تهجير السكان قسرًا وإغلاق المستشفيات ونهب المعونات الدولية....انتهاكات حوثية تضاف إلى سجلهم الإجرامي

الجمعة 25/أكتوبر/2019 - 12:49 م
طباعة تهجير السكان قسرًا إعداد: فاطمة عبدالغني
 
اقتحام القرى وترويع السكان ثم تهجيرهم قسرًا من منازلهم، سلوك اعتادت مليشيات الحوثي -المدعومة إيرانيًا-  في ارتكابه في كل منطقة يمنية، حيث أجبر عشرات الأسرة من قرية الطينة في محافظة حجة على ترك ديارهم بعد اقتحامها من قبل الحوثيين.
فلم تدع المليشيات الحوثية لهم خيارًا آخر سوى جمع ما استطاعوا من أمتعتهم ومغادرة قريتهم، حيث وجد المهجرون أنفسهم في أرض قاحلة تخلو من أبسط مقومات الحياة، لكنهم مجبرون على البقاء فيها.
كما باتت بعض الأسر تمتلك خيمة واحدة تأوي أفرادها فيما آخرون لم يجدوا إلا العراء بلا ماء ولا طعام في المكان الذي فرت إليه الأسر، فالجميع هنا باتوا لا يعلمون ما تخفي لهم الأيام القادمة من مأسي تضاف إلى مأساة النزوح والتشرد.
وفي مطلع الأسبوع الحالي، أجبرت الميليشيات عشرات المواطنين على النزوح من مناطقهم شمال عبس، بعد أن حولتها إلى منصات لإطلاق الصواريخ والمدفعية باتجاه المناطق المحررة، إضافة إلى تعمدها قصف واستهداف منازل المدنيين لإجبارهم على مغادرتها.
وكانت الأمم المتحدة صنفت محافظة حجة في المرتبة الأولى من حيث عدد النازحين في اليمن، حيث نزح منها وفق لتقارير الأمم المتحدة لعام 2017 نصف مليون نازح.
من ناحية أخرى أغلقت ميليشيات الحوثي مستشفى أطباء بلا حدود بمديرية عبس في محافظة حجة شمال غربي اليمن في وجه المرضى المصابين بحمى الضنك منذ أسبوع، وأخلت المستشفى لجرحاها القادمين من جبهة حيران شمال حجة.
وقالت مصادر محلية إن الحوثيين منعوا العاملين في المستشفى من استقبال أي حالة مرضية بحمى الضنك من المواطنين من أبناء عبس والمديريات المجاورة لها، وفرّغوا المستشفى لجرحاهم الذين تزايدت أعدادهم جراء المواجهات الأخيرة، وفق موقع "المصدر أونلاين" الإخباري المحلي.
كما خصص الحوثيون عيادات خارجية غير مؤهلة لاستقبال المرضى المصابين بحمى الضنك، لا يحصلون فيها على العناية المناسبة، وفق المصادر.
من جهتها، أعلنت "أطباء بلا حدود"، مساء الأربعاء، ارتفاع عدد الحالات المشتبه فيها بحمى الضنك في مستشفاها بعبس خلال الأسابيع الستة الماضية، وتم تسجيل ما مجموعه 900 حالة، منها أكثر من 200 حالة سجلت في قسم الطوارئ الأسبوع الماضي وحده.
وعلى صعيد متصل، وثق تقرير حقوقي يمني، ارتكاب ميليشيات الحوثي 514 انتهاكاً بحق المدنيين في محافظات تقع تحت سيطرتها عليها أو المحافظات والمدن التي ما زالت تتعرض لهجمات من قبل عناصرها، خلال العشر الأيام الأولى من شهر أكتوبر الجاري.
وأفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في تقرير لها، أن الانتهاكات بحق المدنيين التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي توزعت بين القتل والإصابة والخطف والقصف العشوائي على الأحياء الآهلة بالسكان، والقنص المباشر وزرع العبوات الناسفة، والتهجير القسري، وتقويض سلطات الدولة، وزراعة الألغام، ومداهمة المنازل، وترويع المواطنين، ونقل السلاح إلى الأحياء السكنية، وإغلاق دور العبادة، ونهب وتفجير المنازل، وغيرها من صنوف الانتهاكات.
ووثق التقرير من بين تلك الانتهاكات 51 حالة قتل بينهم 14 طفلاً، و6 نساء، كما تسببت الميليشيا بمقتل أسرة كاملة مكونة من 5 أفراد هم الأب والأم وثلاثة أطفال، في منطقة حزيز بمحافظة صنعاء أثناء ملاحقة سيارتهم. ورصدت الشبكة 34 إصابة بينهم 7 أطفال و5 نساء.
ومن جانبها كشفت مصادر صحافية في مؤسسة "الثورة للصحافة والطباعة"، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، تعرض المساعدات المخصصة للموظفين العاملين في المؤسسة من قبل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، للسرقة.

وأوضحت المصادر أن الصحافيين في المؤسسة تلقوا، الثلاثاء الماضي، للمرة الثانية، اتصالات من قبل برنامج الغذاء العالمي، ليسألهم عما إذا كانوا قد استلموا السلال الغذائية لشهري أغسطس وسبتمبر الماضيين. كما أكدت أن جميع الصحافيين لم يستلموا أي نوع من المساعدات.
وبحسب موظفين في المؤسسة، فإن الاتصالات التي تلقوها من برنامج الغذاء العالمي، تؤكد أن الحوثيين مستمرون في سرقة المعونات المخصصة، لافتين إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المساعدات الخاصة بالموظفين للسرقة، حيث سبق أن تلقوا نهاية ديسمبر الماضي، اتصالات من قبل البرنامج، تستفسر عما إذا كانوا يحصلون على المساعدات بشكل شهري. وتم استضافة مجموعة منهم إلى مقر البرنامج، واطلعوا على كشوفات تحتوي على أسمائهم وبصماتهم.

شارك