تصدير الحرب.. وسيلة أردوغان للهروب من أزمات بلاده وانهيار حزبه

السبت 26/أكتوبر/2019 - 09:55 ص
طباعة تصدير الحرب.. وسيلة محمد عبد الغفار
 
بعد أن قاد بلاده إلى حافة الهاوية سياسيًّا واقتصاديًّا، يلجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى تصدير الأزمات الخارجية، وافتعال المشكلات مع دول الجوار إقليميًّا للتغطية على جرائمه داخليًّا، وإيجاد مبرر أمام مواطنيه لما يفعله، إلا أن السياسيين في تركيا أصبحوا يمتلكون مناعة ضد تصرفات أردوغان، ولم يفلح عدوانه العسكري على سوريا في إسكات أصوات المعارضة الداخلية.


انهيار حزبي 

نقل الكاتب التركي أورهان أوجور أوغلو في مقاله بصحيفة «يني جاج» المعارضة، عن نائب في البرلمان التركي ووزير سابق بحزب العدالة والتنمية الحاكم، لم يسمه، قوله: إن «العلاقة بين نواب الحزب الحاكم في البرلمان والرئيس التركي تشهد توترًا واضحًا خلال الفترة الأخيرة، بسبب سياسات الحكومة الحالية وتصرفاتها»، مـضيفًا أن «العلاقة لم تشهد توترًا بهذا الحجم منذ 17 عامًا، أي منذ وصول الحزب الحاكم إلى رأس السلطة، الوزراء لم يعودوا يحترمون نواب الشعب، لأنهم لا يخافون من أي عملية تصويت».

وأشار النائب الحالي في البرلمان التركي إلى أن الميزانية الجديدة للدولة التركية تم وضعها من قبل «البيروقراطيين في المجمع الرئاسي دون مشورة البرلمان، الذي لم يتمكن من وضع طلبات الشعب في الموازنة الجديدة للدولة»، مضيفًا «استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، وانشقاق نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان من الحزب الحاكم تسبب في هزة قوية في قاعدة الحزب».

وواصل الوزير السابق هجومه على الحكومة الحالية قائلًا: «هناك تآكل في قاعدة الناخبين، الأتراك فقدوا الأمل، وأصبحوا غاضبين من ارتفاع معدلات البطالة والتضخم والأسعار، إذا قيمنا تاريخ العدالة والتنمية يمكننا تقسيمه لثلاث مراحل، الأولى التأسيس والارتقاء، والثانية الركود، والثالثة وهي مرحلة التراجع والتقهقر وهي التي يعيشها الحزب حاليًا».

 المعارضة تتأهب

تعيش المعارضة التركية حالة تأهب وانتظار لما تسفر عنه الانشقاقات المتتالية التي تضرب الحزب الحاكم؛ حيث تستعد المعارضة لتحقيق مكاسب أكبر خلال الفترة المقبلة، مستغلة في ذلك التراجعات الكبيرة  التي يمر بها العدالة والتنمية، غير مكتفية بانتصارها البارز في الانتخابات البلدية التي أجريت في مارس 2019، والتي نتجت عنها خسارة العدالة والتنمية سيطرته على العديد من المدن الكبرى والبارزة مثل اسطنبول وأنقرة.

ووجه كمال قليجدار، زعيم حزب الشعب الجمهوري وزعيم المعارضة التركية، نداءً إلى المسؤولين والقيادات في حزبه بضرورة الاستعداد لاحتمال إجراء انتخابات مبكرة، وذلك خلال اجتماع للجنة الإدارة المركزية للحزب، الخميس 24 أكتوبر 2019، وفقًا لما نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة برجون.

وطالب قليجدار من نواب الحزب ضرورة التواصل بكثافة مع المواطنين في المدن والبلدات المختلفة خلال الفترة المقبلة، خصوصًا في الفترة التي تلي مسودة ميزانية 2020 ومناقشتها داخل البرلمان التركي.

ويأتي هذا التعليق بعد شهر من حديث سابق لزعيم المعارضة التركية، سبتمبر 2019، والذي اعتبر خلاله أن «فكرة الانتخابات المبكرة في تركيا مطروحة وبقوة خلال الفترة الحالية، خصوصًا وأن الأمر أشبه بالموجة القادمة من القاع، المواطنين يعانون من أزمات تطحن عظامهم، بينما يعيش أهل القصر الرئاسي في بذخ ونعيم، إنهم يعلمون أن العدالة والتنمية بات عاجزًا عن إدارة بلادهم».

وعلى الرغم من أن الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة من المقرر أن تجرى في عام 2023؛ حيث تعقد كل 5 سنوات، فإنه من المتوقع أن يلجأ الرئيس التركي إلى إجراء تعديل وزاري جديد أو انتخابات مبكرة، للحيلولة دون تفاقم الأوضاع داخل حزبه.

إلهاء الشعب بالعدوان على سوريا

ويرى الخبير التركي فائق أوزتراق في تصريحات صحفية أن نظام الرئيس التركي هو الأكثر عجزًا على مدار تاريخ الجمهورية التركية، خصوصًا وأنه يتسم بالتضارب الشديد في المواقف التي يتبناها الحزب الحاكم.

وأضاف الخبير التركي أن الهدف من كافة التحركات العسكرية التي يقوم بها رجب طيب أردوغان في الشمال السوري تهدف إلى إلهاء الرأي العام التركي عن الأزمات الداخلية الموجودة لديه، ولكن هذا الأمر لم ينجح فيه، حيث يدرك الشعب حجم الأزمات الداخلية التي يواجهها بسبب العدالة والتنمية من بطالة وتضخم وتدهور اقتصادي، خصوصًا بعد أن تخطى عدد العاطلين حاجز 8 ملايين شخص معظمهم من الشباب.

شارك