الجيش السوري واتفاق سوتشي.. انتشار متواصل وانتصار جديد

الجمعة 25/أكتوبر/2019 - 02:24 م
طباعة الجيش السوري واتفاق سارة رشاد
 
سيطرت حالة من الهدوء على منطقة شرق الفرات، قبل ساعات من تنفيذ الاتفاق الروسي التركي، الذي توصل له الرئيسان فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان، الثلاثاء 23 أكتوبر 2019، عقب جلسة مفاوضات في المنتجع الروسي سوتشي.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ساد الهدوء مدن عين العرب، والقامشلي والدرباسية ومنبج؛ انتظارًا لتفعيل بنود الاتفاق، الذي يبدأ مع ظهر الأربعاء 23 أكتوبر 2019.
وينص الاتفاق على انسحاب قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، من الشريط الحدودي التركي السوري بعمق 10 كيلومترات، مع تسيير دوريات روسية تركية؛ لضمان خلو المنطقة من عناصر سوريا الديمقراطية.
وستدخل الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري، الجانب السوري من الحدود التركية السورية؛ لمباشرة أعمالها من إزالة عناصر سوريا الديمقراطية، في المنطقة الحدودية بعمق 30 كيلو مترًا، على أن ينتهوا من تلك المهمة في 150 ساعة، أي حوالي ستة أيام.
بعدها ستقوم تركيا وروسيا على تسيير دوريات لضمان عدم عودة «قسد» في مساحة  10 كيلو متر.
ووفقًا للاتفاق فتعهدت تركيا وروسيا على إزالة جميع عناصر قوات سوريا الديمقراطية وأسلحتهم من منبج وتل رفعت، على أن يتخذ الجانبان التدابير اللازمة لمنع عودة العناصر الكردية، ومن ثم تسهيل عودة اللاجئين.
وبينما لم يتطرق الاتفاق إلى وضع قوات الجيش السوري، المنتشرة في منبج وعين العرب، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وجود للقوات السورية في شرق الفرات، مشيرًا إلى أن رتلًا عسكريًّا، توجه صبيحة الأربعاء 23 اكتوبر 2019، إلى منطقة الدرباسية.
وذكر المرصد، أن القوات السورية مستمرة في الانتشار بمناطق عدة منها؛ محيط الجلبية إلى تل تمر، وبذلك تكون القوات السورية انتشرت على طرق عين عيسى – الحسكة، بما فيها الطريق الواصل بين عين عيسى – تل تمر – محيط الجلبية، كما استقدمت دمشق تعزيزات عسكرية إلى تل تمر، واتجهت نحو منطقة المناجير.
ونقلت الصحف السورية، أن الاستعداد لتطبيق الاتفاق الروسي التركي بدأ بالفعل؛ إذ وصل وفد يضم جنود ومستشارين روس إلى مطار القامشلي مساء أمس، ومارس مهامه سريعًا، بلقائه قيادات من قوات سوريا الديمقراطية.
على جانب آخر، قالت الصحف: إن لقاءً عُقد بين قيادات من الجيش السوري وقسد بمدينة القامشلي، واتفقا على تسيير دوريات مشتركة بالمدينة.
وتشير هذه التطورات، إلى وضع جديد في شرق الفرات، تخرج منه تركيا، ضامنةً لخلو حدودها من الوجود الكردي.

نتيجة الاعتداء
ووضع المرصد السوري، إحصائية بعدد القتلى والمصابين، خلال أيام المواجهات؛ إذ وصل عدد القتلى الأتراك إلى عشرة جنود، لاسيما 196 عنصرًا، من الخلايا المؤيدة لأنقرة.
وعلى مستوى قوات سوريا الديمقراطية، بلغ تعداد القتلى في صفوفها، جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها، منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء، إلى  275 قتيلًا.
ومدنيًّا، سقط 120 شخصًا من أهالي شرق الفرات، فيما نزح حوالي 300 ألف مدني، من مناطق المواجهات.

الجيش السوري .. انتشار بمثابة الانتصار
في تصريح لها، قالت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمختصة بالشأن الروسي: إن روسيا هدفت من الاتفاق، وقف العدوان التركي، والحيلولة دون تحويله إلى  احتلال شرق الفرات.
ولفتت، إلى أن روسيا تعمدت عدم التطرق إلى مسألة وجود الجيش السوري في منطقة شرق الفرات، رغم أن أردوغان ومسؤولين أتراك كرروا قبل الاجتماع ببوتين، أن انتشار الجيش السوري في شرق الفرات، سيكون على رأس الموضوعات المطروحة.
وأوضحت أستاذة العلوم السياسية، بجامعة القاهرة والمختصة بالشأن الروسي، أن ذلك يعني أن الجيش السوري سيواصل انتشاره، باعتبار أن شرق الفرات أراض سورية، مع ضمان تحديد خطر الأكراد الموجه ضد سوريا وتركيا، في ذات الوقت.

شارك