وقال مدير الاتصالات بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون: "نشعر بقلق بالغ إزاء معاملته، هذا الشخص زعيم بارز في حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة وآخرون منظمة إرهابية، وهو هارب من العدالة".
وطلب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، في رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، منح مظلوم عبدي تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، كي يتسنى لهم أن يناقشوا وإياه بصورة مباشرة الوضع في سوريا.
وتحدث مظلوم من مدينة القامشلي السورية، الخميس 24 أكتوبر 2019، عندما أبدى دعم قواته لاقتراح ألماني يقضي بنشر قوات دولية لإقامة "منطقة آمنة" شمال شرقي سوريا.
وأعلن مظلوم أن تركيا والفصائل الموالية لها مستمرة في شن هجمات على الجبهة الشرقية لمنطقة رأس العين رغم إعلان الأتراك انتهاء العمليات العسكرية.
وطالب عبدي الجهات الضامنة(روسيا وأميركا) لوقف إطلاق النار، القيام بمسؤولياتها في لجم الأتراك وإيقاف عملياتهم.
وأعلن عبدي أن "أنقرة استخدمت قيادات من النصرة وداعش في حربها ضدنا".
من جهته، أشار مسؤول في "قسد" إلى استعداد "سوريا الديمقراطية" لبحث الانضمام لجيش النظام السوري بعد تسوية الأزمة سياسياً.
كما طالبت قوات سوريا الديمقراطية في بيان أميركا بالتدخل لوقف العدوان، مؤكدة أن تركيا ووكلاؤها ما زالوا ينتهكون وقف إطلاق النار، شمال سوريا.
وكان لقوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، دورا أساسيا في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بعد بدء العملية العسكرية التركية في سوريا، لكن ترامب لمح الأربعاء إلى أنه سيعقد اجتماعه المقرّ مع أردوغان 13 نوفمبر المقبل في البيت الأبيض.
من جانبهم، طالب أعضاء جمهوريون وديمقراطيون بمجلس الشيوخ الأميركي وزارة الخارجية بسرعة إصدار تأشيرة دخول لقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد في سوريا، حتى يتسنى له زيارة الولايات المتحدة لبحث الموقف بعد اتفاق سوتشي الأخير.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن أن اشتباكات متقطعة وقعت بين الفصائل الموالية لتركيا وقسد في ريفي رأس العين وتل أبيض، قاطعة الهدوء النسبي والحذر في منطقة شرق الفرات.