بعد أنباء عن فرار بعض عناصره.. شبح "داعش" يخيم من جديد

الجمعة 25/أكتوبر/2019 - 01:38 م
طباعة بعد أنباء عن فرار فاطمة عبدالغني
 
بسبب العملية التي أطلقتها تركيا شمالي سوريا، تأججت مخاوف دولية من أن يكون تنظيم "داعش" قد وجد الفرصة المناسبة لفك أسر عدد من مقاتليه وتجميعهم، وتجد هذه المخاوف ما يبررها بعد ان تأكدت الإدارة الأمريكية أن العشرات من عناصر التنظيم الأسرى تمكنوا من الفرار من مناطق احتجازهم في الشمال السوري منذ بدأ العملية التركية.
حيث أعلن مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية في سوريا  جيمس جيفري الأربعاء، 23 أكتوبر أن أكثر من 100 من أسرى تنظيم "داعش" فروا في سوريا عقب الفوضى التي تسبب بها الهجوم التركي في شمال البلاد.
وصرح جيفري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب رداً على سؤال حول الأسرى "نستطيع أن نقول إن العدد الآن يزيد على 100 لا نعرف أين هم".
وقال إن "المقاتلين الأكراد ما زالوا يحرسون أسرى التنظيم"، وأكد "لا تزال جميع السجون تقريباً التي كانت تحرسها قوات سوريا الديمقراطية مؤمنة، ولا يزال عناصر تلك القوات موجودين هناك".
وأضاف جيفري "نحن نراقب الوضع قدر ما نستطيع، ولا يزال لدينا عناصر في سوريا يعملون مع قوات سوريا الديمقراطية وإحدى أولوياتهم هؤلاء الأسرى".
وبحسب المصادر فإن المعلومات الأمريكية بشأن فرار عدد من مسلحي "داعش" تدعمها معطيات رسمية روسية أفادت بأن نحو 500 من عناصر داعش فروا منذ الهجوم التركي.
من ناحية اخرى حذرت صحيفة "التايمز" البريطانية من تزايد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل مخيم "الهول"؛ حيث يحتجز عشرات الآلاف من أفراد تنظيم داعش  الإرهابي، بعد اتفاق تركيا وروسيا على إبعاد المقاتلين الأكراد من "المنطقة الآمنة".
وأوضحت الصحيفة البريطانية، في تقرير على موقعها، أن المخيم محتجز فيه أكثر من 68 ألفا من أفراد أسر تنظيم داعش منذ هروبهم من معقلهم الأخير في باغوز.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن المخيم موجود على بُعد عدة أميال من جنوب المنطقة، لكن وضع الإدارة الكردية –التي كانت تحرسه– غير واضح، بعد مسافة الـ20 ميلا لـ"المنطقة الآمنة" التي حددها رجب طيب أردوغان.
ونوهت الصحيفة بأن علم التنظيم تم رفعه بالمخيم مرتين خلال الأسابيع الأخيرة، وازداد الوضع الأمني سوءا؛ إذ تم العثور على قنبلة محلية الصنع على الطريق الرئيسي وطردين يحملان 80 ألف دولار أثناء محاولة توصيلها إلى النساء داخل المخيم.
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى وجود حالة عدم يقين ثانية تسيطر على مصير سجناء المخيم، وبينهم 10 آلاف و100 مواطن أجنبي من 53 دولة، متضمنين 18 بريطانية وأطفالهن، محذرة من أن المخيم على حافة أعمال عنف مستمرة وارتفاع خطر الهروب الجماعي.
وتبدو عملية ملاحقة الفارين من عناصر داعش إحدى أبرز التحديات في المنطقة، خاصة مع إعلان تركيا وقف هجومها ضد المقاتلين الأكراد، وستكون هذه المهمة بحاجة إلى تنسيق دولي أكبر.
ووسط هذه المخاوف من عودة تنظيم "داعش" للظهور مرة أخرى قال ترامب أول أمس الأربعاء إن عددا قليلا من القوات الأمريكية سيبقى في المنطقة التي توجد بها حقول النفط والتي يسيطر عليها الأكراد في سوريا. وسوف يحتاج أي وجود عسكري أمريكي كبير على الأرض إلى قدرات مناسبة للدفاع عنه في مواجهة أي هجوم محتمل، لا سيما في المناطق الغنية بالنفط في سوريا والتي يمكن أن تصبح هدفا ليس فقط لتنظيم "داعش" وإنما أيضا للقوات المدعومة من إيران هناك.
وقال ترامب أمس الخميس في تغريدة عبر حسابه على تويتر: إن "حقول النفط التي تمت مناقشتها في خطابي حول تركيا والأكراد أمس كانت تحت سيطرة "داعش" حتى سيطرت عليها الولايات المتحدة بمساعدة الأكراد.. لن نسمح أبدًا لداعش الذي يتشكل مجددا، بالاستيلاء على تلك الحقول".
وأضاف ترامب في تغريدة أخرى أنه أجرى محادثة مع قيادي منظمة "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابية في سوريا، المدعو فرحات عبدي شاهين، الملقب باسم "مظلوم كوباني"، وأشار إلى تقدم إرهابيي تلك المنظمة نحو حقول النفط، دون الخوض في تفاصيل.
وقال: "لقد استمتعت حقًا بمحادثتي مع الجنرال مظلوم عبدي.. إنه يقدر ما فعلناه، وأنا أقدر ما فعله الأكراد.. ربما حان الوقت لأن يبدأ الأكراد في التوجه إلى منطقة النفط".
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، للصحفيين أمس الخميس "هناك خطة قيد الإعداد من هيئة الأركان المشتركة أعتقد أنها قد تنجح، قد تتيح لنا ما نريد لمنع داعش من العودة للظهور ومنع إيران من الاستيلاء على النفط، ومنع داعش من الاستيلاء على النفط". وتابع قائلا بعد أن تلقى إفادة من رئيس هيئة الأركان المشتركة في البيت الأبيض "أشعر إلى حد ما بأن خطة يجري إعدادها ستلبي أهدافنا الجوهرية في سوريا".

شارك