«اليقظة» الناقصة.. تحديات عويصة أمام لجان محاربة «بوكوحرام» في الكاميرون
السبت 26/أكتوبر/2019 - 10:01 ص
طباعة
أحمد عادل
كشفت بوابة reliefweb، في تقرير لها الإثنين 21 أكتوبر 2019، عن وجود «تحديات عويصة»، تواجه جماعة اليقظة، التي تحارب جماعة بوكوحرام في الكاميرون.
وأبرز التقرير، أن جماعة بوكوحرام تهاجم اليقظة في منطقة أقصى الشمال في الكاميرون يوميًّا تقريبًا، ففي 7 أكتوبر 2019، قتلت الجماعة الموالية لتنظيم داعش الإرهابي رجلاً وامرأةً، واختطفت أربعة أعضاء من لجنة اليقظة المحلية في مدينة كيراوا، في أقصى شمال البلاد.
يقظة المدنيين
تتكون جماعة اليقظة- التي يقودها المدنيون- من مجموعات منظمة بشكل غير رسمي، قوامها من متطوعين في المجتمع الكاميروني، وظهرت الجماعة في المناطق المتضررة من جماعة بوكوحرام، ولاسيما في أقصى الشمال الكاميرون، وهي تختلف في الحجم والتكوين من قرية إلى أخرى، وتتمثل مهمتها الرئيسية في مراقبة دخول وخروج سكان تلك القرى من مناطقهم، ومن ثمَّ إبلاغ السلطات بالأنشطة المشبوهة للتنظيم المسلح.
والجماعة تلعب دورًا حاسمًا في الإنذار المبكر، بالتعاون مع السلطات الإدارية وقوات الأمن الكاميرونية؛ لمنع الهجمات المتطرفة العنيفة.
حراك مقاوم.. واشتباه على جانب آخر
ويشير التقرير، إلى أن وجود اليقظة وهيكلها وعملها لا محالة، يخلق حالة من الحراك المقاوم داخل المجتمعات، كما أنها بمثابة حماية ضد تجنيد جماعة بوكوحرام لأعضاء جدد من المجتمعات التي يهاجمونها، وتعمل قوات الأمن «مع اليقظة» والسلطات التقليدية على استراتيجيات لمكافحة التطرف العنيف، ومع ذلك، فإن هذا الدور يجعلهم عرضة للهجمات المستهدفة من قبل بوكوحرام.
كما أكد التقرير، أن ليس كل أعضاء جماعة اليقظة ملتزمين باستقرار الكاميرون، ويشتبه في تعاون بعض أعضائها مع بوكوحرام، وظهر ذلك في هجوم 10 يونيو 2019، على موقع أمني في بلدة دارك، أقصى شمالي الكاميرون، على الحدود مع بحيرة تشاد؛ماأسفر عن 37 قتيلاً «21 عسكريًّا و 16 مدنيًّا»، وتسبب في أضرار مادية جسيمة، ويقال: إن بوكوحرام تلقت مساعدة من «سكان محليين»، الذين عملوا مع الكشافة التي أرسلتها المجموعة المتطرفة مسبقًا.
وأضاف التقرير، أنه يمكن اعتبار الهجوم على بلدة دارك، محاولة من جانب بوكوحرام للاستيلاء على أراضي جديدة، والسيطرة على الطرق التجارية بين قسمي لوجون وشاري في الكاميرون ومقاطعة هاجر لاميس في تشاد، والتي من شأنها السيطرة على هذه الطرق أن تساعدهم على توليد الدخل من خلال الزراعة وتربية الأسماك وتربية الماشية، والتجارة عبر الحدود وجمع الضرائب من المدنيين.
خيانة مقابل المال
وأوضح التقرير، أن بعض أعضاء اليقظة، يقدمون الدعم التشغيلي والاقتصادي لبوكوحرام، ويقال: إنهم يقدمون معلومات عن مواقع الجيش والموظفين، واحتياطيات الغذاء، والمتاجر والماشية المراد نهبها، أو التحريض على دخول أعضاء جماعة بوكوحرام إلى الأراضي الكاميرونية مقابل المال، كما أنهم متهمون بتوفير غطاء لبيع البضائع والماشية المسروقة خلال الهجمات؛ ما يعزز المرونة الاقتصادية لبوكوحرام، بعض أعضاء اللجنة، هم من سائقي الماشية السابقين ولصوص الطرق السريعة، وهو ما قد يفسر سبب عدم الثقة فيهم تمامًا من جانب قوات الجيش الكاميروني، مؤكدًا أن اليقظة محصورة بين الصخر والمكان الصعب، فمن ناحية، نظرة المجتمع لهم عدائية وغير موثوق فيهم من جانب السكان، ومن ناحية أخرى، يتعرضون للاضطهاد من جانب بوكوحرام، من خلال عمليات الاختطاف والإعدام.
على جانب آخر، أظهرت حكومة الكاميرون تقديرها لجهود اللجان وتزويدها بالدعم اللوجستي، و تمت إعادة هيكلة بعض اللجان؛ للحفاظ على ثقة مجتمعاتها، وجعلها قابلة للتكيف مع بيئة التهديد المتغيرة، و لكن هذا لم يحمهم من الهجمات المستهدفة من قبل بوكوحرام، ناهيك عن الشكوك العامة بالتواطؤ مع الجماعة المتطرفة.
ليست بديلًا أمنيًّا
وأفاد التقرير، أن لجان اليقظة ليست بديلًا أمنيًّا طويل الأجل في القرى الحدودية للكاميرون، ولكن مع سلسلة هجمات بوكوحرام في المنطقة، فهي مصدر مهم للمعلومات والإنذار المبكر، فبدونهم لن تكون المجتمعات آمنة، في حين أن الاعتماد على جماعة اليقظة أمر ضروري على المدى القصير، فإنه لا يكفي للمستقبل المنظور.
كا أوضح التقرير، أن هناك عدة طرق لجعل جماعة اليقظة أكثر فعالية؛ حيث يحتاج أعضاء اللجنة إلى التدريب على مسؤولياتهم والمساءلة وحقوق الإنسان والإجراءات القانونية الواجبة، كما يجب أن تكون الحملات التي تهدف إلى توعية المجتمعات المحلية بدور لجان اليقظة أولوية، كما هناك حاجة أيضًا إلى سياسة حكومية متماسكة؛ لتعزيز حماية المدنيين.